ثبت عيد الشيخ باقر العصفور
2024-03-22 - 7:06 م
مرآة البحرين (خاص): تبرز مركزية مسجد مؤمن من خلال دوره الرسالي أيضا، إذا لا يتعلق الأمر فقط بدوره في الحراك السياسي على امتداد تاريخ البحرين الحديث.
ويعتبر المسجد أحد المراكز الرئيسية للإحياءات الدينية، وقد عكف عديد من العلماء البارزين على إلقاء الدروس والمحاضرات في المسجد، وكان من أبرز من تصدى لإمامة المصلين فيه سماحة العلامة الشيخ باقر بن أحمد آل عصفور (طيب الله ثراه) المتوفى في العام 1979.
والشيخ آل عصفور أحد رجالات العلم والقضاء وعُرف عنه تصديه للقضايا الاجتماعية، وللشيخ آل عصفور مؤلفاته التي رد فيها الانحرافات الدينية والأخلاقية وأخرى في الفقه والأحكام، كما كان شاعرا مجيدا.
الشيخ آل عصفور الذي كان يسكن إلى جانب المسجد، أخذ على عاتقه إلى جانب جمع من العلماء إقرار التقويم، وكان يستمع في المسجد إلى شهود الأهلة، فيقر من خلال الشهادات ثبوت أعياد الفطر من عدمها.
ويقول صادق البحارنة في إحدى شهاداته «كنا باسم الأوقاف الجعفرية نقوم بجلب الشهود من خارج المنامة في سيارتنا أنا وسعيد المخرق وعبدالكريم الصيرفي (...) ويقضي الشيخ باقر العصفور (رحمه الله) بثبوت العيد أو عدم ثبوته».
ويضيف البحارنة في لقاء سابق مع صحيفة الوسط «كان الكثير من العلماء والقضاة يحضرون هذا الاجتماع منهم الشيخ محمد سعيد العريبي، وكان الشيخ باقر يكتب أوراقًا «ثبت لدي العيد».
ويتابع «كنا نذهب بالسيارة لنوزع الأوراق على المآتم والقرى ومختلف المناطق (...) ومسجد مؤمن كان مفتوحاً للجميع ويتجمع أهالي المنطقة على شوق انتظار خبر العيد».
وعند وفاته (23 يناير 1979)، أقيمت له مراسم تشييع من مسجد مؤمن بالمنامة مقر إمامته للصلاة، وجنازة ثانية في الشاخورة، ودفن في اليوم التالي بمقبرة الشيخ حسين العلامة في الشاخورة.
وإلى جانب الشيخ العصفور، توالى على إلقاء المحاضرات وتبليغ الأحكام والتوجيه في المسجد عدد من كبار العلماء المشهورين ومن أشهرهم العلامة الشيخ خلف العصفور والعلامة الشيخ عبدالحسين الحلي والعلامة الشيخ منصور بن الشيخ محمد الستري والعلامة الشيخ أحمد خلف العصفور وغيرهم.
حتى على مستوى ضيوف البحرين من العلماء، فقد كان المسجد أهم وجهة للعلماء الذين يحلون ضيوفا على المواسم الدينية. وقد كان أبرز من انتدى في مسجد مؤمن المرجع الديني السيد محمد حسين فضل الله.
وكان فضل الله في البحرين تلبية لدعوة من جمعية التوعية الإسلامية للمشاركة في منتدى فكري، وعززت هذه الزيارة علاقته بالكثير من الأقطاب البحرينية الدينية.
وبرز المسجد ولا زال في إقامة الاحتفالات الدينية الكبرى وخصوصا في ليالي شهر رمضان المبارك، وإن تراجع دوره مع بروز إحياءات مركزية في مراكز أخرى من العاصمة والمناطق الأخرى.
لقد كان مسجد مؤمن أحد معالم الهوية، ولذلك صار محل استهداف الحكومة التي تريد تغيير معالم البلد وصناعة هوية جديدة لا تنتمي إلى كل محل إلا البحرين.