» تقارير
حصاد الفورمولا في 2012: أخبار الثورة بدلا من السباق، وأداة فاشلة لتبرئة فظائع النظام، وحكام البحرين لن يتنفسوا الصعداء
2013-01-14 - 6:30 م
مرآة البحرين (خاص): نشط النظام البحريني في القيام بحملة علاقات عامة قوية بهدف إقناع فرق "فورمولا واحد" بالمشاركة في سباق جائزة البحرين الكبرى، في 20 و22 أبريل/ نيسان 2012.
وكانت صحيفة "الغارديان" البريطانية، قد أكدت ذلك قبل أشهر من موعد السباق، ونقلت عن المنظمين للسباق رفضهم "دعوات من جانب جماعات حقوق الإنسان لفرق "فورمولا واحد" إلى مقاطعته".
إلا أن سباق العام الماضي، الذي أقيم بعد انقطاع في العام 2011، قد حظي بجدل كبير، وكان من أهم محطات الثورة في 2012، حيث وضع البحرين تحت الأضواء بشدة، وتسبب بتصدر أخبار الثورة التغطيات الإعلامية الدولية في ذلك الوقت.
جدل إقامة السباق
وكانت وكالة "فورمولا واحد" المتخصصة في سباقات اللعبة، قد رجحت في 25 يناير/كانون الثاني عدم إقامة سباق الجائزة الكبرى في البحرين، مستدلة "بالتقارير التي تؤكد أن الوضع داخل المملكة لا يزال مضطرباً وغير مستقر".
بدورها، شككت صحيفة "التلغراف" البريطانية في 24 يناير/كانون الثاني 2012 بإمكانية إقامة السباق في البحرين خصوصاً بعد إعلان وزارة الخارجية الأميركية عن "نقل أماكن سكن الموظفين في السفارة الأميركية في المنامة إلى أماكن أكثر أمناً بسبب الاضطرابات السياسية الجارية".
من ناحيتها، أشارت مجلة "آرابيان بيزنيس" إلى أن البحرين دفعت إلى إيكلستون حوالي 40 مليون دولار كرسوم لسباق العام الماضي (2011) الذي ألغي، وأنها رفضت عرضه باسترداد المبلغ.
وأشارت صحيفة "الغارديان" خلال شهر أبريل/نيسان 2012 إلى أن "هناك دعوات متزايدة لإلغاء سباق "فورمولا واحد" في البحرين المقرر في 22 أبريل/نيسان 2012 مع "تزايد العنف في الشوارع ومواصلة الناشط الحقوقي عبد الهادي الخواجة إضرابه عن الطعام".
من جانبه، قال لوك سميث الكاتب في الموقع الإخباري المتخصص في رياضة "فورمولا واحد" Richland F1، في مقال نشر خلال أبريل/نيسان 2012، "أستطيع أن أؤكد لكم، أنه من بين آلاف الناس التي سوف تتزاحم على السباق، لن يكون هناك واحد على ثقة تامة بأن البحرين آمنة" مضيفا "إنها فضيحة، "فورمولا واحد" في غنى عنها".
وأوضح سميث "ليست الفرق في خطر فحسب، بل وسائل الإعلام أيضا" وقال "إذا دعي موقعنا لحضور السباق كجهة إعلامية، فإنني لن اجد أيا من زملائي ليحضر، لسبب بحت وهو عدم الاستقرار" وأكد أنه واثق أن عدد مشاهدي السباق على التلفزيون سيكون متدنيا.
تصريحات الفرق وإيكلستون
ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولي فرق سباقات "فورمولا واحد" قولهم إن "الفرق تشعر بالقلق بشأن الموقف في البحرين، لكنها ستترك لـ"بيرني إيكلستون"، المسؤول عن الحقوق التجارية للبطولة، القرار بشأن ما إذا كانت ستشارك في سباق المملكة أم لا.
وفي تصريح لصحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية، قال مالك حقوق سباق "فورمولا واحد" بيرني إيكيلستون إن الحكومة البحرينية "ستدفع رسوم "الفورمولا" حتى إذا لم يكن هناك سباق"، موضحا "المال لدينا في المصرف فعلاً ولذلك نحن لسنا ذاهبين إلى هناك من أجل الحصول على أموال، ليس لذلك أية علاقة".
وفي مقابلة أخرى مع شبكة "سكاي نيوز"، اعتبر إيكلستون أنه "من الصعب أن تعرف بالضبط أوضاع السياسة في البحرين أو في أي جزء من هذا العالم الآن"، في استدراكٍ لتصريحات له حول استقرار الأوضاع السياسية في البحرين وعدم وجود مخاوف من إقامة السباق هناك.
أداة لتبرئة النظام
من جانبه، قال رئيس "مركز البحرين لحقوق الإنسان" نبيل رجب للمجلة خلال يناير/كانون الثاني 2012 "نحن لا نريد أن نرى فرق "فورمولا واحد" تأتي إلى البحرين. من الأفضل بالنسبة إليهم، ومن الأفضل للبحرينيين، ولحقوق الإنسان أن لا يأتوا هذا العام إلى البحرين".
وفي مقال نشر في 21 فبراير/شباط، قال مراسل صحيفة "ديلي تلغراف" لشئون "فورمولا واحد" توم كاري إنه "لا توجد ضمانات على أن سباق (فورمولا واحد) سيكون غير مستهدف من المتظاهرين، وعليه فإن قبضة الأمن ستكون مشددة "وكل ما يحتاجه الأمر قتيل واحد ليتحول الحدث برمته إلى كارثة".
وأضاف كاري "سواء أحببنا أم لا، فإن هذه الرياضة أصبحت مسيسة في البحرين"، متسائلاً "فهل نحن على ثقة بالإصلاحات التي تجري هناك؟ وهل يمكن أن تجد الفورمولا نفسها "أداة" لتبرئة فظائع النظام في العام الماضي؟".
وتحت عنوان "لماذا لا ينبغي إقامة سباق "فورمولا واحد" في البحرين هذا العام؟ (2012)"، شبه المراسل الرياضي لصحيفة "الغارديان"، باول ويفر، في مقال نشر في 16 فبراير/شباط 2012 سباق "فورمولا واحد" في البحرين بالكريكيت في جنوب أفريقيا خلال عهد التمييز العنصري.
تعذيب موظفين في الحلبة الدولية
وفي 30 يناير/كانون الثاني 2012، أعادت صحيفة "الغارديان" نشر مقال مشترك بين الكاتب جون لوبوك والناشط البحريني نبيل رجب حول سباق "فورمولا واحد"، وذلك بعد أن حذف المقال فجأة وبشكل سريع من الموقع إثر تهديدات من الحكومة البحرينية وشركات العلاقات العامة التي تعمل لصالحها بمقاضاة الصحيفة على ما جاء فيه.
وكان المقال قد أشار إلى تعذيب موظفين تابعين لحلبة "فورمولا واحد" على يد أحد مسئولي الأمن فيها. وذيل المقال بعد إعادة نشره بالرد الذي تلقته الصحيفة من حلبة البحرين الدولية حول ما جاء فيه، حيث قالت الحلبة إنها تعترف بأن الشرطة قد أخذت بعض موظفيها إلى المركز للتحقيق في أبريل/نيسان 2011، لكنها تنفي أن مسئول الأمن لديها شارك في أي انتهاك قمعي ضدهم.
أخبار الثورة بدلا من السباق
وفي 18 أبريل/نيسان الماضي، قالت وكالة "رويترز" إن مشاركين في فريق Force India حوصروا في حادث انفجار قنبلة بنزين (مولوتوف)، في ظل تصاعد الاضطرابات عشية إقامة سباق "فورمولا واحد" في البحرين. وأوضحت "رويترز" أنه "في ظل المظاهرات التي تجري يوميا طلب اثنان من أعضاء الفريق (ومقره بريطانيا) العودة إلى بلادهم لما تسببت لهم حادثة القنبلة به من هلع".
وفي خبر آخر، ذكرت "رويترز" أن "شركات غربية داعمة لفرق "فورمولا واحد" امتنعت عن دعوة أي عملاء أو شركاء إلى جولة السباق في البحرين، بعد دعوات إلى الداعمين لمقاطعة الحدث بسبب الاضطرابات السياسية".
وفي 20 أبريل/نيسان، قال مراسلون لوسائل إعلامية دولية إنهم منعوا من دخول البحرين لتغطية سباق "فورمولا واحد" برغم وصولهم إلى المطار يوم أمس وحصولهم على تصاريح دخول سابقة بحجة "فقدانهم أوراقهم"، ومنهم مراسل صحيفة "فايننشال تايمز" سيمون كير ومراسلة صحيفة "التايمز" كارين لي ومراسلة قناة "سي إن إن" أمبر لايون، وصحافي آخر من قناة "سكاي نيوز".
وفي اليوم نفسه، تحدث مراسل "رويترز" في البحرين عن المخاوف الأمنية التي تستولي على مشجعي سباق الجائزة الكبرى ما انعكس على حجم الحضور، موضحاً "شوهدت حشود صغيرة فقط في المدرج اليوم الجمعة". وقال "المنامة تحت حراسة أمنية مشددة، مع عشرات من المدرعات المتمركزة حول العاصمة والطريق إلى حلبة البحرين الدولية في الصخير".
بدوره، قال نائب مدير "لجنة حماية الصحافيين" في نيويورك روبرت ماهوني لـ"رويترز" إن "البحرين تريد جلب انتباه المجتمع الدولي من خلال استضافة سباق الجائزة الكبرى لكنها لا تريد الصحفيين الأجانب أن يخرجوا أبعد من مسار السباق، بحيث يرون الاحتجاجات السياسية".
وفي تقرير عن الأوضاع في البحرين نشرته في 7 مايو/أيار بعد زيارة طاقمها الصحافي للبحرين أثناء سباق "فورمولا واحد"، رأت مجلة "فورين بوليسي" أن "البحرين أفسدت بشدّة نسختها المحلية من الربيع العربي"، مشيرة إلى أنه "لا يبدو أن هناك طريقة للحل". وتحدث التقرير عن مشاهدات للتظاهرات الليلية "المصحوبة بالقمع والاعتقالات في قرية الدراز، إحدى القرى القديمة والفقيرة في الريف البحريني، والتي تقطنها الأغلبية الشيعية".
سياسة وليست رياضة
وتحت عنوان "هذه سياسة وليست رياضة"، اعتبر الكاتب البريطاني روبرت فيسك في مقال بصحيفة "الإندبندنت" بتاريخ 21 أبريل/نيسان، أن سباق البحرين لـ"فورمولا واحد" حدث سياسي وليس رياضياً، متسائلاً "ماذا لو كانت البحرين تقمع جماعة يهودية، لا جماعة مسلمة تطالب بالديمقراطية؟".
وقالت صحيفة "تايمز" البريطانية في 24 أبريل/نيسان في مقال إنَّ عودة سباق سيارات "فورمولا واحد" إلى العاصمة المنامة "يعدّ تلويثًا لسمعة السباق وللعائلة الحاكمة". وتابعت "بما أن الحدث انتهى فإنه من الخطأ أن يتنفس حكام البحرين الصعداء في ظلّ مقتل العشرات من المحتجين العام الماضي"، مردفة "إذا كانت العائلة الحاكمة تعتقد بأنَّ البلاد خرجت من دائرة الجدل وغدت مكانًا آمنًا للعمل، فهي مخطئة".
إيكلستون يسخر من المتظاهرين
وقد سخر إيكلستون من المتظاهرين البحرينيين ووصفهم بأنهم "مجموعة كبيرة من الأطفال". ونقلت صحيفة "الغارديان" منتصف فبراير/شباط 2012 عن إيكيلستون قوله "كنت أتوقع أنه ستكون هناك انتفاضة كبيرة يوم أمس مع الذكرى السنوية، ولكنني أعتقد أن ما حدث، على ما يبدو، هو أن هناك الكثير من الأطفال كانوا يخوضون تجربة مع الشرطة".