» تقارير
بروفايل زهرة السماك.. نعم مبارك بن حويل هو المسئول
2013-01-09 - 3:50 م
مرآة البحرين (خاص): في إبريل 2010 يشكر مدير إدارة المخدرات بوزارة الداخلية الرائد مبارك عبدالله بن حويل «بنك البحرين الوطني» لتبرعه بشيك بمبلغ 11 ألف دينار بحريني، لدعم جهود وزارة الداخلية في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات.
في مايو2007 تشكرت رئيسة قسم التخدير بمجمع السلمانية الطبي الدكتورة زهرة السماك شركة البحرين الوطنية القابضة لتبرعها بجهاز portable (Ultrasound)) تبلغ كلفته 20000 دينار بحريني لقسم التخدير بمجمع السلمانية الطبي.
في يناير 2012 استمعت المحكمة الكبرى الجنائية إلى زهرة السماك في قضية تعذيبها من قبل الضابط مبارك بن حويل. حين سألها القاضي إن كانت تتهم مبارك بن حويل بتعذيبها، لم تعبأ به ولا بالفاداوية الذين كانوا يرقعون ماء وجهه المراق، قالت بقوة " نعم مبارك بن حويل هو المسئول وحصل كل ذلك في قسمه. أتمنى أن يأخذ كل من أجرم بحقي وعاملني معاملة غير إنسانية، حاطة بالكرامة جزاءه فالقوانين الدولية ودستور البحرين يجرم ذلك"
لم يكن بن حويل يعذب الطبيبة اختصاصية التخدير لأنها تقتل الناس بالمخدرات، بل لأنها تستخدم جهاز التخدير بكفاءة عالية لحفظ حياة الناس الذي يخضعون لعمليات خطيرة.
في 7يناير2013 جالت عيون الدكتورة زهرة في المحكمة بحثاً عن المعذبة الشهيرة الفالتة من العقاب (نورة الخليفة) فلم تجدها، وكان محاميها فريد غازي يحاول أن يمنع شهود التعذيب من الإدلاء بشهادتهم حماية لما يمكن أن يلحق بالمعذبة نورة الخليفة من أضرار بسبب غيابها. وقفت زهرة بثبات وهي تروي وقائع تعذيبها "كانت الشيخة نورة الخليفة تصفعني بقوة بكلتا يديها كلما أجبت على أسئلتها بصراحتي التي لم تكن تعجبها، كانت تريد إجباري على الاعتراف بما تقوله هي. لم أكن أعلم إن كانت يداها خاليتين أم تحملان أداة تزيد من قوة الصفع. لم تكتف بصفعي بل كانت تتلفظ بالألفاظ السوقية البذيئة"
تقف الدكتورة زهرة بمهارة في المحاكم اليوم تلاحق معذبيها، لكنها لا يمكنها اليوم أن تقف أمام طلبتها في كلية الطب في مبنى جامعة الخليج العربي، منذ تمّ اقتيادها منه إلى سجون الأمن الوطني.
مازالت تتشوق أن تفتح درسها بمثالها المحبب لها:"إن طبيب التخدير مثل كابتن الطائرة، مهمته أن تقلع الطائرة وتحط بسلام، فأرواح الناس في يده،كذلك هي مهمة طبيب التخدير، أن يراقب كل صغيرة وكبيرة أثناء رحلة التخدير" بهذه الجملة اعتادت أن تفتتح دكتورة زهرة السماك درسها لطلاب وطالبات الطب في سنتهم الجامعية الخامسة، تشتاق أن تمارس مهنتها في الإقلاع والهبوط، تشتاق أن تأخذ بأيدي طلاب الطب لتعلمهم كيف يؤمنون على روح المريض حتى تهبط بسلام.
منذ مارس 2011، وهي خارج قاعات الدرس وخارج غرف العمليات. كانت في رحلة مغايرة، لا يقودها طبيب ولا طيار، القائد فيها لا تهمه أرواح الناس. رحلة مع مهندسي التعذيب والإذلال في سجون البحرين، منذ 11 إبريل، ولم تُفق منها حتى بعد خروجها من السجن في 4مايو2011.
تروي اليوم الأول من الرحلة على هذا النحو "فجأة صرخ علي أحدعم: إنت زهرة زوجة غسان؟ قلت نعم، فأخذ يسب في غسان ..أنت متهمة بسرقة أدوية من العمليات وأخذها إلى الدوار. قلت له: لا يمكن، لأن الأدوية الموجودة في العمليات هي أدوية تخدير فقط، ولا يمكن استخدامها خارج غرفة العمليات لأنها تتسبب في موت المريض، خصوصاً إذا لم تكن هناك أجهزة تنفس"
زهرة مصابة من غسان في ثلاث جهات، من جهة حبه ومن جهة سجنها، ومن جهة بعده، فهو ما زال يقضي حكمه في السجن، وهي مازالت تترقبه، وتعد أبناءها لرحلة الانتظار، تنتبه على عادتها لكل التفاصيل، صغيرها وكبيرها، في رحلة التخدير وفي رحلة الانتظار.