مرآة البحرين: تطرق الكاتب في صحيفة "الوسط" قاسم حسين إلى ندوة نظمتها مؤسسة طوني بلير، رئيس الوزراء البريطاني السابق، في جنوب أفريقيا بمشاركة وفد من "تجمع الوحدة الوطنية"، مشيرا إلى أن المنظمة اشترطت على المشاركين كتمان الخبر، لكن الوفد سرّبه "في نوعٍ من الرد والتعويض النفسي على زيارة وفد المعارضة إلى روسيا".

وقال حسين في مقال نشر اليوم الثلثاء نقلا عن مصادر سربت بعض ما جرى في الورشة التي استمرت أياماً عدة، أن المحور الأول تركّز على توضيح حقيقة أن العالم مقبلٌ على تغيّرات ديمقراطية كبرى، ولا بد لجميع الأطراف عدم الإصرار على السياسات القديمة القائمة على القمع والقتل وسجن المعارضين السياسيين"، لافتا إلى أن "هذا الكلام لم يعجب بعض أعضاء الوفد".

ويضيف أن "المحاضرة التالية لم تعجب الجميع، فقد بدأ المحاضر بالدخول في عمق المشكلة، وتكلّم عن عدم تقبل المجتمع الدولي لأية انتهاكات لحقوق الإنسان، وخصوصاً اعتقال الناشطين الحقوقيين ومحاكمة الناس على تغريدات في "تويتر"، فـ"قاطعه أحد المشاركين غاضباً بقوله "إنهم ليسوا معارضين، إنهم إرهابيون"، فالتزم المحاضر الصمت واكتفى بابتسامةٍ خفيفة".

وفي الجلسة التطبيقية، يتابع حسين، "حرصت الجهة المنظمة على اختيار أفراد عدة ممن يمثلون مختلف الشرائح والطوائف والأديان بجنوب أفريقيا، وبعد أن تكلّم كل طرف عن تجربته في نظام الفصل العنصري، التفت المحاضر - وهو مسيحي كما يبدو - إلى المستمعين ليقول: هل سمعتم؟ ما أعرفه أنكم جميعاً مسلمون، ودينكم يحضّ على الوحدة والتسامح، وقرأت في أحد الكتب التعريفية بالإسلام أن رسولكم قال في آخر خطبة له: إن دماءكم عليكم حرام، فكيف تصفّقون لسفك دماء بعض مواطنيكم؟ وكيف يشجّع بعضكم على السرقة من بعض محلات السوبرماركت؟ وكيف رفع بعضكم شعار "لن نقول عفا الله عما سلف" أليس مثل هذا المبدأ وارداً في كتابكم المقدس؟ فهو واردٌ في كتابنا المقدّس أكثر من مرة".

ويذكر  أنه "في اليوم الأخير كان البرنامج يشمل زيارة الرئيس السابق نيلسون مانديلا في منزله، إلا أن خلافاً نشب بين أعضاء الوفد، بين مؤيد للزيارة باعتبارها فرصةً تاريخيةً لالتقاط صورٍ تذكارية، وبين معارض لزيارة مانديلا لأنه كان سجيناً لفترة 28 عاماً"، موضحا "بسبب هذا الخلاف ألغت مؤسسة بلير لحل الأزمات العالمية الزيارة واستبدلتها بزيارةٍ إلى منتزه بريتوريا العام".