وزير التربية والبعثات: الكذب بعين قازحة
2023-08-09 - 4:06 م
مرآة البحرين (خاص): لم يتفاجأ أحد هذا العام، كما الأعوام السابقة باستمرار سياسات التمييز في البعثات التي باتت تمارس بشكل منظّم ومدروس منذ العام 2011، تغيرت الأساليب وبقيت السياسات كما هي.
في الأعوام الماضية، كان التمييز علنياً وفاقعا. لم يكن يحتاج الوزير أو المسؤول إلى التذرع بأي شيء سوى "المقابلة الشخصية" التي أوجدت لنسف مجهود الطالب/الطالبة على مدى ثلاثة أعوام متتالية. كانت الأسئلة في المقابلة وقحة، سُئل فيها الطلاب عن انتمائهم السياسي، ووجهت لهم أسئلة عن رأيهم في الملك وولي العهد ورئيس الوزراء، بل وصلت في بعض الأحيان إلى توجيه أسئلة عن أمور تفصيلية في المذهب الشيعي يفترض أن لا تكون محوراً لأي مقابلة تحت أي حجة أو ذريعة.
لكن متخذ القرار يومها كان له مطلق الحرية في التفنن بتوجيه الأسئلة المهينة، أو الاستفزازية للطلبة الذين كانوا يعلمون نتيجة المقابلة من طبيعة الأسئلة الموجهة إليهم.
بعد أعوام من الشكاوى المستمرة، والفضائح الإعلامية المتتالية، استغنت الوزارة عن المقابلة الشخصية، واكتفت بالمعدل كـ "معيار وحيد" للبعثات، كما قال وزير التربية أمس الأول.
لكن العارف بالوزير وخلفيته، والدولة وسياساتها، كان على علم مسبقاً بأن هذا الكلام مجرد استهلاك إعلامي لا أرضية واقعية له.
قال الوزير إن 1875 طالباً وطالبة من الذين تجاوزت معدلاتهم 95٪ حصلوا على "بعثة شاملة"، مضيفاً "1300 نالوا الرغبة الأولى، و195 نالوا الثانية، فيما نال الباقين (380 طالب وطالبة) الرغبات من الثالثة وما بعدها.
لا تبدو الأرقام سيئة لأي شخص غير عارف بالوزير وآرائه وممارساته قبل توليه الوزارة، لكن نظرة فاحصة تكفي لكشف كذبه.
يكتفي الوزير بأرقام يدلي بها لوسائل الإعلام، ولا أحد يطالبه بدليل، هكذا قرر أنه أعطى حوالي 1500 طالب وطالبة من المتفوقين رغبتهم الأولى والثانية، لكن آراء أولياء الأمور في وسائل التواصل الاجتماعي تقول غير ذلك.
يقول ولي أمر في تعليقه على الخبر هذا "بنتي نسبتها 97.5 وقد أعطيت الرغبة التاسعة"، تتحدث أخرى "97٪ ويحصل الرغبة رقم 8"، وتتوالى التعليقات حتى يقول أحدهم إن وزارة التربية تتعمّد في عدم إعطاء الطلبة رغباتهم الأولى، كي يضطروا لتحويلها إلى منحة والحصول على إحدى رغباتهم، مضيفاً أن أبناءه جميعاً قبلوا بالمنحة بدلاً من البعثة الكاملة.
وفي التعليقات نكتشف أن سياسات التمييز لم تعد حكراً على جامعة البحرين بل أصبحت تمارس في كلية البحرين التقنية "بوليتكنك".
بإمكان وزير التربية أن يتحدث بما يشاء، لكن الجميع يعلمون أن ما يتفوه به ما هو إلا محض هراء، هو يريد من معظم الطلبة المتفوقين هنا أن يقتنعوا بأنهم ضمن الـ 20٪ التي لم تنل رغبتها الأولى أو الثانية، وهو يعلم أن أحداً لن يطالبه بإثبات على ما يقوله، وإن طالب فإنه غير قادر على إلزام الوزير أو الوزارة بإبراز الدليل.
لا يبدو أن الوزير في وارد اتباع سياسات غير تمييزية، فهو من الشخصيات المحرّضة في أحداث 2011 التي لم تصل إلى ما وصلت إليه إلا بكذبها في وسائل الإعلام ودفاعها المستميت عن القتلة والمعذبين، وهجومها المستمر ضد المعارضة والطائفة الشيعية.
أما الحديث عن عدالة البعثات وتوزيعها لن يتوقف طالما بقي شخص واحد يشعر بالظلم، والحالة الوحيدة التي بإمكانها إسكات الجميع هي الشفافية عبر نشر البعثات ومستحقيها في وسائل الإعلام بشكل رسمي، لإنهاء هذا الجدل والنقاش الذي بات يخاض سنوياً.