» تقارير
"صقر" المتوفى تحت التعذيب بالسجن يفاجئ البحرينيين بالظهور العلني!
2011-05-07 - 10:19 ص
شهيد بحريني يكشف بالتلفزيون الرسمي تفاصيل مؤامرة ضد المعارضة
المنامة ـ مرآة البحريننشر تلفزيون البحرين الرسمي سلسلة اعترافات للمتهمين السبعة الذين حكمت عليهم المحكمة العسكرية (محكمة السلامة الوطنية الابتدائية) حكماً بالإعدام لأربعة منهم والسجن المؤبد للثلاثة الآخرين، بعد النطق بالحكم مباشرة ظهر الخميس 28 أبريل 2011.
لم يكن في التقرير ما يستحق المشاهدة خصوصاً بالنسبة للبحرينيين الذين ألفوا مثل هذه التقارير التي يخرج الإعلام الرسمي بها مع كل قضية تتشابه فصولها بين عام وآخر، فالاتهامات هي هي، لا تكاد تختلف كثيراً، لابد أن تكون هذه الاتهامات تتعلق بالتآمر ضد نظام الحكم والسعي للإطاحة به، منذ عقود والتهمة تتكرر ضد المعارضة البحرينية.
اللافت في الموضوع هو ظهور الشهيد علي عيسى صقر في التقرير يدلي باعترافات، وهو الشهيد الذي قضى في السجن تحت التعذيب كما توضح الآثار التي غطت كامل جسمه باللون الأسود والأحمر، والتورمات في أطراف جسده كانت أوضح من أي شرح.
الداخلية البحرينية اعترفت بقتله ولو بصيغة مخففة، وقالت في بيان عقب قتله، بأن الشهيد "الموقوف بتهمة الشروع في قتل رجال الأمن بدهسهم بالسيارة والاصطدام بأحد المتظاهرين قام بإحداث فوضى بالتوقيف مما أضطر رجال الأمن إلى التدخل لإعادة الوضع إلى طبيعته بالتوقيف إلا أنه قام بمقاومة رجال الأمن مما أضطرهم إلى التعامل معه حيث أصيب بإصابات متفرقة وعلى إثر ذلك تم نقله إلى المستشفى لإسعافه حيث وافته المنية بالمستشفى".
فوزارة الداخلية "اضطرت للتعامل معه"، بعد أن قام السجين الفرد "علي صقر" بإحداث فوضى داخل السجن، وحدث ما حدث، لتخرج الوزارة وتعترف بفعلها جزئياً.الأمر لا يقف هنا، فالشهيد علي صقر هو الشهيد الوحيد الذي نشرت وزارة الداخلية صوراً لجسده وهو في الطبيب الشرعي من بين 4 شهداء قضو في السجن، وهو الشهيد الوحيد الذي اعترضت على نشر صوره على المغتسل بشكل مستنفر وقدمت دعوى قضائية "عسكرية" ضد الناشط الحقوقي نبيل رجب لنشره تلك الصور في صفحته، إذ ادعت أن رجب قام بتزويرها.
إذاً، علي صقر يعترف.. ويقول أن الأستاذ حسن المشيمع والنائب الوفاقي المستقيل مطر مطر هما من حرضاه على فعله، ثم يقتل داخل السجن وتدير السلطات قضيته بنحو مختلف عن بقية الشهداء. ماذا أخفاه الشهيد علي صقر في شهادته التي بثت بالتلفزيون الرسمي البحريني؟!
ربما كان فشل مساعي الجناح المتشدد بالسلطة بإغلاق جمعية الوفاق بعد التدخل الدولي الرافض لهذه الخطوة، سبباً كافياً ليسعى للالتفاف حول هذا الرفض، والإدعاء ـ كما جرى مع بقية الرموز والنشطاء والسياسيين ـ بأن لقيادات هذه الجمعية تجاوزات جنائية وآن الأوان لمحاكمتهم، أسوة ببقية الجمعيات وفعاليات المعارضة.
كان الحاجز هو الحصانة النيابية والتمثيل في البرلمان الذي يعطي الجمعية بعداً دولياً أكثر مما تتمنى السلطة، باستقالة الكتلة النيابية للوفاق بدت الفرصة سانحة، لكن لا يزال هناك بعض النواب وكتلة بلدية وثقة دولية كبيرة بهذه الجمعية.لم يستطع هذا الجناح المتشدد الانتظار كثيراً، فذكر اسم النائب المستقيل مطر الذي وصفته التقارير الدولية بعد اعتقاله بأنه "عرف عنه انتقاده العلني للحكومة"، كان مبرراً كافياً لهذا الجناح لاعتقاله، إضافة إلى النائب الوفاقي المستقيل رئيس لجنة المرافق العامة والبيئة بمجلس النواب جواد فيروز.
ظهور الشهيد علي صقر "اضطراراً" من قبل الجناح المتشدد لبدء التصفية في صفوف الوفاق، وثق بالدليل معادلة طالما نادت بها المعارضة والمنظمات الحقوقية وأكدت وجودها، هي أن السجون البحرينية عبارة عن غرف تقام بها حفلات التعذيب والتنكيل، وأن تقارير التلفزيون الرسمي هي باختصار أدوات لتسهيل وتمهيد الخطوات التي تنوي السلطات القيام بها.