شهادات في الذكرى العاشرة لاعتقال الشيخ علي سلمان: رمزية وطنية ونموذج إصلاحي

2025-01-02 - 1:52 ص

أصدرت جمعية الوفاق الوطني الإسلامية نشرة خاصة بمناسبة مرور عشرة أعوام على اعتقال أمينها العام الشيخ علي سلمان. وتضمنت النشرة 17 مقالًا لكتّاب وشخصيات سياسية ودينية بارزة، إضافةً إلى 6 قصائد لشعراء بحرينيين.

 

تنوّعت المقالات بين التأريخ لمسيرته السياسية والإشادة بمشروعه الإصلاحي، وبين التأكيد على رمزيته الوطنية ودوره في تعزيز الحوار والسلمية. وصف إبراهيم شريف الشيخ علي بـ “الشريك الوطني” الذي لم يسعَ إلى محاصصة أو استعلاء رغم قوة جمعية الوفاق، وأكّد على الحاجة الماسة إلى حكمته اليوم، خاصة في ظل تعثر الانتقال الديمقراطي في البحرين.

 

وركّز النائب السابق عن كتلة الوفاق الدكتور عبد علي محمد حسن على شخصية الشيخ علي كقارئ للأحداث، وصاحب رؤية وطنية شاملة تدعو لنبذ الطائفية، والمواطنة الحاضنة لكل أطياف المجتمع. وأما رئيس شورى الوفاق السيد جميل كاظم فقد وصف الشيخ علي كقائد مرن وحكيم يتعامل مع القواسم المشتركة لتعزيز الوحدة الوطنية، مقدّمًا نهجًا ثوريًا هادئًا يجمع بين الإقناع والنقد البناء.

 

وأشار القيادي السيد طاهر الموسوي إلى أبعاد الشيخ علي السياسية والاجتماعية، واعتبره رمزًا للمشروع الوطني الذي يدعو إلى دولة ترتكز على القانون العادل والمؤسسات المهنية، فيما شدّد رئيس المجلس الإسلامي العلمائي السيد مجيد المشعل على التزام الشيخ علي بالمشروع الإصلاحي القائم على الوطنية والسلمية، مؤكدًا أن الشعب هو المصدر الحقيقي للشرعية.

 

ووصفه النائب السابق في كتلة الوفاق السيد هادي الموسوي بـ “فنان تدوير الزوايا” القادر على تقليص الفجوات وخلق قنوات للحوار الوطني رغم تعقيدات الوضع السياسي. وركّز نائب الأمين العام الشيخ حسين الديهي على مشروع الشيخ علي الإصلاحي كنموذج في السياسة السلمية، القائم على القيم الأخلاقية والدينية.

 

وأشار رئيس اللجنة الشرعية بالمجلس العلمائي الشيخ فاضل الزاكي إلى ركائز الشيخ علي منذ التسعينيات، والتي تضمنت المطالب العادلة، السلمية، والنشاط السياسي العلني. وأبرز النائب السابق في كتلة الوفاق جلال فيروز الشيخ علي كرمز وطني صمد في وجه التحديات، وحافظ على الوحدة الوطنية من خلال الدعوة للحوار والتفاهم، كما ركّز النائب السابق في كتلة الوفاق جواد فيروز على دور الشيخ علي في تحويل التيار الشعبي إلى مؤسسة سياسية منظمة، وتعزيز التحالفات الوطنية العابرة للأيديولوجيات.

 

ووصفه الأمين العام السابق للتجمع القومي حسن العالي بأنه صوت للسلام والوحدة الوطنية، تمسك بمطالب الشعب الديمقراطية رغم التحديات. وأشار الناشط البحريني حسين مدن إلى أهمية إطلاق سراح الشيخ علي لاستعادة الثقة بين الحكومة والمجتمع، وتهيئة بيئة للحوار السياسي. ووصفه القيادي في الوفاق خليل المرزوق بـ “مفتاح العُقد” الذي جمع المتناقضات، وذکٓر بتأسيسه تحالفات وطنية ودولية قائمة على الحوار والانفتاح.

 

وركّز الأمين العام السابق لجمعية وعد رضي الموسوي على قدرة الشيخ علي على كظم غيظه وصموده أمام المحن، مؤكّدًا على رؤيته الوطنية الشاملة. واعتبر القيادي في الوفاق علي الأسود استمرار اعتقال الشيخ تأجيلاً للحل السياسي، ووصفه بأنه صاحب رؤية سياسية وطنية شاملة. وأشار المناضل البحريني علي ربيعة إلى كاريزما الشيخ علي ووعيه السياسي الذي مكنه من قراءة الوضع في البحرين والخليج بواقعية.

 

ووصفه القيادي في الوفاق مجيد ميلاد بالمصلح الوطني الذي يسهر من أجل حماية الوطن وازدهاره، ويمتلك رؤية سياسية واجتماعية عميقة. ولا تعكس هذه النشرة الخاصة المكانة الرمزية للشيخ علي سلمان فقط، بل وتسلّط الضوء على مشروعه السياسي كخارطة طريق لتحقيق العدالة والمواطنة الحقيقية في البحرين.

 

ولم تغب الأعمال الأدبية عن النشرة، حيث تضمّنت 6 قصائد تمجّد ثبات الشيخ علي سلمان وصموده في وجه المحن، معبرة عن الأمل في إطلاق سراحه كخطوة نحو بناء مستقبل أكثر إشراقًا. وشكلت النشرة توثيقًا لمسيرة الشيخ علي سلمان كرمز للوطنية والإصلاح، ورسالة مفتوحة للأجيال القادمة عن أهمية النضال السلمي لتحقيق العدالة والمساواة، في وطن يتسع للجميع.

 

وأشادت النشرة بشخصية الشيخ علي سلمان، الذي ظل طوال عشر سنوات من اعتقاله، مصدر إلهام للشباب البحريني، مشددين على أن استمرار اعتقاله ليس إلا تأجيلًا للحل السياسي، والذي يحتاج إلى انفتاح وحوار حقيقي بين كافة الأطراف.

 

ودعا الكُتّاب والشخصيات إلى ضرورة استلهام دروس تجربة الشيخ علي سلمان، ونقلها للأجيال القادمة كجزء من مسار وطني شامل يسعى للإصلاح والعدالة والتنمية.