التعليق السياسي: عن ولاية الإسرائيليين على منهاج لغتنا العربية.. ما حدود الخيانة؟
2023-03-02 - 11:01 م
مرآة البحرين (خاص):
بأي حق تقرّر الأمين العام لمجلس التعليم العالي رنا آل خليفة، هي أو عائلتها الحاكمة، فتح الطريق لمؤسسات يهودية إلى عقول أطفال البحرين وإلى لغتهم العربية المتجذّرة في أعماق التاريخ؟
لقد التقت أمس رنا بنت آل خليفة مع مستشارة الشؤون العالمية لرئيس المؤتمر اليهودي العالمي إيلي كوهانيم، ونتج عن هذا اللقاء خبرا مستفزا يقول إنّ آل خليفة بحثت مع ضيفتها التعاون في مجال التعليم وتطوير المناهج باللغة العربية في إطار الاتفاقيات الإبراهيمية بما فيها المواضيع المتعلقة بالتسامح الديني.
وكأنّ لغة القرآن الكريم بحاجة إلى أعداء القرآن! هل يمكن لمن يقتل الأطفال المسلمين والعرب في فلسطين أن يهتم بتطوير مناهج أطفال البحرين ولغتهم؟
ما دخل المؤتمر اليهودي العالمي بتطوير اللغة العربية؟
للتذكير، في العام 2000 اقترح وزير التعليم آنذاك تدريس قصائد محمود درويش في المدارس الإسرائيلية، بيد أن قراره قوبل باعتراض من رئيس الحكومة آنذاك إيهود باراك، الذي برر رفضه بأن "الوجدان الإسرائيلي غير مهيأ لقبول هذه الخطوة".
لقد اتفقت "إسرائيل" بحزبيها الرئيسيين "الليكود" و"العمل" على معارضة مقترحات إدخال شعر محمود درويش في مناهجهم.
لقد اهتزت الحكومة الإسرائيلية ذات مرّة وأصابها الهلع بسبب قراءة قصيدة "عابرون في كلام عابر" على الإذاعة الاسرائيلية، رئيس الحكومة اسحق شامير ظل يصرخ في جلسة للكنيست الصهيوني.
هكذا يتعاملون مع ثقافتنا وشعرنا ولغتنا، في حين تقرر عائلة آل خليفة الإتيان بهم ليعلموا أولادنا اللغة العربية، ما هذا القبح، وما هذه الصفاقة!
هل اختفى مجمع اللغة العربية الموجود منذ العام 1932 في القاهرة ويعمل به خيرة علماء لغة الضاد؟
ثم كيف يمكن توقع تعلّم التسامح الديني من جماعة ساهمت في تطهير فلسطين عرقيًا لضمان هيمنة اليهود عليها؟
وما هي حدود سلطة الحكومة وسلطة العائلة الحاكمة في البحرين؟ هل تصل حدود السلطة إلى الاستهزاء بكل القيم والمبادئ التي يحملها الشعب؟ وبأيّ حقّ يفعلون ذلك؟
كلّ يوم يكتشف المواطنون قاعا جديدا، لذا لم يعد عجبا أن يتواصل انحدار للمسؤولين والسلطات في نحو درك سحيق..
لقد عبّر أهل البحرين بكل الأساليب السلمية الحضارية عن رفضهم للتطبيع مع كيان الاحتلال الاسرائيلي ولاتفاقيات التطبيع معه، كتب مواطنون وتظاهر آخرون، وخرجت مئات المسيرات الرافضة، فما هو المطلوب لكي تستمتع الحكومة لآراء هذا الشعب؟
هل توجد بلاد تقبل أن تفتح باب قيمها وثقافتها ولغتها وأمنها وهويتها لأعدائها؟
فعلا، ما هي حدود الخيانة؟