عباس المرشد: الزيارة الممقوتة...مشاريع إسرائيل في البحرين

عباس المرشد - 2022-12-05 - 3:02 ص

ليست صدفة أن يختار الكيان المؤقت تواريخ زيارات شخصياته السياسية، كما ليست صدفة أن يتم اختيار زعماء الأنظمة كحلفاء ومطوري مشاريع الكيان المؤقت في المنطقة. فخلف كل تاريخ قصة ورسالة يريد الكيان المؤقت ترسيخها والعمل على مضمونها. زيارة رئيس الكيان المؤقت إلى المنامة ودبي تأتي ضمن واحد من التواريخ ذات الأهمية لدى الكيان المؤقت وهي عيد الأنوار أو "الحانوكاه" المخصص لإحياء اعادة تدشين الهيكل الثاني ايام الحشمونيين. والمناسبة التاريخية لهذا العيد هي دخول يهودا الحشموني القدس وإعادته للشعائر اليهودية في الهيكل ولهذا قد يسمى بعيد التدشين. فما الذي يريد رئيس الكيان الإسرائيلي تدشينه في بلدان الخليج العربي؟ وما الذي يمكن لهذه الزيارة أن تعطيه من قيمة سياسية، كونها الزيارة الأولى لرئيس الكيان المؤقت لكل من البحرين ودبي؟ ولماذا تم اختيار ملك البحرين حمد بن عيسى ورئيس الإمارات محمد بن زايد ليكونا شركاء الكيان المؤقت في عملية التدشين المخفية؟
العلاقات التي تربط عائلة الحكم في البحرين بالكيان المؤقت تعود إلى منتصف تسعينات القرن الماضي لكنها أخذت طابعا علنيًا وحميميًا منذ 2007 تقريبا أي بعد مرور عقد من أول لقاء سياسي جمع مسؤولين بحرينيين مع مسؤولين إسرائيليين. طوال العقدين الماضيين (1996-2022) تم تأسيس نخبة صهيونية خليجية متخمة بحب الدفاع عن الكيان المؤقت وشيطنة أي مقاومة له في داخل فلسطين أو في الفضاء العربي. هذه النخبة تمتلك الآن مكانة مميزة بحكم الإعلان الرسمي عن اتفاقيات التطبيع وهي تحظى برعاية كبيرة من مراكز القرار السياسي في الكيان المؤقت، كما تعمل الأنظمة المطبعة على حمايتها وتوفير ما تحتاجه من خدمات لممارسة دورها المنوط بها. رغم ذلك فأغلب عناصر تلك النخبة يبقون مجرد بيادق يستخدمهم الكيان المؤقت والعائلات المطبعة في تمرير المشاريع العملاقة ذات الاستراتيجية والتي تم الاتفاق بين الكيان المؤقت والعائلات المطبعة على تنفيذها في الأمد القريب والمتوسط.
إذا ما تجاوزنا الأثر السياسي الذي تحدثه اتفاقيات التطبيع والدور الذي تلعبه في شحذ الهمم وشد العصب الصهيوني في الخليج، فثمة مشاريع أخرى يجري العمل على تدشينها بروية وعلى مهل، تستهدف البناء الثقافي والاجتماعي لمجتمعات الخليج. مثل هذه المشاريع توكل مهمة تنفيذها إلى العناصر المخلصة للصهيونية الجديدة في الخليج ومن بينهم أفراد من العائلة الحاكمة في البحرين ودبي. ولنا أن نتذكر الدور الإشرافي والتنفيذي الذي مارسه نائب وزير الخارجية عبدالله آل خليفة منذ أن كان رئيسا لمركز حمد للتعايش السلمي الذي تأسس بأمر ملكي من حمد بن عيسى في 2018 يتبع الديوان الملكي وصدر أول قرار تعيين أمناء من بينهم إبراهيم نونو رجل إسرائيل في البحرين. استطاع المركز خلال الأربع سنوات الماضية أن يضم إليه عناصر الصهيونية الجديدة في الخليج كما استطاع أن يوسع من عمله عبر تأسيس واجهات عمل دعائية مختلفة وهو الآن مشغول بعدة مشاريع كبرى من بينها تعديل منهاج التعليم في وزارة التربية والتعليم واستهداف 100 طالب للدراسة في الكيان المؤقت عبر منح تعليمية إضافة لمشاريع أخرى لم يتم تداولها بشكل علني لحد الآن.
المشروع الأمني والموساد
في يوليو 2022 كشفت إذاعة جيش الاحتلال عن زيارة فريق من جهاز الموساد وجهاز الشاباك إلى البحرين بغرض تدريب عناصر الشرطة البحرينية ونقل المعرفة المهنية إليها في مجال الاستخبارات والأمن. وكان نائب وزير الخارجية البحرينية عبدالله آل خليفة أشار بوضوح إلى تواجد عناصر الموساد في البحرين بشكل رسمي وعلني وذلك خلال جلسة حضرها وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس على هامش مؤتمر ميونخ للأمن في فبراير 2022.
ذكر موقع intelligence online الفرنسي أن البحرين شرعت في عملية إصلاح كبيرة للأجهزة الأمنية بعد حث من الملك حمد على إعادة تنظيم الجهاز الأمني بحيث يتمكن من تعزيز التعاون الوثيق مع الكيان المؤقت وبحسب المركز فإن هذا التوجيه الملكي يأتي على خلفية لقاء وزير الداخلية البحريني بنظيره الإسرائيلي عومر بارليف وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي في يناير 2022. وبناء على التوجيه أيضا فإن جهاز الأمن الاستراتيجي الذي أنشئ في 2020 برئاسة أحمد بن عبد العزيز آل خليفة هو المعنى الوحيد والجهة المخولة بالاتصال المباشر مع جهاز الموساد.