مرآة البحرين (التعليق السياسي): لماذا في البحرين تُعتبر الكتابة عن المساجد القديمة عملا سياسيا؟ 

 نستحضر هنا مسجد الخميس وحكاية تأسيسه والإشكاليات المتعلقة بسرد تاريخه. ونستشهد بمقام ومسجد صعصعة بن صوحان وعمليات التخريب المستمرة له، وغلق بوابته بالطوب. ولا ننسى مسجد الشيخ أمير محمد البربغي والاعتداء عليه وهدمه في 2011م. 

السبب في ذلك فاضح، فتعريف هذه المساجد تعريف بهوية البحرين الحاضرة والتاريخية، فكل ما يشير إلى العباد في هذه البلاد قبل  ١٧٨٣م تعتبره العائلة الناقصة تكذيبا لسرديتها المهلهلة، وتفنيدا لادعاداتها المزعومة، وشاهدا على أنها طارئة، ولم تندمج في تاريخ البلاد ولا هويته، ولم تستطع أن تخلق هوية وطنية جامعة.

 مسجد (مؤمن) في هيكل المنامة كما قال الشاعر العدناني وهو يحتفي بعراقة هذا المسجد، إنه شاهد على هوية المنامة الأوالية كما أيضا قال شاعرنا:

مسجد كـــان في أوال عريقا          قدمــا مــنذ فجـــر الاستيطــــان

كان في هيكل المنــامة مثــل        القـــلب من قبل مقــدم السكـــان.

تريد العائلة أن تستبدل هوية هذا الهيكل الأوالي، بهوية هيكل سليماني صهيوني. لذلك نحن نحتفي بهوية مسجد مؤمن، لأنه جوهر هويتنا الطبيعة التي راكمناها وبنينا هيكلها في أساس الأرض، لا نريد لهيكل غازٍ مغتصب قاتل أن يُدنّسها.

(مؤمن) عنوان هويتنا الطبيعية، تشكلت حضاريا وثقافيا، من غير تدخلات عسكرية، ولا غزوات بدوية، ولا سياسات تطبيعية، ولا مؤامرات بندرية. هويتنا الطبيعية هي هوية الأرض التي في أعراقنا رسخت. هي المرفوعة بنخل عبدالقيس والمجلوة بينابيع البساتين، والمزيجة بملح البحر، والندية برطوبة الزرع، والمؤمنة بشهادة الولاية. هذا هو هيكلها المدفون في كل قلب.