مرآة البحرين (أوراق 2024): في شهر الصيام استشهد حسين خليل الرمرام (32 عاما) خلال ممارسته الرياضة في سجن جو المركزي، ليشهد السجن، سيء الصيت، انتفاضة كبيرة.

وفي وقت متأخر من يوم الاثنين (25 مارس 2024) أُعلن عن استشهاد الرمرام خلال ممارسته كرة القدم في السجن، في وقت أكد فيه معتقلون أن الشهيد ظل ملقى في الساحة لفترة طويلة قبل تدخل فرق الإسعاف. 

وعلى الرغم من أن وزارة الداخلية حاولت تبرئة نفسها، أكدت أن الرمرام كان يمتلك سجلا مرضيا، وهو الشيء الذي يثبت ما ظل يشتكي منه الرمرام عبر إفاداته للهيئات الحقوقية والتسجيلات الصوتية.

فقبل نحو شهر من استشهاده اشتكى الرمرام من الإهمال الطبي في تسجيل من السجن، وطالب الرمرام إدارة السجن بتوفير ما يلزمه من العلاج، وقال «لا أريد أكثر من الحصول على العلاج للأمراض التي أعاني منها».  

آية الله الشيخ عيسى قاسم قال إن الشهيد الرمرام «ودّع هذه الحياة متحمّلاً شهادة حقٍّ على الظلم الشديد للسياسة القائمة»، متابعا «سجناؤنا في عذابٍ دائم ولا علاج إلا باسترجاعهم لحقّ الحرّية، والمسؤوليّة ملقاة على الشعب والمعارضة وكلّ ذي دينٍ حقيقي أو ضمير».

أما في الدراز مسقط رأس الرمرام، فقد تجمّع المئات أمام منزله منددين بسياسات الإهمال الطبي، ورفعوا شعارات غاضبة تُحمّل ملك البلاد مسؤولية الموت البطيء للمعتقلين السياسيين في سجون البحرين. 

وشيّعت جماهير غاضبة الرمرام، وسط هتافات تطالب بالإفراج عن المعتقلين وإنقاذ حياتهم. 

وكان الرمرام يقضي حكما بالسجن 15 عاما حين استشهاده، قضى منها 7 سنوات. واعتقل الرمرام 27 مايو 2017 بتهمة إيواء مطلوبين، غير أن تلك التهمة تفرعت لتهم عديدة. 

وأكد أحد المعتقلين مع الرمرام في سجون الأمن الوطني أنه تعرض للتعذيب وأجبر على الإقرار بتهم لا علاقة لها بها. وأضاف «لقد تمت معاقبته لإيوائه مطلوبين سياسيين فعلا». 

وقالت جمعية الوفاق تعليقا على استشهاده إن «وزارة الداخلية انتقلت لاستخدام لسياسة الإهمال كبديل عن التعذيب المباشر، وتسليطها كأداة للموت البطيء، ما يكشف بشكل ظاهر عن استهتار السلطة بحياة المعتقلين".

ويشكو جميع السجناء في البحرين مما يصفونه «الإهمال الطبي الممنهج» حيث يتم حرمانه من الرعاية الطبية، وأدت تلك السياسة لوفاة عدد من المعتقلين في السجن أو فور خروجهم مباشرة بسبب أمراض بينها السرطان والقلب. 

وإثر استشهاد الرمرام شهد سجن جو انتفاضة كبيرة تحت شعار "الحق يؤخذ"، حيث أعلن المعتقلون المحتجون إضرابا مفتوحا عن الطعام، وتمردا على إجراءات السجن. 

وفي ردها على إجراءات المعتقلين قامت السلطات باقتحام السجن ومحاصرة السجناء وقطع الماء والحرمان من وجبات الإفطار والسحور وقطع بث التلفاز، ومنع الدواء عن جميع السجناء المرضى بما في ذلك الأدوية لمرض السكري.

‏مشكلة

ويعتقد استشهاد الرمرام وما تبعها من انتفاضة واسعة شهدها سجن جو كانت عوامل رئيسي] في صدور مرسوم ملكي في الثامن من أبريل يأمر بالعفو عن 1584 محكومًا بينهم سجناء سياسيين.