» تقارير
«الأهداف الكبيرة تحتاج الى تضحيات كبيرة»... «أم زينب»: الثورة في ثوبها التربوي
2013-02-15 - 8:30 ص
مرآة البحرين (خاص): لا تتحدث "أم زينب" عن نفسها. هي ترى أنها لم تقدم شيئا يقارن بما قدمه أهالي الشهداء."رغم كوني أما تحب بناتها وتعتبرهم شهاداتها العليا، وزوجة تحب زوجها لدرجة لا يعلم بها إلا الله، لكنني دائماً مستعدة لأن ألقّب بأم الشهيدة أو زوجة الشهيد فهذا فخر ليس فوقه فخر" هذه المرة طلبنا منها أن تتحدث عن نفسها.
"اتفقنا أنا وهادي منذ البداية بأن يتفرغ هو لحقوق الإنسان وأنا لتربية البنات". قصة "خديجة الموسوي"، هي ليست فقط قصة زوجها المناضل المعتقل عبد الهادي الخواجة، ولكنها قصة أم بحرينية ربت 4 بنات، اثنتان منهن الآن على رأس الناشطات البحرينيات في ثورة 14 فبراير: زينب ومريم.
أكثر من 12 مرة اعتقلت ابنتها زينب، ولم تر مريم منذ عامين سوى مرة واحدة في يناير الماضي."لقد تربوا على الخوف من الله وليس من أي أحد" مشروع التربية هو أول محطات الموسوي في طريقها الصعب "كان لدينا اجتماع عائلي كل أسبوع، نأخذ فيه رأي البنات في كثير من الأمور، وكانت لديهن الفرصة دائماً في انتقادنا إذا لم يعجبهن أمر ما، حتى في قضية رجوعنا إلى البحرين اجتمعنا وأخذنا رأيهن، وهيأناهن للأسوأ وقد وافقن على الرجوع".
كان الأسوأ، هو ذلك اليوم الذي دخل فيه الضابط "بدر غيث" إلى منزل زينب مع عناصره لاعتقال أبيها عبد الهادي الخواجة. كان خوف "أم زينب" على بناتها أكثر من زوجها. أمام مرأى عينيها هجمت زينب على عناصر المرتزقة لتخلص أباها من بين أيديهم وهم يدفعونها، وحين قرر الضابط اعتقالها حصرت نفسها بين زينب وبينه.
أغلقت عليهن إحدى الغرف، وحين انتهى كل شيء خرج الجميع. هناك فقط، عرفت أم زينب أن أزواج بناتها اعتقلوا هم أيضا! كان الجميع في حالة ذهول لا توصف، منذ تلك الليلة والنوم يجافي "أم زينب"، لكنها تحمد لله بأن بناتها ورثن منها أقصى درجات التحمل.
ومن إضراب ابنتها عن الطعام، وحتى إضراب زوجها بعد ما يقارب العام، ستظل "أم زينب" الشخص الذي يستمد الجميع منه القوة، كما تصفها ابنتها مريم.
كانت هي من نقل للعالم رسالة الخواجة حين قرار الإضراب (الحرية أو الموت). لقد كانت تجربة مريرة جدا، لكن أم زينب ظلت الأقوى، زرناها في بيتها في ذلك الوقت، ولم نجد سوى الصبر والإيمان بأن "الأهداف الكبيرة تحتاج الى تضحيات كبيرة"، الجملة التي كان عبد الهادي يصبّرها بها دوما.
"أنا سفيرة هادي"، إلى جانب بعض اللقاءات الصحفية، والاتصالات بالمنظمات والمسئولين، دخلت أم زينب هي أيضا عالم "تويتر"، ناشطة خارج سور العائلة، للمرة الأولى. عملت "أم زينب" كمسؤولة إرشاد في مدرسة عبدالرحمن كانو، كانت سعيدة جدا لأن رسالة عملها هي تدريب أكبر عدد من الموظفين للمساهمة في "تربية" هذا الجيل.
فصلت "أم زينب" من المدرسة في مايو/أيار 2011، لكنها لا زالت تحضر بثوبها التربوي، في ثورة 14 فبراير.