البحرين حزينة باستشهاد قائد المقاومة السيد حسن نصرالله: لقد أحبّنا ودافع عن ظلامتنا
2024-09-28 - 5:57 م
مرآة البحرين (خاص): منذ لحظة الغارة على الضاحية الجنوبية لبيروت مساء الجمعة (27 سبتمبر 2024) وإعلان الكيان الصهيوني الدموي أنه استهدف مقر القيادة الرئيسي لحزب الله، عاش البحرينيون كما ملايين في العالم حالة من القلق الممزوج بالغضب والحزن، وكان السؤال ماذا لو؟
لم يكن أحد ليجرؤ على ذكر اسمه في سياق الحديث عن هذا العمل الإرهابي الجبان، لا أحد منا كان يريد تصديق أن الغارة الصهيونية استهدفته. كثيرون منا لم يستطيعوا أن يخلدوا إلى النوم، أو ناموا قلقين وخائفين، والسؤال يتردد ماذا لو؟
في اليوم التالي نزل بيان حزب الله كالصاعقة، لقد استشهد السيد حسن نصرالله، خلال دقائق خرجت التكبيرات من مكبرات المساجد تنعى السيد، وخرج الناس في مسيرات عفوية غاضبة في عدد من مناطق البحرين، لقد استشهد أميننا العام، حبيبنا، قائدنا وسيدنا، لكن لماذا البحرينيون يرون فيه قائدهم؟
لأنه دافع عن ظلامتهم، ولأجلهم ولأجل قضيتهم وضعته دول الخليج على لائحة الإرهاب، كما تعرّض اللبنانيون الشيعة لمضايقات في دول الخليج، كان سببها الأساسي نصرة قضية البحرين، قبل اندلاع الحرب الظالمة على اليمن الشقيق بأعوام.
لم ينس سيدنا الشهيد حسن نصرالله قضية البحرين وشعب البحرين، وهي شهادة يجب أن تقال للتاريخ، منذ الأيام الأولى لاندلاع ثورة 14 فبراير في 2011 صدرت تعليمات السيد للحزب أن هذه القضية قضيتنا، ولذلك رأينا وسائل الإعلام التابعة للحزب بشكل رسمي أو غير رسمي وهي تعمل على تغطية أحداث البحرين أولاً بأول، ومنذ اللحظات الأولى فتحت أبواب الضاحية ولبنان لأي مطارد أو معارض غادر البلاد خشية من أن يطالبه بطش النظام، فكانت الملاذ الآمن والحضن الدافئ لكل طريد مظلوم ومضطهد.
بقي السيد يذكرنا في كل مناسبة سانحة، حين يتحدث عن محبي المقاومة ويأتي على ذكر الدول ترى البحرين في المقدمة. هي حاضرة في وجدانه وقلبه قبل لسانه. في ذكرى الشهداء القادة السنوي الذي يقيمه حزب الله (ذكرى اغتيال الشيخ راغب حرب، السيد عباس الموسوي والحاج عماد مغنية)، والذي يصادف منتصف فبراير من كل عام، لا ينسى السيد أن يذكر قضية البحرين وذكرى انطلاقتها.
لقد رحل السيد الشهيد بعد أن نال ما تمنّاه، لكن الفقد في البحرين كبير، وكلنا نشعر أننا أصبحنا أيتام بعد شهادته. لقد فقدنا السند والحامي والمدافع عنا الذي لم تأخذه في الله لومة لائم، والذي قدّم مبادئه على مصالح الدنيا وحسابات السياسة، لكن أملنا كبير بأن يعوضنا الله بمن يخلفه ممن يسيرون على نهجه الشريف.
كل التبريك لعائلته ولمحبيه بنيله الشهادة، والعزاء بفقده، وإنا لله وإنا إليه راجعون.