مرآة البحرين (خاص): ركزت بعض الصحف العربية والخليجية على التظاهرة التضامنية التي دعا اليها المجلس الاسلامي العلمائي للتضامن مع المرجع الشيعي في البحرين الشيخ عيسى قاسم أضاف إلى بعض مقاطعة الوفاق لجلسات الحوار لمدة اسبوعين فضلا عن تصريحات ومواقف على علاقة بالازمة البحرينية .

وقد تحدثت صحيفة "السفير" اللبنانية عن تداعيات اقتحام قوات الأمن لمنزل المرجع الشيعي البارز في البحرين، الشيخ عيسى قاسم الأسبوع الماضي، واشارت الى استمرار هذه التداعيات بعـــد البيان الذي أصدرته قوى المعارضة بأطيافها المتعددة تضامناً مع الشيـــخ قاسم ورفضاً للاعتداء على منزله، وخروج تظاهرات في الدراز، المنطــــقة التي يقطن فيها، بالإضافة إلى مناطق أخرى تضامناً معه. كما دعا «المجلس الإسلامي العلمائي »إلى اعتصام جماهيري حاشد اليوم في الدراز أيضاً.

ورفعت المعارضة، وعلى رأسها «جمعية الوفاق الوطني »الإسلامية، من حدة خطابها تجاه السلطة، بعد ما اعتبرته "جريمة نكراء"، محمّلة "النظام البحريني من أعلى الهرم، كامل المسؤولية، عن هذا العمل الخطير والتجاوز العبثي، اللذين يعكسان حجم المغامرة غير المحسوبة التي يرتكبها هذا النظام من خلال هذه الجرائم المجنونة التي وصلت إلى أبعد الحدود"، بحسب ما جاء في بيان لها، حيث طالبت بـ"تحقيقات دولية في كل الجرائم والتجاوزات المجنونة التي يمارسها النظام الحاكم بعيداً عن الإنسانية".

وأضافت "السفير" أنه في اعتصام لعلماء الدين البحرينيين الشيعة يوم الأحد الماضي، دعا العلامة عبد الله الغريفي القوى السياسية المعارضة في البحرين وفي مقدمتها «الوفاق»، إلى إعادة صوغ رؤيتها السياسية. كما دعاها إلى الدفاع عن عيسى قاسم الذي وصفه بـ«الرمز الكبير ذي الموقع السياسي البارز».

واعتبرت جموع المعارضة، خصوصاً تلك المنضويـــة تحت مظلة «الوفاق»، الشيخ عيسى خطا أحمر، وأن السلطة تجاوزت الكثير من الخطوط الحمر، كهدم المساجد والحسينيات وإهانـــة الشــعائر الدينية، والقتل وهتك الأعراض، إلا أن الاعتداء على الرمز الكبـــير يأتي على رأسها.

ورفض الغريفي رسالة النظام لـ«كسر هيبة هذا الرجل الذي تعملق كثيراً».وأردف: «لكن هيبة صنعها الله لا يمكــن أن تكســرها كل طواغــيت الأرض. إن قامة شامخة أنتجها الدين لا تقــوى كل الدنــيا أن تحنيها. فوراء هذا الرمز شعــب يسترخــص الدمــاء والأرواح دفاعاً عنه».

من جهته، اعتبر مسؤول «دائرة الحريات وحقوق الإنسان» في «الوفاق» هادي الموسوي، أن الاستهداف جاء على أساس دور آية الله قاسم الريادي ضد انتهاكات حقوق الإنسان وضد القمع والبطش الرسميين، التي يستمر فيها النظام في مواجهة حراك الشارع السلمي.

وبالرغم من أن وزارة الداخلية أصدرت بياناً أوضحت فيه أن اعتداء على دورية أمنية وقع في الليلة ذاتها، وأن الشرطة تعاملت مع الحدث للكشف عن منفذي الاعتداء، وذلك عبر ملاحقة سيارة تحمل «الإرهابيين» كما أسمتهم، نافية أن أفراد الشرطة دخلوا أي منزل في المنطقة، إلا أن حقوقيين كشفوا عن مداهمات للمنازل في المنطقة ذاتها، ومنها بيت الشيخ، واعتقال عدد من القاطنين في هذه المنازل.

وقد تحدثت كل من "السفير" و" الوطن" و"القبس" الكويتيتين عن تعليق «الوفاق» مشاركتها في جلسات حوار التوافق الوطني لمدة أسبوعين، عازية السبب إلى «التعطيل المتعمد، وغياب أي إيجابية من قبل الطرف الرسمي على طاولة الحوار، وبعد التصعيد الأمني عبر أدوات القمع من اعتقالات لمئات المواطنين، ومداهمات لمئات البيوت الآمنة، بلغت ذروتها المجنونة بالتعدي الآثم على حرمة منزل الرمز الوطني الكبير آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم، والاستمرار في إصدار الأحكام الجائرة على سجناء الرأي».

وقامت الجمعية بحملة إعلامية حاشدة لاعتصام اليوم في الدراز، تحت عنوان: «رجل بقامة وطن»، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأطلقت عليه وصف «الاحتشاد التاريخي الغاضب».

في خبر لها ، قالت صحيفة "الخليج " الاماراتية أن وزير التربية والتعليم البحريني الدكتور ماجد بن على النعيمي اكد أن حكومة بلاده صادقة في دفع عجلة حوار التوافق الوطني إلى الأمام . وقال النعيمي في تصريح، مساء أمس الأول، عقب انتهاء الجلسة الثامنة عشرة من جلسات استكمال حوار التوافق الوطني إن الجمعيات الخمس مُنحت الفرصة خلال جلسة (الأربعاء) لطرح ما هو جديد لديها من مرئيات ولاسيما في ما يتعلق بموضوع "التمثيل المتكافىء" وتوضيح ماذا يقصدون بذلك، مشيراً إلى أنه لم يتم التوصل إلى نتيجة في هذا الجانب .

وأوضح أنه تم التأكيد في هذا الصدد على أن التمثيل المتكافىء موجود بالفعل على طاولة الحوار باعتبار أن الأطراف المشاركة كافة لديها ضمان بأن كل ما سيخرج من الحوار من نتائج سيتم من خلال التوافق ومن دون اللجوء إلى التصويت.

وقالت كل من "اليوم السابع" و"الاتحاد" الإماراتيتين أن رئيس مجلس النواب الأردني سعد السرور أدان التصريحات المنسوبة لمسئول إيراني كبير بشأن الأوضاع الداخلية في مملكة البحرين، واعتبرها تدخلا غير مقبول في الشئون الداخلية لهذا البلد العربي وخروجا واضحا على الأعراف والمواثيق الدولية كافة.

واعرب السرور، في تصريح صحفي عن استغرابه الشديد للتصريحات المنسوبة لمساعد وزير الخارجية الإيراني والتهديد الذي انطوت عليه تلك التصريحات ضد مملكة البحرين عطفا على إجراء أمني بحريني داخلي في مواجهة إطلاق نار أصيب على أثره اثنان من أفراد الشرطة البحرينية، مؤكدا أن من شأن ذلك التحريض على العنف وزعزعة الأمن والاستقرار ليس في البحرين وحدها وإنما في الإقليم كله.

وقال: "إن منظومة العلاقات بين الدول تقتضي الامتناع عن التدخل في الشئون الداخلية للغير والكف عن إطلاق التصريحات الاستفزازية والمهددة لسلامة الدول.. وهذا ما يفترض أن تكون عليه العلاقات بين إيران والبحرين".

وأكد أن لا مبرر منطقيا أو قانونيا لاستمرار التهديدات الإيرانية ضد البحرين في وقت يستدعي أن تكون العلاقات بين البلدين قائمة على الاحترام المتبادل والتعاون المثمر في كل ما يخدم المصالح المشتركة وقضايا العالم الإسلامي برمته.

وختم السرور تصريحه قائلا: "نتمنى وباستمرار أن تكون العلاقات الإيرانية مع دول الخليج العربي وسائر الدول العربية علاقات تحكمها منهجية التعاون والتواصل البناء المثمر لمصلحة الجميع بعيدا عن كل ما يمكن أن يعكر صفو هذه العلاقات"، مؤكدا أن مصالح الجميع بما فى ذلك إيران تقتضي ذلك وبقوة.

من جانبها قالت صحيفة "الاتحاد" الاماراتية أن مملكة البحرين بعثت خطابات رسمية إلى منظمات الأمم المتحدة والتعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي احتجاجا على "التدخلات الإيرانية العدائية والمستمرة في شؤونها الداخلية كونها تهدد السلم والأمن الدوليين وتزيد من حدة التوتر في منطقة الخليج العربي وسط استياء شعبي وتضامن خليجي وعربي وإسلامي مع أمن واستقرار البحرين" .

ونقلت وكالة أنباء البحرين "بنا" عن وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة قوله إن تهديدات مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون الأفريقية والعربية حسين عبداللهيان والتحريض السياسي والديني والإعلامي المستمر ضد البحرين يمثل تهديدا مباشرا وغير مقبول ويعكس بوضوح تام الأطماع التوسعية الإيرانية.

ودعا المجتمع الدولي إلى ترسيخ مبادئ الأمم المتحدة والقانون الدولي في تأكيد سيادة الدول واستقلالها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية والحرص الدائم على مبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل للسيادة الوطنية