مغزى بقاء التصريح الأمني: الحريات الدينية وحرية التنقل للجميع في البحرين عدا الشيعة
2024-06-02 - 5:08 م
مرآة البحرين (خاص): بعد أربعِ سنين من وقف الطيران المباشر بين المنامة وبغداد، عادت السلطات عن قرارها، وعاودت منذ أمس طيران الخليج رحلاتها لمطاريّ بغداد والنجف الأشرف، لكن البحرينيين اكتشفوا بعد فتح الخط الجوّي بين البلدين أن حكومتهم ما تزال تفرض الموافقة الأمنية شرطا للسفر إلى العراق.
ترفع سلطات المنامة منذ سنوات، شعارا مفاده أن البحرين دولة تسامح، لكن هذا الشعار كان دائما وأبدا محل عدم ثقة من قبل أنظار المراقبين في الداخل والخارج، والتقارير الحقوقية متواترة في نقد هذا الإدّعاء، حتى إن تقارير لجنة الحريات الدينية في الخارجية الأمريكية تنتقد التضييق الديني وعدم التسامح مطلقا مع المواطنين الشيعة في البحرين.
تتمسك الحكومة بشرط التصريح أمني، على الرغم من معرفتها أن معظم البحرينيين يذهبون لزيارة مراقد الأئمة من آل البيت عليهم السلام وهو ما يعني أنه سفر عباديّ، فلماذا تشترط السلطات تصريحا أمنيا على سفر هدفه ديني وعباديّ؟
يحدث هذا، في الوقت الذي يسمح للهندوسي والبوذي، وللسيخ، والمسيح ولليهود وغيرهم بممارسة كل عباداتهم في البلاد بحرية قد تفوق حرية البحرينيين أنفسهم.
ربما كان محقا سؤال كتبه أحد المواطنين في فضاء التواصل الاجتماعي: ما الفائدة من الخط الجويّ المباشر وهو يضيف قيدا في رقاب المواطنين؟
على السلطة أن تقرر وتؤكد للداخل وللخارج بوضوح، أنّ عودة خطوطها الجوية للعراق هو قرار بانفتاح حقيقي وتراجع عن خطأ إيقاف، وأيضًا إلغاء التصريح الأمني الذي يتعارض مع مبدأ حرية التنقل للمواطنين وهو مبدأ دستوري تدوسه السلطات يوميا عبر اشتراطها مثل هذا التصريح من المواطنين الشيعة فقط.
لقد أجاد الشيخ فاضل الزاكي الوصف حينما كتب عبر حسابه على منصة إكس قائلا: أنت في دولة مسلمة، مع ذلك يمكنك أن تسافر إلى لاس فيغاس لتلعب القمار، أو تسافر إلى مدن الدعارة المعروفة لتفعل ما تشاء، ولن تحتاج إلى ترخيص، ولكن إذا أردت أن تزور أئمة أهل البيت (ع) فأنت بحاجة إلى تصريح أمني.
في بحرين الانفتاح والتسامح، هناك نحو 124 مقبرة شيعية يرفض النظام تسجيلها وتوثيقها، فضلا عن مئات الأراضي الوقفية التي تمت مصادرة بعضها عنوة، حكومة البحرين تغلق بالقوة صرحا دينيا لشخصية دينية تاريخية مثل صعصعة بن صوحان العبديّ، ومن ثم تريد هذه الحكومة أن يتم وصفها بحكومة التسامح!
كم مرة قامت وزارة الداخلية بتقويض شعار "التسامح الديني" الذي تدّعيه الحكومة؟ من الذي منع حضور الخطباء والرواديد الشيعة إلى البحرين خلال شهر محرّم؟ بينما قامت بعقد قداس شهير لبابا الفاتيكان في ستاد مدينة عيسى لكي تقول للعالم إنها سلطات متسامحة! كثير من التناقض لحد العجز عن إحصائه لدى سلطات المنامة.
ألم يقل الملك في زيارته الأخيرة إلى روسيا إن "البحرينيين يحبوّن الزيارة"؟ ترى أي زيارة كان يقصد؟