» تقارير
وثائقيات فرنسية، أمريكية، سويسرية، وإيرانية عن ثورة البحرين في 2012، وصدى «الصراخ في الظلام» يتردد
2013-01-21 - 8:49 ص
أحد بوسترات الفيلم الوثائقي "صراخ في الظلام"
مرآة البحرين (خاص): "الكلمات والصور بقيت الشاهد الوحيد ضد الديكتاتورية"... هذا ما قدم به فيلم "البحرين: الغوص في البلد المحظور" للمخرجة الفرنسية "ستيفاني لامور"، والذي يعد أهم الأفلام الوثائقية التي أنتجت عن البحرين العام الماضي.
واستمر إنتاج الأفلام والبرامج الوثائقية عن ثورة البحرين للعام الثاني على التوالي، وحازت القضية البحرينية على اهتمام العديد من الإعلاميين والمخرجين من كافة أنحاء العالم.
وبالإضافة إلى الفيلم الفرنسي، كان من أهم ما أنتج من وثائقيات برنامج " البحرين..جرأة الأمل" الذي أنتجته قناة الجزيرة الإنجليزية، وحلقتين من تقارير المذيع الأمريكي الشهير "دان راذر"، وفيلم "ملك وفساد دولة" الذي أنتجته جهة مجهولة.
في حين ظل صدى الفيلم الوثائقي الشهير "صراخ في الظلام" يتردد حتى في العام 2012.
البحرين: البلد المحظور
المخرجة الفرنسية ستيفاني لامور |
في يوليو/حزيران 2012، صدر الفيلم الوثائقي (البحرين: الغوص في البلد المحظور) للمخرجة الفرنسية "ستيفاني لامور"، وبث في قناة "آرتي" الفرنسية.
واعتبر الفيلم من أقوى الوثائقيات لهذا العام ورشح لعدة جوائز دولية، وهو يحكي نضال الشعب البحريني ومطالبته بالتحول الديمقراطي، وقد اضطر الطاقم الصحفي الفرنسي إلى التواجد في البحرين متخفيا منتصف شهر يناير/كانون الثاني 2012 ليتمكن من إنتاج الفيلم، وقد أشارت المخرجة إلى ذلك خلال الفيلم، وكيف أنها أجبرت على الاختفاء عن أعين النظام كي تقوم بالتصوير، لتكون "شاهدة على الظلم الذي وقع على هذا الشعب من مواجهات مع الشرطة، تنكيل، اعتقالات وغيرها" حسبما عبرت.
ووصف الفيلم البحرين بـ"البلد الديكتاتوري" وقال في المقدمة إن "هذا البرنامج يحتوي مشاهد واقعية حقيقية، لا ينصح بها للمشاهدين ذوي القلوب الضعيفة والصغار"، مشيرا إلى خلفية الاضطرابات السياسية العميقة في البلاد.
ويؤكد الوثائقي أن "الملك لا زال موجودا لكنه يقابل برفض من الشعب"، وأن "الأقلية السنية في البحرين هي التي تسيطر على البلاد" في حين تتعرض "الأكثرية الشيعية، وتمثل 75% من السكان، يوميا للكراهية والتمييز المنهجي".
"كانت سنة صعبة جدا على البحرين، ربما واحدة من أصعب السنوات في تاريخ البحرين كله...الأوضاع لا تتحسن أبدا، هي في الحقيقة تسوأ أكثر وأكثر".
لفت الفيلم إلى أن البحرين تواجه تجاهلا إعلاميا، وأنها بلد محظور على الصحفيين، حيث تدار من قبل يد حديدية دموية، كما أكد أن البحرينيين قرروا البقاء في الشارع حتى تحقيق التغيير، لافتا إلى تسلسل أحداث الثورة والتدخل السعودي، وعارضا بعض المقاطع المهمة من هذه الأحداث في 2011.
وعرض الفيلم مشهدا للمخرجة ومرافقتها وهما تهربان من قوات الأمن بعد قمع تظاهرة، كما عرض لقاءات مع متظاهرين ومتظاهرات، وجولات في القرى الفقيرة والأحياء الضيقة، ومشاهدا من القمع، مع عرض لمعاناة الناس في فقدان ذويهم، ومدى الرعب الذي يعيشون فيه، ومدى إصرارهم على الاستمرار.
ويعرض الفيلم صورة لبعض المتظاهرات وهن ملثمات أو لابسات أقنعة واقية، وصورة أحد المتظاهرين مختبئا على سطح منزل، وفيديو للشرطة تطلق أعلى المنازل وداخلها.
كما احتوى الفيلم على لقاء مع الناشطة زينب الخواجة بعد الاعتداء عليها عند دوار "أبوصيبع"، ومن أبرز ما قالته الخواجة في هذا اللقاء أننا "نفضل أن نكون مستهدفين من قبل نظام ظالم عندما نطالب بحقوقنا على أن نسكت" وأن "بعض وسائل الإعلام تتحدث عن أن الثورة في البحرين انتهت، وأن الحكومة قد نجحت في إنهاء الثورة البحرينية، لكنهم كلا لم يفعلوا".
وقالت الخواجة "هل تعلمون كم من الالتزام يتطلب من الناس أن يخرجوا ليليا ويخاطروا بالتعرض للإطلاق أو القتل أو الاعتقال، لكنهم لا زالوا يستيقظون في الصباح التالي ليستعدوا للخروج في الليل، مرة أخرى وأخرى".
وعرض الفيلم مقطع فيديو مسجل من مقبرة السنابس أثناء تشييع "أم غازي" المرأة التي أحرقت نفسها بعد أن دخلت في اكتئاب عميق إثر اعتقال ابنها وتعذيبه، كما زارت المخرجة بيت الشهيد يوسف موالي وروت قصته وتحدثت مع أمه حول ظروف استشهاده وتعرضه للتعذيب.
وقد افتُتح في لندن قبل أيام "أسبوع الأفلام الاستقصائية" وتمّ افتتاحُ العروض بهذا الفيلم الفرنسي، وحاز الفيلم الذي نشر في "يوتيوب" مترجما، على أكثر من 113 ألف مشاهدة.
وكانت "مرآة البحرين" قد التقت معدة ومخرجة الفيلم الصحفية الفرنسية "ستيفاني لامور"، خلال تواجدها في البحرين، ونقلت عنها إنها تلقت اتصالات تهددها بعواقب وخيمة إن بقيت في البحرين، وأن سيارة مدنية كانت تطاردها أينما تذهب، ثم تتوقف لرصد تحركاتها أمام الفندق الذي تقيم فيه.
البحرين..جرأة الأمل
الطبيبة ندى ضيف |
وفي فبراير/شباط، أنتجت قناة الجزيرة الإنجليزية فيلما وثائقيا مثيرا تحدث فيه المعارض السياسي حسن مشيمع من السجن لأول مرة، وذلك تحت عنوان "البحرين..جرأة الأمل".
وكان الفيلم حلقة ضمن سلسلة برنامج (الشعوب والسلطة) والذي أعدت القناة منه حلقة سابقة في بداية الثورة، ظهر فيها مجموعة من الشخصيات اعتقلت جميعا في وقت لاحق. وظهر بعض هؤلاء للمرة الثانية في الحلقة الجديدة، بعد الإفراج عنهم.
وتحدث الناشطون عن حكايات اعتقالهم وتعذيبهم، وصور الفيلم لحظات الإفراج عن أحدهم ومشاركاتهم في التظاهرات الجديدة، ومن بين هؤلاء الناشط المعروف سيد أحمد الوداعي، والطبيبة ندى ضيف.
تقرير "دان راذر"
وفي مارس/آذار 2012، أنتج مذيع البرنامج الوثائقي الأميريكي الشهير "دان راذر" تقريرا مصورا عن البحرين، استقطب اهتماما واسعا.
وصور التقرير جانبا من المظاهرات اليومية المطالبة بالديمقراطية، وما يحدث للمتظاهرين من انتهاكات وقمع متواصل من قبل قوى الأمن، كما ألقى الضوء على تسلط العائلة الحاكمة ومواليها ووضع الانتفاضة البحرينية ضمن الربيع العربي ودور السياسية الأمريكية في ذلك، واستضاف عددا من الشخصيات بينهم منصور الجمري رئيس تحرير صحيفة الوسط، وريم خليفة مراسلة وكالة أنباء أسوشيتد برس.
وقد اعتقل على خلفية التقرير الناشط الشبابي محمد حسن بعد أن تلقى عدة اتصالات لتهديده إثر ظهوره فيه، وقيامه بمرافقة معدي البرنامج إلى عدد من المظاهرات.
اللؤلؤة النازفة
بوستر فيلم "اللؤلؤة النازفة" |
وفي مايو/أيار 2012، أنتجت جمعية العمل الوطني الديمقراطي "وعد" فيلما وثائقيا قصيرا عن التعذيب في سجون البحرين، تحت عنوان "اللؤلؤة النازفة"، سلطت فيه الضوء على التعذيب الممنهج في سجون البحرين.
ويعرض الفيلم ومدته 18 دقيقة شهادات حية تم تسجيلها مع ضحايا تعرضوا للتعذيب وانتهاك حقوقهم الإنسانية، من قبل قوات الأمن ومسؤوليين حكوميين في البحرين، وقد عرض الفيلم في إحدى التجمعات بـ"ساحة الحرية"، وبث على "يوتيوب".
طرد المخرجة جين مارلو
وفي يوليو/تموز 2012، طردت السلطات البحرينية مخرجة الأفلام الأميركية "جين مارلو"، بسبب "عدم حصولها على تأشيرة عمل (فيزا) خاصة بوسائل الإعلام" حسبما زعمت السلطات.
وقبض على مارلو في المطار وهي تستعد للصعود على متن الطائرة، وكانت قد أكملت تماماً ما ذهبت من أجله إلى البحرين، وهو تصوير فيلم وثائقي.
وقالت المخرجة في لقاء مع قناة "روسيا توداي" إنها تعتقد أن السبب الوحيد لاحتجازها "هو محاولة معرفة ما إذا كان بإمكانهم الضغط عليها للحصول على معلومات منها أو للحصول على مقاطع فيديو، وبطبيعة الحال لم يفلحوا في ذلك، ولم يكن بإمكانهم".
وأضافت أنها الآن في طور إتمام العمل على الفيلم وتحريره لكشف القصص التي توصلت إليها، متهمة النظام بأنه مصمم جداً على عدم السماح بالكشف عن ما يحدث، وموضحة بأن النظام "يريد منع أي صحافي يكشف الحقيقة من الدخول أو الإبقاء عليه صامتا قدر المستطاع".
ملك وفساد دولة
وفي أغسطس/آب 2012، تداول مواطنون على نطاق واسع وصلات لفيلم وثائقي أنتجته جهة مجهولة عرضت فيه بشكل ممنتج فقرات مستقطعة من عدة خطابات لملك البحرين، متبوعة بردود تهاجم الملك وسياساته ووعوده وكلماته من شخصيات "سنية"، والتي يحسب بعضها على تيار الموالاة.
وأخرج الفيلم الوثائقي بشكل مثير جدا، حيث احتوى بعض خطابات الملك منذ 11 سنة إلى الآن، وأتبعت كل كلمة مقتطعة بأحد الردود التي إما تكذّب الملك أو تسخر منه أو تطالبه بالوفاء بوعوده أو بمطالب سياسية ذات سقف مرتفع، واختيرت المقاطع بعناية فائقة، وشكّلت أرشيفا مهما وضخما جدا لهذه التصريحات.
وقال معدو الفيلم في هامش تعريفه، إن هذه الشهادات تثبت "بأن الحقوق في البحرين مسلوبة بواسطة حكم العائلة الواحدة، من كل المواطنين بمن فيهم السنة وغيرهم على حد سواء" وأضافوا إن الهدف من إنتاج الفيلم "ليس طائفيا وإنما لإيصال رسالة مفادها بأن الظلم المستشري والاستبداد بالرأي وعدم إشراك الناس والفساد".
ونشر جزء أول من الفيلم في 14 أبريل/نيسان 2012، واستقطب أكثر من 56 ألف مشاهدة، وقد أثار الفيلم بجزئيه جدلا واسعا في الأوساط المحلية.
- رابط الجزء الأول من الفيلم
- رابط الجزء الثاني من الفيلم
ليل المنامة
ذكر موقع قناة "آي فيلم" الإيرانية، في أغسطس/آب 2012، أن المخرج الإيراني إسماعيل رحيم زاده سيبدأ قريبا بتصوير مشاهد فيلمه الجديد "شب منامة" او "ليل المنامة"، والذي يحكي الثورة البحرينية.
وقال زاده إن أحداث الفيلم "تدور حول اعتصام مجموعة من طالبات جامعة البحرين احتجاجا على القمع الذي تتعرض له المسيرات السلمية للشعب البحريني، إلا أن هذا الاعتصام يواجه بهجوم عنيف من قبل قوات أمن السلطة حيث تتعرض الطالبات للضرب والإهانة، لكن طالبتين تتمكنان من الهروب من الشرطة التي تحاول مطادرتهما".
فيلم وثائقي عن نبيل رجب من مؤسسة "مارتن إينالز" الدولية
وفي سبتمبر/أيلول 2012، عرضت مؤسسة "مارتن إينالز" الدولي، ومقرها جنيف، فيلما توثيقيا عن المرشحين الثلاثة لجائزتها، برزت في مقدمة الجزء الخاص منه عن البحرين صورة الناشطين نبيل رجب وعبد الهادي الخواجة، مؤسسي مركز البحرين لحقوق الإنسان، مع عبارة "مغلق لكنه يستمر في توثيق الانتهاكات".
وتحدث في الفيلم عدد من الخبراء في منظمات دولية عن أداء المركز ووصفوه بالرائع والاستثنائي، كما عرض الفيلم جانبا من المظاهرات الواسعة في البحرين خلال فبراير/شباط 2011 ضمن موجة ثورات "الربيع العربي" المطالبة بزوال الأنظمة الديكتاتورية.
المستشفيات: ساحات النضال الجديدة في البحرين
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2012، عرض معد البرامج الأمريكي الشهير "دان راذر" تقريرا آخر عن البحرين، تحت عنوان "المستشفيات ساحات النضال الجديدة في البحرين".
وضم التقرير تسجيلات نادرة لبعض الأطباء وهم يعالجون الجرحى في سراديب تحت الأرض، وقال التقرير "لقد صوّر مصدرنا مسعفين بحرينيين يغادران في جنح الظلام إلى قريةٍ تقع خارج المنامة من أجل مساعدة مجموعة من الشبان الذين أُصيبوا".
صدى "الصراخ في الظلام" يتردد في 2012
وظل صدى الفيلم الوثائقي التاريخي الذي أنتجته قناة الجزيرة الإنجليزية في 2011 عن البحرين تحت عنوان "صراخ في الظلام"، يتردد في 2012، مستمرا في إحداث ضجة.
الفيلم الوثائقي، الذي يستعرض ثورة البحرين المقموعة في "الربيع العربي" ودور السعودية في القمع العنيف الذي ووجهت به، وصل إلى قائمة بافتا النهائية (الجائزة البريطانية التي تعادل الأوسكار). وقد وضعت مجلة "راديو تايمز" استطلاعًا في موقعها على الشبكة، طلبت فيه من الجمهور التصويت لمنافِسِهم المفضل، وذلك في مايو/أيار 2012.
وأثار هذا التصويت استقطابا حادا بين المعارضين والموالين، ففي حين حث وزير الخارجية البحريني متابعيه في تويتر على التصويت ضد الفيلم، أقامت شبكة "آفاز" الدولية حملة تدعو فيها الناس إلى التصويت للفيلم.
وقالت قناة الجزيرة في تعليق على ذلك إنها متفاجئة "بمستوى المعارضة لهذا الفيلم بمقدار تفاجئها بردة الفعل الإيجابية" مشيرة إلى أن الفيلم حصد حتى الآن جوائز من رابطة الصحافة الأجنبية في المملكة المتحدة، ومؤسسة سكريبس هاوارد وجائزة جورج بولك، فضلا عن ترشيح راديو تايمز ومونتي كارلو.
فيلم "صراخ في الظلام" فائزا بجائزة "جورج بولك" |
وكان الفيلم قد حاز في فبراير/شباط 2012 على جائزة جورج بولك الدولية الشهيرة في الصحافة.
في السياق ذاته أعيد عرض الفيلم عدة مرات في بلدان مختلفة، حيث عرض في حدث عن البحرين أقيم في جامعة الباوهاوس الألمانية بمناسبة مرور عام على الثورة، وعرض في جامعة ماسترخت في هولندا بالتعاون مع منظمة "العفو الدولية" في فعالية تضامنية مع الشعب البحريني.
كما بث تلفزيون وراديو سويسرا RTS الفيلم مترجما إلى الفرنسية، على هامش انعقاد جلسة المراجعة الدورية لحقوق الإنسان في البحرين، بجنيف.
وحصد رابط الفيلم في "يوتيوب" على حوالي 250 ألف مشاهدة.