مرآة البحرين (أوراق 2024): يوم الجمعة 6 ديسمبر 2024، أستشهد المعتقل السياسي الأستاذ حسين أمان (41 عاما) في سجن جو المركزي، السجن الشاهد على عذابات المعتقلين السياسيين في البحرين. 

حسين أمان، أستاذ الجغرافيا، قضى في السجن إثر سكتة قلبية مفاجئة. وقالت منظمات حقوقية إن حادثة وفاته تعدُ شاهدا مرة أخرى على الإهمال الطبي المتعمد الذي يتعرض له المعتقلين. 

وأكدت المنظمات أن الطواقم الطبية الموجودة في السجن تأخرت في التدخل لإنقاذ حياته، كما أشارت إلى أن إدارة السجن لم تقم بتدريب السجناء السياسيين بشكل كافٍ على الإسعافات الأولية للتدخل في مثل هذه الحالات. 

جمعية الوفاق رأت أن حادثة استشهاد أمان تشبه حادثة استشهاد المعتقل حسين خليل الرمرام، مما يشير إلى إهمال السلطات في اتخاذ التدابير والاحتياطات اللازمة لتفادي تكرار ذات الأخطاء. 

ونشرت سلطات السجن شريطا مسجلا يظهر اللحظات الأولى لسقوط الشهيد أمان، غير أن الشريط لم يظهر المدة التي استغرقتها فرق الإسعاف للتدخل لمحاولة إنعاشه.

وأكد معتقلون أن وصول فرق الإسعاف تأخر لأكثر من 10 دقائق، قبل أن يتم نقله إلى عيادة السجن حيث تبين أنه فارق الحياة. 

وشهد السجن احتجاجات غاضبة ردت عليها سلطات السجن بإجراءات قمعية مشددة، شملت قمع السجناء بعنف وفرض عقوبات جماعية. 

وقالت منظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين إن مبنى 7 في السجن، الذي يضم 68 سجينًا سياسيًا، خضع لحصار وتم حرمان السجناء فيه من الطعام والماء والكهرباء.

وفي أبوابهام (عذاري) جنوب العاصمة المنامة شيّع مئات الغاضبين الراحل أمان حتى مقبرة أبو عنبرة، وشهد التشييع هتافات مناهضة للملك والعائلة الحاكمة، داعين إلى الإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين.

 وشهدت مناطق مختلفة من البلاد تظاهرات وفاءً للشهيد واحتجاجات منددة بما يتعرض له السجناء السياسيين في جو من قمع وعقوبات جماعية وحرمان من العلاج.

وكان أمان قد أرسل قبل وقتٍ من وفاته مقطعاً صوتياً، يطالب فيها السلطات بإنهاء سياسة الموت البطيء ضد السجناء السياسيين حيث ترفض السلطات العديد من المطالب والحقوق الأساسية بما في ذلك الحصول على الرعاية الطبية العاجلة والملائمة.

 واعتقل الأستاذ حسين أمان من مقر عمله في المعهد الجعفري 5 نوفمبر 2015، حيث قامت قوات من جهاز الأمن الوطني باقتحام المعهد وتفتيش مقر الإدارة وغرف المعلمين أمام مرأى جميع التلاميذ. 

وتعرض أمان للتعذيب في مقر جهاز الأمن الوطني لإجباره على الإدلاء باعترافات تدينه، قبل أن تقضي محكمة بحرينية بسجنه مدى الحياة. 

ورفضت السلطات البحرينية الإفراج عن أمان لتشييع والده رئيس نادي الاتحاد الأسبق علي أمان الذي توفي 19 فبراير 2019.

وقبل 3 أيام من استشهاده، أفرجت السلطات عن حسين أمان إفراجا مؤقتا لمدة 8 ساعات ضمن برنامج السجون المفتوحة، قبل أن يتم إعادته للسجن حيث استشهد هناك.