كان قد بقي للشهيد محمد سهوان أقل من 5 سنوات، ليستطيع احتضان طفله الصغير، الذي أبعد عنه رضيعا، لكنّه خرج إليه جثّة هامدة. متّشحا بالسواد، وقف الطفل وعيناه مشدوهتان أمام جثمان أبيه، ليلقي عليه نظرة الوداع الأخيرة. لم يعرف ماذا يفعل، قال له أحدهم قبّل رأس أبيك، وقل له "بابا سامحني"، ثم مسح عليه مسحة اليتم.

80 شظية أصابته في منطقة الرأس، ورحل بها بعد أن أطلق نداءه "إنني أموت". تعمّدت إدارة السجن حرمانه من العلاج، فكان شاهدا آخرا على أن "الوفاة الطبيعية" كما تسميها وزارة الداخلية تقف وراءها قصص التعذيب والموت البطيء.

شيّع الآلاف في السنابس، غرب العاصمة المنامة، الجمعة (17 مارس/ آذار 2017) الشهيد محمد سهوان (45 عاما) الذي قضى في السجن يوم أمس الخميس.

اليوم فقدت البحرين أحد شبابها المثقف الواعي في أحد السجون السياسية في البحرين، فقدت الشهيد المناضل محمد ملا حسن سهوان شخصية استثنائية في المشهد البحريني؛ قد تكون غائبة عن ذاكرة الجيل الجديد؛ ولكنها حاضرة في الامتداد السياسي النضالي التاريخي المطلبي في البحرين منذ الانتفاضة السياسية البحرينية في الثمانينيات إلى اللحظة الآنية.

تقف رواية جو على شهيد آخر، وكأنها جاءت لتخلّد ذكراهم. بين صفحات تلك الرواية يظهر الشهيد محمد سهوان، بعد الشهيد عباس السميع، يظهر وهو يخاطب صاحب الرواية في إحدى ليالي المعتقل "السجن وسيلة يستخدمها النظام لقتلنا (...) فكّر كيف تكسر طغيانهم بدلاً من التفكير فيما فعله طغيانهم".

أوقفت السلطات البحرينية الأحد (5 مارس/ آذار 2017) الحاج مجيد عبدالله وذلك بعد مشاركته العشرات في اعتصام أمام مبنى التظلمات، احتجاجا على التضييق الذي تمارسه سلطات سجن جو بحق أبنائهم المعتقلين.

أطلقت صحيفة مرآة البحرين، إصداراً جديداً تحت عنوان «شهداء وطن»، عن الشهداء «عباس السميع، سامي مشيمع، وعلي السنكيس»، الذين أعدمتهم السلطات في 15 يناير/كانون الثاني الماضي.

أطلقت صحيفة مرآة البحرين، إصداراً جديداً تحت عنوان «شهداء وطن»، عن الشهداء «عباس السميع، سامي مشيمع، وعلي السنكيس»، الذين أعدمتهم السلطات في 15 يناير/كانون الثاني الماضي.

أظهرت شهادات الوفاة الرسمية التي صدرت عن الطبيب الشرعي في وزارة الصحة، إلى أن شهداء الحرية استشهدوا بسبب «طلقات نارية» فيما كانت أماكن الطلقات مختلفة من شهيد إلى آخر.

وجه نائب أمين عام الوفاق الشيخ حسين الديهي خطابا متلفزا في الذكرى السادسة لثورة 14 فبراير أكد فيه الحاجة إلى تفاوض سياسي جاد وبرعاية أممية تخضع لاستفتاء شعبي.

واصل المواطنون من مختلف مناطق البحرين لليوم الثاني على التوالي، في تقديم التعازي لعائلات شهداء الحرية بجامع الإمام زين العابدين في منطقة بني جمرة.

يوم أمس، أشرفت وزارة الداخلية البحرينية على دفن رضا الغسرة، مصطفى يوسف ومحمود يوسف. وفي حين تفرج الداخلية البحرينية عادة عن جثث المقتولين وتسلمها لعوائلهم، بمن في ذلك أولئك الذين أُعدِموا في يناير/كانون الثاني، فإنها لم تقم بذلك في هذه المرة…

لا ينفك البحر المحاذي لسجن جو المركزي المعزول عن صخب الحياة، أن يرتفع موجه مرتطما بجدار السجن، قبل أن يعود لهدأته ويعيد الكرة. يشبه تمامًا حالة ساكنيه، فيما العالم يحتفل بليلة رأس السنة الميلادية 1 يناير/كانون الثاني 2017 ، ينجح الفتية العشرة في الصعود من الهاوية والهروب من سور "جو" العظيم، متخذين الضباب جملا.

عندما تقرَّر إعدامه، قال لمن بُعث لتنفيذ الحكم: "أعلم أنك هنا لتقتلني، صوب أيها الجبان، فكل ما ستفعله هو أن تقتل رجلاً"، إنه تشي جيفارا..

عصر الأحد 12 فبراير 2017، بيت الشهيد رضا الغسرة. بعد وقت قصير من الانتهاء من دفن الشهداء في لوعة المكان والأهل. لم يرجع أخ رضا غير الشقيق "ياسين" من المقبرة بعد، سُمح له هو وعمّه فقط بالتواجد في مراسم الدفن، إخوة رضا الأشقاء جميعهم في السجن.

قالت حركة حق إن "منع أهالي الشهداء من توديع أبنائهم ومنعهم بالقوة من إجراء المراسيم الدينية من دفن وتغسيل كما تشاء إرادتهم مؤشر على وحشية النظام الخليفي وخسته وانحلال رموزه من القيم والدين والأخلاق".

دعا علماء البحرين الأحد (12 فبراير/ شباط 2017) للمشاركة "في التشييع المهيب" للشهداء رضا الغسرة، محمود يحيى ومصطفى يوسف، الذين دفنتهم السلطات اليوم بحضور ممثلين اثنين عن كل عائلة.

دفنت السلطات البحرينية اليوم الأحد (12 فبراير/ شباط 2017) جثامين الشهداء رضا الغسرة، محمود يحيى ومصطفى يوسف في مقبرة الشيخ ميثم البحراني بأم الحصم، وسط إجراءات أمنية مشددة.

عزت جمعية الوفاق الوطني الإسلامية باستشهاد 3 معارضين على يد قوات الأمن البحرين، أثناء محاولتهم الهروب خارج البلاد، مطالبة بتشكيل لجنة تحقيق دولية للنظر في جرائم النظام.

بين أن تعتقله مجددا أو أن تقوم بقتله، توهّمت السلطات أنها عبر رصاصاتها الغادرة، والتي فشلت أن تنال من الغسرة منذ 4 سنوات، ستضع حدا نهائيا لاسمه وأسطورته… تماما مثل أسطورة جلجامش… لم يكن البحر لرضا الغسرة سوى محطة، في ملحمة البحث عن الخلود!