مرآة البحرين (خاص) : ركزت معظم الصحف العربية والخليجية على قمع السلطات البحرينية للمراسم العاشورائية في اليوم العاشر فيما انتقدت جمعية الوفاق السلوك العدائي للسلطة واعتبرته "استفزازا خطيرا لمشاعر البحرينيين". كما اشارت بعض الصحف إلى تأجيل محاكمة نبيل رجب إلى الحادي عشر من ديسمبر 2012 ،بينما عرضت صحف اخرى لمواقف مسؤولين بحرينيين من تنفيذ توصيات لجنة بسيوني المستقلة.

وقد نقلت كل من "الأخبار" اللبنانية و"اليوم السابع" المصرية و"الوطن" الكويتية عن شهود عيان، أن نحو 400 شخص ساروا من قرية قريبة من المنامة، نحو ميدان دوار اللؤلؤة في العاصمة البحرينية بعد الاحتفال بيوم عاشوراء، الذي يصادف ذكرى مقتل الإمام الحسين، مضيفين إنه اعتُقل محتج واحد على الأقل.

وكانت المسيرة قد خرجت من منطقة الديه باتجاه المنامة، وبعدما فرقتها قوات الأمن وقعت مناوشات عند مداخل مناطق السنابس، وجد حفص، والديه، بينما اشتكى الأهالي من الإفراط في استخدام الغاز المسيل للدموع.

وأشارت "الاخبار" و"اليوم السابع "اللبنانية إلى أن البحرين قد استخدمت  العام الماضي الأحكام العرفية، ومساعدة جيرانها من دول الخليج لسحق انتفاضة قامت بها المعارضة، احتجاجا على مزاعم بتعرضها للتمييز الطائفي والمذهبي، حيث استؤنفت الاضطرابات منذ ذلك الحين، وكثيراً ما تشهد اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة.

وكان ميدان اللؤلؤة نقطة التجمع الرئيسية لانتفاضة عام 2011، التي قامت بها المعارضة للمطالبة بإصلاحات سياسية والمساواة، لكن قوات الأمن تحول دون وصول المحتجين إليه منذ إخماد الانتفاضة.

وأعلنت البحرين الشهر الماضي أنها قررت فرض حظر مؤقت للاحتجاجات، لحين الانتهاء من وضع إجراءات جديدة لضمان التظاهر السلمي.

وقالت "الاخبار" أن الدول الغربية ومنظمات حقوق الإنسان انتقدت تلك الخطوة، وكذلك قرار تجريد 31 بحرينياً من جنسيتهم بتهمة التحريض على العنف.

وأشارت كل من "اليوم السابع "و"الاخبار" إلى أن  وزارة الداخلية قالت إنها تصدت لمجموعة من "مثيري الاضطرابات" الذين استخدموا القنابل الحارقة والحجارة والألواح الخشبية لإغلاق شارع رئيسي هناك. هذا ونشرت صحيفة اليوم السابع تقريراً مصوراً عن قمع السلطة للمتظاهرين .

من جهتها نقلت صحيفة "الوفاق" الايرانية الناطقة باللغة العربية عن جمعية "الوفاق" استنكارها للانفلات الأخلاقي والانحدار في التعاطي الرسمي مع المواطنين البحرينيين والتصدي لمسيرة عاشورائية في منطقة (النويدرات). وأكدت ان السلطات البحرينية تمارس استهدافا واضحا لشعائر البحرينيين واستفزازا خطيرا لمشاعرهم، الأمر الذي دفع قوات النظام المشكّلة في غالبيتها من مرتزقة غير بحرينيين يتم استجلابهم من الخارج بغرض مواجهة الشعب وقتله والتنكيل بالمواطنين، وإلى ضرب مسيرة عزائية في منطقة (النويدرات) أمس الاول في سلوك متعمد من قبل النظام.

وقالت "الوفاق" إن سياسة النظام في التعاطي مع الشعائر الدينية لن تجلب الخير للبلاد ولا يمكن أن تعكس نية خير وإنما يراد منها أن تستجر الدفع بالبلاد نحو التراجع والخلاف والفتنة.

وشددت "الوفاق" على أن هذا السلوك من قبل النظام تجاه الحريات الدينية وما قامت به طوال موسم عاشوراء منذ بدايته وحتى اليوم بضرب موكب عزاء النويدرات، يعكس عداء تجاه هذه الشعائر وتجاه من يقوم بها وعجز النظام عن التعايش مع شعب البحرين ومحاربته لهم في كل حرياتهم وحقوقهم.

هذا واشارت صحيفة "السفير" اللبنانية إلى موقف للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله خلال العاشر من محرم أكد فيه «الوقوف إلى جانب الشعب والحراك الشعبي السلمي في البحرين» ودعا «السلطات في البحرين إلى الاستجابة للمطالب المحقّة للشعب البحريني الصـامد والمظلوم». ورأى ان «الدول الإقليـمية تمنع الحل لأنها تخــاف أن تنـتقل هذه المطالب الإصلاحية إلى دولٍ أخرى من دول الجوار».

إلى ذلك تحدثت صحيفة "الاخبار" اللبنانية عن محاكمة الناشط البحريني المعتقل نبيل رجب، وقالت إن المحامي البحريني محمد الجشي قال على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، اليوم، أنه جرى تأجيل جلسة محاكمة رجب إلى 11 ديسمبر 2012 في قضية إهانة وزارة الداخلية، التي سبق أن صدر حكم فيها بالغرامة 300 دينار.

وقد حجزت محكمة الاستئناف من قبل جلسة 11 ديسمبر للنطق في قضية استئناف رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان نبيل رجب، مؤكداً أن المحكمة رفضت الإفراج عنه.

وحينها تحدث رجب بأن لديه تصوير فيديو لمهاجمة رجال الأمن منزله عدة مرات، وإطلاق الغازات المسيلة للدموع والقنابل الصوتية، وتخريب المنزل.

وقد وجهت ضد رجب خلال الأشهر الماضية 5 قضايا، ثلاث منها تتعلق بالتجمهر غير المرخص، التي تنظر فيها حالياً محكمة الاستئناف والمحكوم فيها بالحبس 3 سنوات، وواحدة بتوجيه كلمات نابية إلى أهالي مدينة المحرق (برأته المحكمة منها)، وقضية خامسة تتعلق بإهانة قوات الأمن، وقد غرّمته المحكمة عنها مبلغ 300 دينار.

من جهتها قالت صحيفة "الرياض" السعودية أن سفير البحرين لدى السعودية حمود بن عبدالله آل خليفة أكد أن الحكومة البحرينية قد فرغت من تنفيذ معظم توصيات اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق في أحداث البحرين خلال شهري فبراير ومارس 2011 والتي أمر ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة بتشكيلها في أعقاب تلك الاحداث المؤسفة، التزاماً منها بمسيرة الديموقراطية والإصلاح والتقدم ".

وأشار السفير البحريني الى أن ابرز هذه التوصيات يتعلق بمحاور المُسَاءَلة وإجراءات سير العدالة والتسوية المدنية والتعويضات وإعادة المفصولين، وتطوير السلطة القضائية وتحديث مناهج التربية والتعليم وتطوير الاعلام بإصدار مشروع قانون جديد للاتصال والإعلام وتحقيق المصالحة الوطنية وتعزيز سيادة القانون وحقوق الانسان ومعالجة كل الآثار السلبية للأحداث.

وذكر السفير أن لجنة المتابعة الوزارية لتنفيذ توصيات اللجنة المستقلة قد أصدرت تقريراً مفصلاً هو الثاني من نوعه خلال العام الحالي عن ما تم إنجازه من تنفيذ هذه التوصيات على المستويات المشار اليها.

وأكد أن البحرين ملتزمة باستمرار تنفيذ توصيات اللجنة المستقلة عملاً بالتوجيهات الملكية بهذا الخصوص، وفي اطار تعزيز مسيرة الاصلاح قناعة منها ان تنفيذ القانون والاستمرار في عملية الاصلاح والديموقراطية والمشاركة الشعبية الاوسع هو الخيار الذي يتم من خلاله مجابهة العنف والإرهاب الذي أثر سلبياً في حياة المواطنين والمقيمين وأمنهم ومعيشتهم وحرياتهم .

وقال حمود بن عبدالله آل خليفة ان "هذا التقرير المفصل الصادر حديثاً عن لجنة المتابعة يأتي في اطار جهد وطني خالص ومستمر لإجراء اصلاحات جوهرية وحقيقية في المجتمع، وهو ثمرة تعاون بناء مع كثير من الخبرات الدولية في مجالات عديدة منها : حقوق الانسان والعدالة الجنائية والإعلام والتعليم ".

وأكد ان المواطن البحريني هو صاحب المصلحة العليا في الاصلاحات الجوهرية التي تتم على أرض الواقع . مشيراً الى ان باب الحوار مفتوح لكل من ينبذ العنف بصراحة ووضوح ولا يوفر غطاء سياسياً أو دينياً للإرهاب مؤكداً ان الحكومة البحرينية برئاسة خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حريصة على العمل والتعاون مع مختلف القوى السياسية دون إقصاء أحد، من أجل تحقيق آمال الشعب البحريني وتطلعاته.