لماذا لا تسمح البحرين بإقامة حملات الدعم والتضامن مع غزة؟
2024-02-04 - 7:07 ص
مرآة البحرين (خاص): قبل أيام أصدرت ما يقرب 30 منظمة من منظمات المجتمع المدني في البحرين بما فيها جمعيات سياسية محسوبة تقليدياً على الموالاة، بياناً استنكرت فيه منع السلطات البحرينية إقامة حملات الدعم والتضامن مع غزّة وشعب فلسطين.
وجددت الجمعيات خلال بيانها تكرار مطالبتها بإلغاء اتفاقات التطبيع مع الكيان الصهيوني، لكن بيانها لم يصل - كما كان متوقعا - لصفحات الصحف الرسمية، فضلاً عن نقاشه في أروقة الدواوين ومراكز صنع القرار في البلاد.
لقد طرح البيان الصادر عن "المبادرة الوطنية البحرينية لمناهضة التطبيع مع العدو الصهيوني" تساؤلاً جوهرياً حول المنع المستمر من قبل السلطات للترخيص لأي حملات دعم وجمع أموال وتضامن مع غزة، باستثناء مسيرة يتيمة في مدينة المحرّق بعد أسابيع من العدوان الغاشم على قطاع غزّة.
وجدير بالذكر هنا القول أن كل الفعاليات المعارضة والمناهضة للكيان والمؤيدة للمقاومة والشعب الفلسطيني على الأرض وفي الشوارع (باستثناء مسيرة المحرّق اليتيمة)، هي فعاليات غير مرخّصة عرّضت عشرات المواطنين للملاحقة الأمنية والقضائية.
للإجابة على هذا السؤال يكفي الإشارة إلى حفلة الفرقة الغنائية "مارون 5" المزمع عقدها في مسرح الدانة بعد أيام فقط، على الرغم من الدعوات المتزايدة المطالبة بوقفها، خصوصاً وأنها من الفرق المؤيدة لإسرائيل، والتي سبق لها أن أقامت حفلاً غنائياً فوق قرية الجريشة التي تعرضت للتطهير العرقي في نكبة 1948، بالإضافة لمواقف مغنيها الرئيسي آدم ليفين الداعمة بشكل مطلق للكيان.
إن هذا الحدث يجيبنا على التساؤل باختصار، إن هذه الأسرة التي تحكم البلاد اليوم قررت الوقوف بشكل شبه مطلق مع الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة في حربهم ضد غزّة وكل من يتضامن معها في المنطقة، وما انضمام البحرين إلى التحالف البحري لمواجهة الجيش اليمني الذي أغلق المضائق بوجه السفن المتجهة إلى الكيان إلا خير دليل على ذلك.
تصر أسرة آل خليفة على تحدي مشاعر الشعب دون اكتراث، هي لا تقرأ التاريخ، ولا تنظر إلى الملكيات التي انفصلت عن شعوبها وكيف انتهى بتلك الملكيات المطاف، هي تكرر الأخطاء ذاتها، وتظن واهمةً أن الارتماء في أحضان الولايات المتحدة والكيان العنصري البغيض سيثبت أركان حكمها، كم هي مخطئة هذه الأسرة.