سندس الأسعد: للأمّةِ في البحرينِ، ثورةٌ تنتصرُ لفلسطين وقُدسها
سندس الأسعد - 2022-04-29 - 10:24 ص
منذ خُذِلت فلسطينُ، ما ركنَ شعبُ البحرين لذلِّ المتآمرين.. على ثابتةِ أجدادهم مضوا، إسلاميون ويساريون، هتفَوا بحنجرةٍ واحدةٍ: "البحرين ترفض التطبيع، ترفض الصهاينة.. فلسطينُ ليست للبيع، ومقدساتُها ليست للمساوَمة" على حذوِ أجدادهم، القذة بالقذّة.
على ثابتةِ مزاحم عبد الحميد الشّتر ومحمد جمعة الشاخوري وعبد الرحمن النعيمي والشيخ الجمري وعبدالعزيز الشملان و عبدعلي العليوات وعبد الكريم فخراوي وغازي الحداد.. على ثابتةِ آية الله قاسم والشيخ علي سلمان وعبدالهادي الخواجة والأستاذ حسن مشيمع والأستاذ عبدالوهاب حسين والشيخ حسن عيسى وكل معتقلي الرأي المغيّبين قسرًا كيّ يكتم صوت البحرين الأصيّل المنسجم مع صوت الأمّة وقدسها وزيتونها وماؤها من النهرِ إلى البحر.
وفي المقلب الآخر، وجوهٌ سوداء أراقَ ماءَها حفاة صعدة والحديدة وغيارى القدس وجنين بضرباتٍ مؤلمةِ حاسمة، بعد أن أغدقَ الأمريكيُّ عليهم بصفعةِ أن "لا حاجةَ له للبقاءِ في مِنطقةٍ ساخنةٍ إلى حد الغليان"، ليصدقَ العامليُّ الذي عرضَ على أشقياءِ الكيانِ المؤقتِ تذاكرَ عودةٍ مجانيّة إلى مساكنهم الأصليّة الأولى.
بجميلِ الثّوريّة والعروبِةِ والنخوةِ والغيرةِ يحيطُ هذا الشعب مسيراتِه المستمرةَ ضدَ القمعِ والتهميش، مطالبًا بحقِّ الشّراكةِ السّياسيّة التي تمكّنه من لفظِ المعتدين على سيادةِ وطنه وأمنِ مواطنيه، فقد شَكّلَ الخامس عشر من سبتمبر ٢٠٢٠ تاريخًا أسودًا في سجل الانتهاكات الحقوقية الممنهجة التي ارتكبها وترتكبها السلطات بحقّه الطبيعيّ والقوميّ والعروبيّ.
مَثّل التتبيع -ولا دقّة في تسميته تطبيعًا- اجهازًا خطيرًا على ما سَلِمَ من حقّهم السياسيّ وكذلك تجاوزًا للدستور وتكريسًا للعزل السياسيّ، ليؤكد المتآمرون بأنهم لا يعرفون عن السيادة إلا اسمها وبأنهم شركاء مدانون في الانتهاكات التي تطال الفلسطينيين على يدّ الكيان المؤقت المتجاهل حقوقهم المكفولة بموجب -ما يسمى- قرارات أمميّة وأعراف دوليّة.
أحد عشر عامًا على الحراك المطلبي، والشعب رغم الإقصاء لم ينسَ فلسطين وقدسها الأسيرة، شعبٌ سما فوق كل الأوصاف، مطالبًا بالمشاركة في تحديد مصير ومسار وطنه المخطوف من سلطة متحكمة بسيادة البلاد والعباد.
بصمودٍ وجلدٍ استثنائيين لا يتزلزلان يتمسكُ البحرينيون بأصالةِ هويتِهم العربيّة باذلين العذاباتِ والجراح ليُثبتوا أنهم من أحرار الأمّة -لا أصنامها السكارى- يكتبونَ بصبرهم تاريخ الانتصاراتِ الحتميةِ المشرّفة..
أحدَ عشرَ عامًا، ولا تزالُ جذوةُ العودة متقدةً في البحرين، على امتدادِ قراها وشوارعِها وشواطئها مجددين على الأرض وعلى المنصات الافتراضية -وعلى مسامعِ المطبّعين والمطبعِ معهم- بيعتِهم لوطنٍ فلسطينيٍ حرٍّ عربيٍ مستقل.
في يوم القدس العالمي: "هذا التتبيع الخسْف لا يشبهنا"، تقولها شوارعُ المنامة، وجدرانها، وبيوتاتها وارثها وتاريخها القوميّ الحافلِ بتاريخِ الانتصارِ للأمّةِ، المهرولِ غضبًا لجراحاتها وقضايا الحقّة منذُ الخمسينات.. لا تنطلي على ثَوريها دعاوى السلام والتعايش الزائفة..