الدكتور بلال اللقّيس: مقاطعة البحرينيين وإجماع المعارضة خطوة مهمّة تربك النظام وحلفائه الغربيّين
2022-11-13 - 3:34 ص
مرآة البحرين (خاص): سندس الأسعد
عشيّة الانتخابات البرلمانيّة التي قاطعها شعب البحرين المُجمع على هشاشة العمل البرلمانيّ في البلاد، قامت السلطة فيها باستجداء كل السبل لحفظ ماء وجهها أمام المجتمع الدوليّ، تارةً عبر اللجوء الى دعم الأوقاف السّنيّة ومنابر الجمعة وطورًا عبر جيوش المجنسين سياسيًّا في الداخل والخارج.
الباحث السّياسيّ الدكتور بلال اللقّيس حيّا شعب البحرين واصفًا ايّاهم بـ «الأعزة وأهل الكرامة والصبر والتحمّل والمظلوميّة» دون أنّ ينسى توجيه التحيّة إلى الشباب «القابع بالسجون ظلمًا وعدوانًا» ولافتًا إلى أنّ «كل الشعب البحريني عالقٌ في السجن وإن اختلف اطاره أو نوعه».
د. اللقّيس لفت إلى أنّ مواقف شعب البحرين انموذج استثنائي في الصراع الدائر في المنطقة بين الشعوب المظلومة وقوى الاستكبار وأدواتها، ويعكس «وعيًّا فريدًا واستثنائيًّا، ويؤكد على أن نضاله -ومقاطعته اليوم للانتخابات- ليس حالةً انفعاليّة عابرة بل تعبيرٌ واعٍ ودقيق لطبيعة الصراع والأزمة المتفاقمة في البلد مع نظام يفقتد كلّ مقومات الشرعيّة».
الباحث السياسيّ اللبنانيّ أشار إلى أن اجماع المعارضة الصائب على المقاطعة خطوة مهمّة لا تربك النظام وحده أنما تربك أيضًا «حلفائه الغربيّين الذين يحمونه، وتعرّي ما تبقى بحوزتهم من مزاعم كاذبة بشأن تأييّد للديمقراطية وحقّ الشّعوب بالحرّية».
وتابع: «نعم الخطوة أكثر من صائبة، لأنّنا كما نلاحظ أن النظام سعى جاهدًا في الأعوام الفائتة لاجتراح أي نوع من أنواع الشرعيّة الشّعبيّة -التي يفتقدها- تارةً عبر تنظيم انتخابات صوريّة وطورًا عبر تنظيم فعاليات صوريّة كزيارة بابا الفاتيكان الأخيرة» والهدف منها، بحسب اللّقيس، «أن يستنشق شيئًا من الأكسجين بينما يلفط أنفاسه الأخيرة، فالنظام حاليًّا يتدّاعى ويستشعربأن سيطرته تضمحل».
د. اللقّيس خاطب شعب البحرين، مثنيًّا على وعيّه وبصيرته، قائلًا: «المطلوب -دائمًا- عدم إعطاء النّظام أيّ شرعيّة، وهذا ما كرّسته مواقفكم التي جرّدته من كل مقومات الشّرعيّة، وبالتالي مقومات البقاء» متوقعًا أن النظام البحريني -في الفترة المقبلة- سيكون أشبه بــ «جالسكي أوروبا الشرقيّة - زلنسكي أوكرانيا» ودوره خدمة «المصالح الغربيّة والاسرائيليّة والسعوديّة على حساب شعبه الحرّ المؤمن المجاهد، الذّي يمتلك قيادات إيمانيّة وربانيّة وأخلاقيّة عظيمة -قلّ نظيرها- وتفهم ألاعيب النظام».
د. بلال اللقّيس أكدّ بأن كل المراقبين للمشهد البحرينيّ على يقين -بناءً على مؤشرات وسياقات واقعيّة- بأن «منطقة شبه الجزيرة العربيّة -برمتها- تسير خطوات ثابتة نحو التحرر والتحرير الكامل. هذا ما لمسناه في اليمن، وهذا ما نراه -اليوم- بشكلٍ واضحٍ في البحرين» مردفًا أن مستقبل منطقة شبه الجزيرة العربية إنّما لصالح «السواد الأعظم من شعوبها وموقفه المؤيّد لكل القضايا الحقّة، والتي حدّدت بشكل واضح موقعها في الصراع الدوليّ، أيّ في محور التحرر من الاستكبار والهيمنة» مذكّرًا في ختام حديثه شعب البحرين بمقوله أمير المؤمنين (عليه السّلام): «لنا حقّ، فإنّ أعطيناه، وإلّا ركبنا أعجاز الإبل، وإن طال السّرى».