» تقارير
كلفة الموالاة: منذ الآن كل شيء بثمنه!
2011-05-22 - 6:47 ص
مرآة البحرين (خاص): يعكس سلوك جماعات الموالاة سخطاً من الإشارات المتنامية من داخل أروقة السلطة بشأن أولويات المرحلة المقبلة والتي يحتل فيها موضوع الحوار مع المعارضة موقع المقدمة الأولى. وتتم ترجمة هذا السلوك في شكل تجمعات "يائسة" تمنّ على النظام وقوفها إلى جانبه إبان حركة 14 فبراير/ شباط المطلبية. زاعمةً أن الحكم كان على وشك السقوط لولا هبتها للوقوف إلى جانبه. وذلك مثلما يمكن أن يكشف عنه بوضوح الفيديو الذي يظهر العضو المؤسس بتجمع الوحدة الوطنية وزعيم حركة عدالة التي تضم سلفيين مناهضين لأميركا وجرى تحريرهم سابقاً من معتقل غوانتنامو المحامي عبدالله هاشم في منطقة البسيتين يوم 17 مايو/ أيار الجاري، منتفضاً بغضب على الحكم الذي استثنى منه فقط شخصية رئيس الوزراء خليفة بن سلمان "ذلك أنه الوحيد الذي استقبلنا".
في ضوء التسريبات التي أخذت تشير إلى حوار جار التحضير له مع المعارضة، لكن من دون أن تكون الحركة التي ينتمي لها موقع فيه. وقد أراد وسط جمع من الجمهور المعبأ تذكير الحكم بما يمكن له أن "يمن" به عليه إلى الأبد "نريد أن نوجه رسالة مهمة إلى من يهمه الأمر. عندما اهتز الكيان نحن من كان الفيصل وحجر الزاوية في تثبيت النظام".
ويستمر هاشم في انتفاضته "عليكم أن تعترفوا بنا، نحن طرف أساسي في اللعبة. الكراسي صارت ثلاثة". قبل أن يضيف متوعداً بطريقة تحدد بوضوح الدور الذي يريد أن يلعبه والحركة التي يقف على رأسها "لن تكون هناك أية طبخة من ورائنا، فنحن من يحدد مسار هذا البلد". الشيء الذي لا يستبعد الدخول لأجله في صدام مع السلطة حد الطلب من الجمع المتواجد التهيوء لمرحلة قد تضطرهم إلى الوقوف في وجه أجياب الشرطة "حين يأتون لا ترتعدوا فقومتنا ستكون قومة رجل واحد" على حد تعبيره.
وفي حين أن "غزوة الكراهية" التي نفذت "على الهوية" في حق أحد الأسواق المملوكة إلى رجل الأعمال المشهور "جواد" كانت من مفاعيل هذا الخطاب، حتى أن أحدهم صرخ في الوقت الذي كان هاشم لا يزال يخطب في أنصاره: "الشباب يكسرون أسواق 24 ساعة"، من دون أن تكون للأخير أية ردة فعل أو توجيه يرد به أنصاره. بل أنه قابل صرخة الشاب بابتسامة باردة - مثلما أظهر ذلك بوضوح مقطع الفيديو - قبل أن يعود فيستأنف الحديث على ذات النوْل.
إلا أن الأهم من ذلك، أن "الغزوة" صارت تشمل "العقلية الخاصة" بالجماعات الموالية. في مسعى حثيث إلى تمرينها على نمط جديد من الموالاة يلغي عنها صفة "الإذعان" الذي طبع سلوكها السابق ويحولها إلى "جماعات متطلبة"، إن لم تكن "ذات مطالب".
وقد سبق لعبدالهاي خلف أن لاحظ أن "فزعة ساحة الفاتح كانت فزعة مشروطة". وهو ما عده متغيراً جديداً لم تواجهه السلطة من قبل. فقد "رأت السلطة جمهورها الذي تعودت منه أن يدعمها كلما نادى المنادي بالفزعة. إلا إنها وجدت نفسها تقبل على مضض أن تراه لا يفزع إلى نصرتها إلا بشروط".
الشيء الذي لا تخفيه خطابات "تجمع الوحدة الوطنية" على أية حال، بدءاً من عنوان تحركهم الأول "لنا مطالب" إلى جملة تحركاتهم اللاحقة "ما زال لنا مطالب". إلى طبعاً مساعيه الدؤوبة نحو إملاء معادلة جديدة على العملية السياسية تجعله فيها "ثالث ثلاثة". كما يحلو له أن يصرح باستمرار، وقد شكل هذا التعبير واحداً من مضامين بيانه في الرد على خطاب أوباما. وقد أغضب التجمع إشارة الأخير إلى طرفين فقط: "حوار بين السلطة والمعارضة".
إن أطراف العمل السياسي ما عادت السابقة، كما يحلو للتجمع أن يعبر، فهناك موالاة أيضاً. وهذه "الموالاة" تتطابق في كليتها مع أحد مكونات شعب البحرين. لذا فهي تتخذ من اسم هذا المكون "كرتاً" ترفعه عند الحديث الفعلي عن أطراف المعادلة الجديدة التي تقترحها: "حكم، سنة وشيعة".
وهي في كل الأحوال معادلة تروق إلى "هوى" رئيس الوزراء خليفة بن سلمان، حيث يعول عليها في تثبيت مداميك صلبة في الأرض لقوته المستعادة بعد إنهاكها من قبل الملك وابنه في خلال السنوات العشر الماضية. ففي حين يستند الأخيران في قوتهما إلى دعم الغرب اللامحدود لهما، الأميركي والبريطاني خصوصاً - وهو دعم لا يشمل العم ! -، يستند هو في المقابل إلى الخزان الشعبي المستجد الذي تحصل عليه بحكم العصبية داخل بيئة الموالاة.
وهو ما يكشفه كون شخصية خليفة بن سلمان هي من يتسيد الهتاف الصادر من "حناجر" الجمهور الموالي، أي ليس الملك أو ولي العهد. ذلك أن "خليفة بن سلمان الوحيد من استقبلنا في التجمع، لم يستقبلنا أحد آخر" مثلما عبر عبدالله هاشم في نفس الفيديو المشار إليه سلفاً. وفي حين أن الدعم الغربي لا يدع مناصاً أمام الملك وابنه غير أن يستجيبا إلى دفع "الكلفة" اللازمة لدوام هذا الدعم. ولو جاءت "الكلفة" دخولاً "غير محبب" في حوار مع المعارضة، والمداولة الفعلية معها في مطالبها. يفرض دعم "الخزان الشعبي الموالي" لرئيس الوزراء إملاءاً عكسياً، رافضاً لأي حوار و"لن نقول عفى الله عما سلف".
الشيء الذي ربما فسر تعمد مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان اللقاء بالأخير في زيارته الأخيرة، نهاية الأسبوع الماضي، والنأي بنفسه عن لقاء ولي العهد المفضل لدى الولايات المتحدة. في خطوة نُظر إليها بأنها أتت بالتوافق مع الملك وولي العهد إن لم يكن بتحريض منهما لفيلتمان من أجل إقناع عمهما بحوار "لا بد منه" يرفضه كما ترفضه قاعدته الشعبية!
في ضوء التسريبات التي أخذت تشير إلى حوار جار التحضير له مع المعارضة، لكن من دون أن تكون الحركة التي ينتمي لها موقع فيه. وقد أراد وسط جمع من الجمهور المعبأ تذكير الحكم بما يمكن له أن "يمن" به عليه إلى الأبد "نريد أن نوجه رسالة مهمة إلى من يهمه الأمر. عندما اهتز الكيان نحن من كان الفيصل وحجر الزاوية في تثبيت النظام".
ويستمر هاشم في انتفاضته "عليكم أن تعترفوا بنا، نحن طرف أساسي في اللعبة. الكراسي صارت ثلاثة". قبل أن يضيف متوعداً بطريقة تحدد بوضوح الدور الذي يريد أن يلعبه والحركة التي يقف على رأسها "لن تكون هناك أية طبخة من ورائنا، فنحن من يحدد مسار هذا البلد". الشيء الذي لا يستبعد الدخول لأجله في صدام مع السلطة حد الطلب من الجمع المتواجد التهيوء لمرحلة قد تضطرهم إلى الوقوف في وجه أجياب الشرطة "حين يأتون لا ترتعدوا فقومتنا ستكون قومة رجل واحد" على حد تعبيره.
وفي حين أن "غزوة الكراهية" التي نفذت "على الهوية" في حق أحد الأسواق المملوكة إلى رجل الأعمال المشهور "جواد" كانت من مفاعيل هذا الخطاب، حتى أن أحدهم صرخ في الوقت الذي كان هاشم لا يزال يخطب في أنصاره: "الشباب يكسرون أسواق 24 ساعة"، من دون أن تكون للأخير أية ردة فعل أو توجيه يرد به أنصاره. بل أنه قابل صرخة الشاب بابتسامة باردة - مثلما أظهر ذلك بوضوح مقطع الفيديو - قبل أن يعود فيستأنف الحديث على ذات النوْل.
إلا أن الأهم من ذلك، أن "الغزوة" صارت تشمل "العقلية الخاصة" بالجماعات الموالية. في مسعى حثيث إلى تمرينها على نمط جديد من الموالاة يلغي عنها صفة "الإذعان" الذي طبع سلوكها السابق ويحولها إلى "جماعات متطلبة"، إن لم تكن "ذات مطالب".
وقد سبق لعبدالهاي خلف أن لاحظ أن "فزعة ساحة الفاتح كانت فزعة مشروطة". وهو ما عده متغيراً جديداً لم تواجهه السلطة من قبل. فقد "رأت السلطة جمهورها الذي تعودت منه أن يدعمها كلما نادى المنادي بالفزعة. إلا إنها وجدت نفسها تقبل على مضض أن تراه لا يفزع إلى نصرتها إلا بشروط".
الشيء الذي لا تخفيه خطابات "تجمع الوحدة الوطنية" على أية حال، بدءاً من عنوان تحركهم الأول "لنا مطالب" إلى جملة تحركاتهم اللاحقة "ما زال لنا مطالب". إلى طبعاً مساعيه الدؤوبة نحو إملاء معادلة جديدة على العملية السياسية تجعله فيها "ثالث ثلاثة". كما يحلو له أن يصرح باستمرار، وقد شكل هذا التعبير واحداً من مضامين بيانه في الرد على خطاب أوباما. وقد أغضب التجمع إشارة الأخير إلى طرفين فقط: "حوار بين السلطة والمعارضة".
إن أطراف العمل السياسي ما عادت السابقة، كما يحلو للتجمع أن يعبر، فهناك موالاة أيضاً. وهذه "الموالاة" تتطابق في كليتها مع أحد مكونات شعب البحرين. لذا فهي تتخذ من اسم هذا المكون "كرتاً" ترفعه عند الحديث الفعلي عن أطراف المعادلة الجديدة التي تقترحها: "حكم، سنة وشيعة".
وهي في كل الأحوال معادلة تروق إلى "هوى" رئيس الوزراء خليفة بن سلمان، حيث يعول عليها في تثبيت مداميك صلبة في الأرض لقوته المستعادة بعد إنهاكها من قبل الملك وابنه في خلال السنوات العشر الماضية. ففي حين يستند الأخيران في قوتهما إلى دعم الغرب اللامحدود لهما، الأميركي والبريطاني خصوصاً - وهو دعم لا يشمل العم ! -، يستند هو في المقابل إلى الخزان الشعبي المستجد الذي تحصل عليه بحكم العصبية داخل بيئة الموالاة.
وهو ما يكشفه كون شخصية خليفة بن سلمان هي من يتسيد الهتاف الصادر من "حناجر" الجمهور الموالي، أي ليس الملك أو ولي العهد. ذلك أن "خليفة بن سلمان الوحيد من استقبلنا في التجمع، لم يستقبلنا أحد آخر" مثلما عبر عبدالله هاشم في نفس الفيديو المشار إليه سلفاً. وفي حين أن الدعم الغربي لا يدع مناصاً أمام الملك وابنه غير أن يستجيبا إلى دفع "الكلفة" اللازمة لدوام هذا الدعم. ولو جاءت "الكلفة" دخولاً "غير محبب" في حوار مع المعارضة، والمداولة الفعلية معها في مطالبها. يفرض دعم "الخزان الشعبي الموالي" لرئيس الوزراء إملاءاً عكسياً، رافضاً لأي حوار و"لن نقول عفى الله عما سلف".
الشيء الذي ربما فسر تعمد مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان اللقاء بالأخير في زيارته الأخيرة، نهاية الأسبوع الماضي، والنأي بنفسه عن لقاء ولي العهد المفضل لدى الولايات المتحدة. في خطوة نُظر إليها بأنها أتت بالتوافق مع الملك وولي العهد إن لم يكن بتحريض منهما لفيلتمان من أجل إقناع عمهما بحوار "لا بد منه" يرفضه كما ترفضه قاعدته الشعبية!