إلى عبداللطيف المحمود من دون تحيّة
2024-10-20 - 6:38 م
مرآة البحرين (خاص): كلنا استمعنا للخطبة المقتضبة والركيكة في الشكل والمضمون، التي ألقاها مؤسس تجمع الوحدة الوطنية، عبداللطيف المحمود في المحرق، الجمعة 18 أكتوبر 2024، لكن أغلنا بات لا يعرف فعلًا ما الذي كان يريد قوله من كان في العقود الثلاثة الماضية خادمًا مطيعًا للنظام وإن جلد ظهره.
يقول المحمود "وقادتنا نسأل الله عز وجل أن يثبتهم على الإيمان والإسلام، نقول لهم رغم ما تعملون، لكل دولة على حدة، موقفكم ضعيف أمام أعدائكم، وحّدوا صفوفكم، ما قيمة مجلس التعاون الخليجي إذا لم يكن له موقف موحد، ما قيمة جامعة الدول العربية إذا لم يكن لها موقف موحد، موقف عملي، البيانات مليئة بها الأدراج".
حسنًا قبل كل شيء، لماذا توجه كلامك لقادة دول مجلس التعاون وتطالبهم بمواقف عملية؟ هل عجزت عن توجيه كلامك لملك البلاد بصراحة، وأنت الذي تفتح له أبواب القصور في كل مناسبة؟ هل عجزت عن المطالبة صراحة بوقف اتفاق العار وقطع العلاقات الدبلوماسية مع الكيان وإغلاق سفارة القتلة والسفّاحين؟
ما قيمة خطبتك الركيكة إن لم تنصر فيها الشعب الفلسطيني بصراحة، وتبدأ من بلدك الذي يقيم العلاقات الدبلوماسية، ويلاحق المتضامنين مع فلسطين ولبنان، والمنددين بوحشية هذا الكيان؟ ولماذا تتحدث كأي ناشط في وسائل التواصل الاجتماعي وأنت المقرّب منهم؟
ثم إن في طيات لسانك، خبأت حقدك الذي لم تستطع تجاوزه، حين قلت "اللهم ثبت إخواننا في غزة وفلسطين وفي كل مكان"، كان من الواضح في عبارتك هذه أنك تتحاشى ذكر لبنان ومقاومته الباسلة التي تقاتل بشراسة ضد الكيان وهي اليوم تتصدر المواجهة معه نصرة لغزّة بشهادة الأعداء.
لكن حقدك يا عبداللطيف المحمود قد غلبك وأعماك من ذكر لبنان بالاسم والدعاء لهم. حسنًا هم ليسوا محتاجين لدعائك بالتأكيد، ولا خطبك الركيكة، لا هم ولا الفلسطينيين، لكننا نحن في البحرين ملزمون بقول الحق، وتبيان هذه المواقف الرمادية، كي لا تعيد بيعها على أحد بعد أعوام، بأنك كنت ذات يوم تدافع وتتحدث ووو.
نعلم أن هذا الحديث لا تعيره أي اهتمام، فقد أغدق عليك النظام بالكثير الكثير في الأعوام الماضية، لتصبح أحد علماء السلطان الذين يباركون القتل ولا يخشون من إشعال الفتن الطائفية، ولا يكترثون لظلم الناس طالما هم من الطائفة الأخرى، وبكل صدق، لا يعنينا نحن أمرك أيضًا.
لكننا أردنا تسجيل هذا الكلام للتاريخ، كي لا يأتي أحد ويستدل بكلامك في مستقبل الأيام والسنين القادمة، ثم إنك لم تعد شابًا يافعًا، لقد بلغت من العمر عتيًا، وأنت على مشارف الثمانين (مواليد 1946)، صحيح أن الأعمار بيد الله، لكنك على الأغلب لم يتبق لك عمر تعيشه بمقدار ما أفنيت، فاعمل لآخرتك، وقل كلمة الحق، أو ارضَ بتدوين اسمك في خانة الخانعين والمنافقين، وعلماء السلاطين، والسلام.