» تقارير
محمود الجزيري أمام الكاميرا شهيداً شهيداً
2013-02-22 - 9:03 ص
مرآة البحرين (خاص):
"ورأيت الشهداء واقفين، كلٌ على نجمته، سعداء بما قدّموا
للموتى الأحياء من أمل"
محمود درويش
كلاكيت 1:
في يوم الثورة 14 فبراير 2013 بعد الثامنة صباحاً استشهد بطل ملحمة 14 فبراير الثانية حسين الجزيري ابن خال محمود الجزيري، وفي فجر يوم 22 فبراير استشهد محمود الجزيري ابن عمة الشهيد حسين الجزيري.
كلالكيت 2:
في يوم الثورة 14 فبراير 2013 بعد الثامنة صباحاً استشهد حسين الجزيري ابن الحاج علي الجزيري، وجاءته أخته الحاجة خديجة الجزيري مفجوعة تعزّي أخاها في ولده، وفي فجر يوم 22 فبراير استشهد محمود الجزيري ابن الحاجة خديجة الجزيري وجاءها أخوها الحاج علي الجزيري مفجوعاً ليعزيها باستشهاد ابنها.. صار هو والد شهيد وخال شهيد، وصارت هي أم شهيد وعمّة شهيد.
أيها السادة إنها ليست هوليود!، ولا رواية فيكتور هيجو، هنا البحرين حيث صار القتل علنياً أمام الكاميرا، قتل بشر من لحم ودم.
قتل كثيف في الجزيرة الصغيرة المبتلاة بأسوأ أنواع الديكتاتوريات في العصر الحديث، وبأسوأ أنواع حلفاء الديكتاتوريات، وقوات مرتزقة من كل العالم.
فجر اليوم عند الخامسة وخمسين دقيقة تسلمت هواتف البحرينيين الرسالة الآتية: الآن أسلم الروح المصاب محمود الجزيري، ولقد انضم لقافلة الشهداء، إنا لله وإنا إليه راجعون.
أصيب الشاب محمود الجزيري (20 عاما)، بإصابة مباشرة في رأسه من عبوة غاز سامة أطلقها مرتزق مباشرة على رأسه، وذلك في يوم 14 فبراير وتحديداً في الجولة الثانية من إضراب الكرامة الذي دعا له ائتلاف ثورة 14 فبراير، وكان حسين الجزيري ابن خال الشهيد محمود قد أعلن استشهاده في الجولة الأولى.
أصيب محمود وتمت محاولات عديدة لعلاجه بعيداً عن مستشفى السلمانية الذي تحاصره العساكر منذ 16 مارس 2011، لم تفلح تلك المحاولات فنقله أهله إلى مستشفى السلمانية، ليمكث أسبوعاً فاقدا للوعي بسبب النزيف الداخلي المستمر.
الشهيد محمود الجزيري هو أحد مصوري ثورة 14 فبراير، شجاع ومقدام أصيب عدة مرات بسبب جرأته، تم اعتقاله مرتين، ولديه أخ معتقل (حسن) محكوم لمدة عام.
في يوم 14 بعد استشهاد ابن خاله، تقدم نحو قوات المرتزقة، لم يكن في يده شيء عاجله المرتزق بطلقة مباشرة سقط إثرها على الأرض ليحمله زملاؤه في مشهد يشبه حمل الثوار للشهيد البطل عبدالرضا بوحميد.
يقول أحد زملاء الشهيد "كان محمود يقول لنا، إننا في درب إما نحقق النصر فيه وننال حريتنا، أو أن نفوز بالهدف الأسمى وهو الحصول على مقام الشهادة... ولقد نال ذلك المقام".
يوم أمس، كانت أمه تقول لوفد من جمعية الوفاق زارها في منزلها الكائن بجزيرة النبيه صالح "إن قام ولدي بالسلامة فالحمد لله تعالى، وإن استشهد فسأحتسبه شهيداً لأجل الوطن".
أحد زملائه السابقين في السجن كتب في ملتقي فجر البحرين "نعم الشهيد محمود عيسى الجزيري، وشقيقه حسن المحكوم حاليا بالسجن سنة واحدة، كانوا معي في العام الماضي في نفس هذا اليوم والوقت، كنا في عنبر رقم 2 في سجن الحوض الجاف، حيث تم اعتقاله في منزل في بلدتهم، وأنا تم اعتقالي عند الزحف للميدان".
ويضيف "الشهيد محمود ذوأخلاق عالية، يتحلى بالصبر، كان يجيد صنع السبحات من التربة الحسينية، كان يعدها في السجن ويهديها لنا، الشهيد محمود هو أحد المناضلين الميدانيين ولم يترك الساحات أبداً"
رحلت يامحمود، رحلت بعد أن أغمضت عينيك أسبوعاً، ماذا رأيت يامحمود؟، قل لمحبيك الذين باتوا يرددون: ورأيت الشهداء واقفين، كلٌ على نجمته، سعداء بما قدّموا للموتى الأحياء من أمل. ها أنت تقف على نجمتك، سعيداً بما قدمت لنا نحن الموتى الأحياء من أمل.
رسالة محبيه الأخيرة له كانت "سلّم على حسين الجزيري يامحمود".