مشاركة الأختام: 16 ألف صوتوا من أجل ختم جوازاتهم فقط
2022-11-15 - 6:30 م
مرآة البحرين (خاص): ربما على وزير العدل رئيس اللجنة العليا للإشراف على سلامة الانتخابات نواف المعاودة أن يتأمل في نسبة المشاركة مرة أخرى بعد إعلان أن ما يقرب من 16 ألف ناخب ألقوا ببطاقات باطلة في صناديق الاقتراع ما نسبته 6.3% من المقترعين.
صحيح أن آلية احتساب نسبة المشاركة تفترض حساب جميع الأصوات بما فيها تلك الباطلة منها، إلا أن هذا الرقم الكبير من البطاقات الباطلة يشير إلى رغبة في عدم المشاركة ولكن بأسلوب آخر.
إن السلطات الحكومية أكثر من يعلم أن سياسة الترهيب هي من قادت هؤلاء الآلاف وربما غيرهم للمشاركة في انتخابات كانوا سيقاطعونها لو لم يتم إجبارهم تحت الضغط للحصول على ختم الإخلاص على جوازاتهم.
لقد ذهب هؤلاء تحت سطوة الخوف من حرمانهم من وظيفة أو خدمة حكومية كما يجري سنويا التهديد به، ولعلهم أرادوا أن يبلغوا السلطات امتعاضهم من هذه السياسات فقاموا بإلقاء بطاقات باطلة تشبه الانتخابات التي تديرها العائلة الحاكمة.
في حقيقة الأمر، غالبية البحرينيين مقتنعون من أن هذا البرلمان لا يمكن التعويل عليه في تمثيل مصالح الشعب، بل بات الغالبية من البحرينيين مقتنعين أن إرادة المواطنين تم مصادرتها من خلال هندسة الانتخابات والتلاعب بالأصوات تارة وتوجيهها لصالح مترشحين بعينهم تارة أخرى.
فالمعترضون على الانتخابات يمثلون الغالبية العظمى من الناس، لكن آلية اعتراضهم تختلف. لقد اختارت المعارضة مقاطعة الانتخابات واقنعت جمهورها بأن المشاركة مجرد إعانة للسلطات الحكومية على مصادرة حقوق الناس ونجحت في المقاطعة.
وهناك فئة أخرى لم تملك الشجاعة الكافية لمقاطعة صناديق الاقتراع، فاختارت أن تشارك بأصوات باطلة، لتقول إننا لا نقبل أن نشارك في مسرحية معروفة نتائجها ومخرجاتها سلفا، لكننا نخاف من أن تفجر الحكومة في خصومتها معنا.
أما الفئة الأخيرة فتوهمت أو أوهمت نفسها بالقدرة على التغيير، وانصدم الكثير منهم بتبخر أمنياتهم مع وجود من يتحكم في هندسة الانتخابات لدرجة أنه يقرر من يصل ومن لا يصل للبرلمان، إما من خلال تزوير النتائج أو توجيه أصوات العسكريين وعوائلهم.
فمترشحون خسروا في الانتخابات عبروا عن خيبة أملهم من أن السلطات الحكومية وجّهت الأصوات لمنافسيهم بشكل علني وهذا خلاف لإرادة الناس، مستنكرين تسلط الحكومة حتى على أصوات الناس.
المترشحة لطيفة عيد قالت «ألتزم بالصمت، حتى تكون هناك انتخابات برلمانية نزيهة، ويكون النائب من اختيار الشعب، لا جمعيات أو جهات أو مصادر أخرى. كلنا كنا هناك وكلنا كشفنا الحقيقة!!».
جميع هذه الفئات تجتمع على أن هذه التجربة لا فائدة منها وهو إجماع غير مسبوق، وليست نسبة المشاركة غير مسبوقة كما يدعي المعاودة.
وبإمكان الوزير ومشغليه أن يعودوا لاحتساب نسبة المشاركة من جديد في الدور الثاني حتى يعرفوا أن النسبة الحقيقية قد تكون أقل مما أعلنت عنه المعارضة حتى، فمن حصل على الختم الأحمر في جوازه حصل على ما يريد.
فالغالبية حتى ممن شاركوا في الانتخابات كان هذا هو هدفهم الختم ليوم فحص الأختام، أما بعد أن حصلوا عليه، فعلى الأرجح لن يذهبوا للتصويت مجددا في الجولة الثانية ولا لإلقاء بطاقات باطلة، فعرس العائلة الحاكمة الانتخابي انتهى وبقي المأتم على ضياع حقوق الناس.