وزير الداخلية ووقاحة الحديث عن ما يحتاجه الشيعة في البحرين
2023-07-21 - 2:55 ص
مرآة البحرين (خاص): في عادة سنوية باتت نتيجتها معروفة سلفاً، تحرص وزارة الداخلية على توجيه الدعوات لمآتم البحرين لحضور لقاء وزير الداخلية، وهي عادة بات يعزف عنها الكثير من إدارات المآتم نظراً لشكليتها، واحتمال احتوائها على تهديدات مبطنة للطائفة الشيعية من الوزير الذي وزارته مسؤولة عن الانتهاكات المستمرة بحق هذه الطائفة منذ 13 عاماً.
المشكلة مع وزير الداخلية تحمل أوجه عدّة، هو مسؤول عن أمن البلاد، ويعتبر كل منتسبي وزارته بما فيهم المعذبين والقتلة "إخوانه" الذين يرفض التعرض لهم كما صرح سابقاً. كما ينظر إليه على أنه وزير تأزيمي لا يهنأ له بال إن كانت هناك تسوية تلوح في الأفق قد يفقد بسببها كل هذه القوة والسلطة والأموال التي باتت تحت إمرته يفعل فيها ما يشاء.
عمد وزير الداخلية وفريقه الأمني على تسميم الأجواء وتوتيرها كل ما مررنا بفترات من الهدوء النسبي، إن بالحديث عن «خلية إرهابية»، أو بمهاجمة إيران والغمز من بوابتها على الشيعة والتشكيك بولائهم بشكل غير مباشر.
ما قبل العام 2011 كان اللقاء السنوي بين وزير الداخلية ورؤساء المآتم، لقاء بروتوكولياً بالدرجة الأولى، لكنه مناسبة جيدة للاستماع لمشاكلهم، خصوصاً تلك المتعلقة بجلب الخطباء الذين يحتاج دخولهم للبلاد إلى إصدار تأشيرات وسمات دخول، لكن بعد 2011 تحول هذا اللقاء إلى مناسبة للوزير لإلقاء التهديدات، إصدار الأوامر، ووضع الخطوط الحمراء للشيعة خلال ممارسة شعائرهم، وعلى الحاضرين الصمت والإذعان فقط.
وهذا العام، كما كان متوقعا، حضر من حضر، وعزف آخرون عن الحضور. بدأ الوزير كلمته المقتضبة بكلام عام وتحدث عن خطر المخدرات، ولا أحد يعلم مناسبة تطرق الوزير لآفة المخدرات في لقائه رؤساء المآتم بمناسبة عاشوراء.
واصل الوزير حديثه، وزعم أن اللقاء "فرصة لتبادل التحية والتقاء الخواطر، وتعزيز مشاعر التقارب والطمأنينة، وسد الطريق على من يحاول شق الصف بين الناس"، فيما يعلم هو وكل الحاضرين أن لا أحد شعر بالطمأنينة وهو يستمع إلى الوزير وكلمته المقتضبة.
وفي نهاية حديثه تطرق إلى ما أصبح عنواناً لكلمته، قال الوزير ما نصه "إننا في المملكة لدينا من الخطباء والرواديد المؤهلين ، الذين هم على استعداد لتأدية مسؤوليتهم الدينية على الدوام. ولذا فإننا لسنا بحاجة إلى أي خطباء أو رواديد من الخارج"، هكذا بكل وقاحة وجرأة، قرر الوزير الذي لا ينتمي للطائفة الشيعية، أنه أعلم باحتياجاتها في إحياء مناسباتها الدينية، مقدماً نفسه خبيراً بالشيعة وأحوالهم.
ويكمل حديثه ويقول "البحرين ليست وجهةً للسياحة الدينية في موسم عاشوراء، وأن ممارسة العزاء هنا هو للمعزين من البحرين، مع التأكيد على احترام روحانية المناسبة وخصوصيتها"، وهنا بيت القصيد.
يزعج الوزير وأسرته رؤية بعض شيعة الخليج يجوبون شوارع المنامة لمشاركة إخوانهم في إحياء عاشوراء. هو يفضّل أن يرى المنامة مليئة بالآسيويين، والباعة الجائلين، وفاقدة لهويتها، على أن يراها ممتلئة بالشيعة عن بكرة أبيها.
مجدداً يبحث الوزير عما من شأنه توتير الأجواء. هو يعلم أن حضور بعض الخليجيين الشيعة للبحرين ليس سياحة دينية، ولا هو بتلك الظاهرة التي تستحق التوقف عندها أصلاً، لكنه لا يستطيع تفويت هذه المناسبة في إخراج سمومه الطائفية على الملأ، كما أنه بالتأكيد يستمتع بتسميم البئر، وتوتير الأجواء.
لكن جواب البحرينيين الشيعة عليه بالتأكيد لن يكون خلال هذا اللقاء البروتوكولي الذي لن يقدم أو يؤخر شيئاً، هو سيلقى الجواب المناسب كما كل عام، حين يشاهد عشرات الآلاف يملأون العاصمة المنامة التي اتشحت بالسواد، وهم يرفعون شعار الحسين الأبدي "هيهات منا الذلّة".