» تقارير
بروفايل السيد هادي الموسوي: أحبك يا شعبي أحبك!
2013-01-15 - 5:39 م
مرآة البحرين (خاص): "أحبك يا شعبي أحبك"، بهذه العبارة تعوًد النائب المستقيل والمسؤول عن دائرة الحريات وحقوق الإنسان في جمعية "الوفاق"، السيد هادي الموسوي، أن يُحيي بها الجماهير عندما يخاطبهم في التجمعات والمسيرات التي تنظمها المعارضة، فتبدو العبارة صادرة من جوارحه لا من لسانه فقط.
وأصبحت عبارة "أحبك يا شعبي أحبك" هي الشفرة الخاصة التي من خلالها يعرف الناس أن المتحدث هو السيد هادي، وقد فسر مرةً سبب تكراره لهذه الجملة أمام الجماهير قائلا لهم: عندما أقول لكم "أحبكم" ذلك لأنكم تستحقون ذلك، فأنتم إما أباً أو أماً لشهيد أو معتقل أو مفصول أو مشرد، ومع ذلك فأنتم صمود لم ينل ذلك من عزيمتكم وإصراركم على مطالبكم المشروعة".
ولد الموسوي في عام 1965 وحصل على إجازة في العلوم السياسية من جامعة "مدل سكس" في لندن، وأكمل دراسته العليا في جامعة النيلين في الخرطوم. ويعتبر الموسوي من الأشخاص المخضرمين في العمل السياسي وعاش حياته في كفاح مستمر، فقد تم اعتقاله مرات عدة خلال الثمانينيات والتسعينيات، كما اعتقل لساعات عدة في الألفية الجديدة خلال مشاركته في مسيرة سلمية في العاصمة المنامة.
بعد إطلاق سراحه وبدء أحداث التسعينات عاش الموسوي لفترة في قطر، كان خلالها يتنقل إلى دبي وهي محطة كان يلتقي فيها ممثلة منظمة "العفو الدولية" هانية المفتي ومصابين بـ"الشوزن" كانوا يأتون من البحرين للاطلاع على حالاتهم، وهو أول نشاط له في الحقل السياسي. ثم انتقل الموسوي إلى العيش في لندن سبع سنوات، وعمل بعد عودته إلى البحرين مع الأستاذ ميرزا القطري.
عزم الموسوي على مقارعة النظام منذ أن وعى على الدنيا واكتشف بأن بلاده البحرين وأهلها يعيشون الحرمان بسبب سياسة النظام على مدى أكثر من 230 عاما. ويقول الموسوي لـ"مرآة البحرين": منذ غزو آل خليفة للبحرين وهم يعتمدون على الفداوية لقمع شعب البحرين الأصيل، والآن باتوا يعتمدون على الآسيويين والمرتزقة لقمع الشعب".
يعتبر الموسوي الأستاذ ميرزا القطري معلمه الأول في العمل السياسي، فكانت أول قضية تناولها هي قضية حرق الجيب في 17 ديسمبر/كانون الأول 2007 والتي استشهد فيها علي جاسم من جراء تعرضه للغازات السامة. وتوالت بعدها قضايا أخرى تولاها الموسوي، ففي العام 2009 أسس مجموعة من 30 مواطناً جمعية "سلام لحقوق الانسان" وكان أحد مؤسسيها الشهيد زكريا العشيري ولكن لم يتم إشهارها لعدم قبول وزارة التنمية بنظامها الاساسي.
بدأ يظهر أداء الموسوي ميدانياً في قضية "الخلية الإرهابية" في العام 2010، بعد وقت قصير من نيله أغلبية ساحقة في الانتخابات البرلمانية للعام نفسه بنسبة 86.9 في المئة. كان واضحا إصراره وعزمه على متابعة القضية والتي يعتبرها قضية مفبركة ضعيفة الأدلة والمعطيات، فحرص على حضور جميع الجلسات بالمحكمة، وبمجرد خروجه من قاعة المحكمة يتحلق حوله الأهالي والحقوقيين لأنهم أدركوا بأن الموسوي سينقل إليهم الحدث بأدق تفاصيله غير مكترث بقرار النيابة بحظر نشر أي شيء يتعلق بهذه القضية.
"بالحب"... يحتضن أبناء الشهيد حسن جاسم |
نشط الموسوي على "تويتر" فصار يعرض قضايا حقوق الإنسان والقضايا السياسية إلى جانب نشاطات المعارضة، وعلى سبيل المثال لا الحصر، عندما شارك في جلسة حقوق الإنسان في جنيف كان يحرص على نقل الوقائع من خلال حسابه على "تويتر" فيخيل للقارئ بأنه من ضمن الحضور لدقتع في نقل الوقائع.
يستخدم السيد هادي أسلوباً هزلياً مميزاً خلال خطاباته كرد على أقاويل النظام منها: "سيارة مكينتها خراب جايبين واحد يصلح بنـچر"، في إشارة إلى أعضاء اللجان الذين كانوا يعينون من قبل الحكومة للتحقيق في الانتهاكات والذين معظمهم لا علاقة لهم أو دراية بالموضوع.
ومن العبارات الهزلية للموسوي: "سقوط تاااايم، يسقط المطر، تسقط الدكتاتورية، تسقط الحكومة، تسقط عقلية إقصاء الشعوب"، في إشارة منه أن لا شيء سيمنع سقوط الدكتاتورية أو الحكومات أمام إرادة الشعوب، فـ"لجنة تتبعها لجنة تتبعها لجنة وبعدها حطوا اللجان في لنجة وفي البحر"، وذلك لكثرة اللجان التي أنشأتها الحكومة منها لجنة التعويض ولجنة متابعة توصيات بسيوني وكلها بلا عمل حقيقي على أرض الواقع.
"الصور التي يحملها المتظاهرون في المسيرات مثل طيور كناري، قطط أليفة، مناظر طبيعية خلابة، صور مشاهير، مغنين، هذا أحسن"، كان هذا رده على النظام عندما فرض على منظمي المسيرات عدم حمل صور للتعذيب والقتل الجاري بالبحرين. قال "أحلى من شباب 14 فبراير ما فيه"، رداً على سؤال وجه إليه في إحدى الفعاليات عن رأيه في "ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير"، بما بمعنى أن شباب "الائتلاف" هم نخبة مميزة يعتز بها ويحترمها بشرط حدده الموسوي: لا خيرة الله فينا إذا تنكرنا لهم ولا خيرة الله فيهم إذا شكَو بأننا ندس لهم سما أو نريد بهم شرا".
ولأن "السيد" استطاع بطريقته المميزة أن يبث الطمأنينة في عقول وقلوب الشباب فقد طلب شباب "الائتلاف" اللقاء معه، غير أنه رفض ذلك خوفا عليهم، إذ من الممكن اعتقاله وعندها لا يضمن بأنه سيحتفظ بما لديه تحت وطأة التعذيب القاسية.