ركّزنا على إتمام ملف اتفاقية التّطبيع مع البحرين. كنت قد أبلغتُ الإسرائيليين والإماراتيين سرًّا باهتمام البحرين، وحرصت كلتا الدولتين على إدراج الدولة الخليجية الغنية في اتفاقية سبتمبر/أيلول. ستُشَكّل إضافة دولة عربية ثانية عاملًا مُضاعِفًا للقوة في تغيير النّموذج الإقليمي.عمل آفي والجنرال كوريا وبقية فريقنا بعناية خلال الأسابيع العديدة التّالية لإتمام تفاصيل الاتفاقية، الّتي تضمّنت مشاركة موارد السّياسة الخارجية وتوسيع التجارة والمساعدة في تطور النفط والغاز وتوثيق علاقتنا العسكرية القوية أساسًا.

لم أُطلِع أيًا من الدّول العربية مسبقًا على الصّفقة، حفاظًا على سريّتها، لكنّني كنت أشعر أنّ الآخرين سيَخْطون خطوة مماثلة، طالما أنّ المنطقة لم تشهد أيّ تداعيات كبيرة. ما لم أعرفه هو مدى السّرعة الّتي ستحل بها هذه الفرصة.

في الأسبوع الأول من إطلاقها، كان قد تمّ تنزيل خطة السّلام من أجل الازدهار عبر الإنترنت أكثر من مليون مرة، ما أثار نقاشات ومناظرات في جميع أنحار المنطقة، وفي العالم بأسره. السلطة الفلسطينية رفضت الخطّة، حتى قبل أن نطلقها، وهو أمر توقعته، وأعلن الرّئيس محمود عباس عن مقاطعة الفلسطينيّين لورشة العمل في البحرين.

قلتُ للملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البحرين، وهو حاكم الجزيرة المُزدَهرة الّتي تقع في مقابل ساحل المملكة العربية السّعودية: "هلأ بإمكاني أن أطرح عليكم سؤالًا قد يكون غير مناسب؟" ابتسم الملك وهزّ رأسه موافقًا.

على مدى أربعة أعوام، ساعدت في إعادة التّفاوض في أكبر صفقة شهدها التّاريخ، وتمرير إصلاح العدالة الجنائية من قبل الحزبين، وإطلاق عملية السّرعة القصوى لتأمين لقاح آمن وفاعل في وقت قياسي ضدّ فيروس كوفيد-19.