هكذا أمضى خليل الحلواجي 7 أعوام و5 أشهر من عمره في السجن
2022-02-10 - 6:41 م
مرآة البحرين (خاص): تشكل تجربة السجن إحدى أكثر المحطات قساوة في حياة الإنسان، حين تقرر السلطات لسبب أو لآخر، حجز حرية شخص، وإيداعه خلف قضبان حديدية، تمنعه من حريته ولقاء أحبته، وتزداد تلك التجربة قساوة حين يكون السجن لأسباب ظالمة ودوافع سياسية، إلا أن أشخاصاً أمثال خليل الحلواجي لهم رأي آخر.
منذ اعتقاله في 3 سبتمبر 2014، اعتبر خليل الحلواجي تجربة السجن امتحاناً إلهياً، عليه أن لا يخرج منه إلا بمثل ما كان أو أفضل، لذا بدأ منذ اليوم الأول بالعمل على ما يجيد فعله، من توجيه معنوي وديني وأخلاقي لزملائه من المعتقلين الصغار، ومحاولة التأثير عليهم لتغييرهم نحو الأفضل في كل مناحي الحياة.
مكث الأستاذ خليل الحلواجي أكثر من 6 شهور في سجن الحوض الجاف، وكان من أكثر المعتقلين السياسيين توقيفاً دون محاكمة، وتجاوز فيها المدة القانونية للحبس الاحتياطي، وهو ما استغله في التعرف على المعتقلين الجدد الذين عمل معهم في برامج وأنشطة تثقيفية وتعليمية ودينية وأخلاقية.
حين نقل للسجن المركزي، لم يكن ذاهباً إلى مكان لا يعرف فيه أحد، لقد مر عليه الكثير ممن التقاهم في توقيف الحوض الجاف مسبقاً، إضافة إلى معرفته بالعديد من النشطاء قبل الاعتقال نظراً لشبكة العلاقات الواسعة التي امتلكها بسبب نشاطه الاجتماعي.
نقل الحلواجي لمبنى 13 في سجن جو، وزامل شخصيات بارزة مثل الحقوقي ناجي فتيل، الرياضي محمد ميرزا، النشطاء علي حاجي وهشام الصباغ، وأحد أبناء فخراوي، وكل هؤلاء لم يكونوا نزلاء عاديين بل نشطاء يقومون ببرامج وأنشطة داخل السجن لهم ولمن معهم في المبنى.
نظرت إدارة سجن جو لمبنى 13 على أنه مبنى المحرضين، ومن بعد أحداث سجن جو 2015، عملت بشكل مستمر على نقل الشخصيات البارزة في هذا المبنى، من مبنى لآخر.
استغل الحلواجي تلك الفرصة في التعرف على المزيد من السجناء والمعتقلين، ومواصلة نشاطه بشكل مكثف أكثر من السابق، وصار يطلق عليه كثيرون لقب "الأب خليل الحلواجي" للحب الكبير الذي يطغى في تعامله مع المعتقلين.
لخليل الحلواجي تأثير كبير على المعتقلين طوال فترة اعتقاله التي امتدت لسبعة أعوام و5 أشهر، وأكثر قضيتين بارزتين أثر فيها على زملائه كانت المتعلقة بترك التدخين، أو فيما يتعلق بنظافة المكان والمرافق التي يستخدمها السجناء، وهو ما كان ينعكس على نفسية المعتقلين وصحتهم أيضاً.
صفة أخرى لازمت الحلواجي هي عناده ووقوفه لمواجهة شرطة السجن في أكثر من موقف، أبرزها أثناء قيامهم بالتفتيش في وقت متأخر من الليل، والتعامل القاسي مع المعتقلين.
لم يكن الأستاذ خليل يحتمل التعامل القاسي المتعمد، وكان يحاججهم ويرد عليهم، ونظارته التي انكسرت أكثر من مرة أثناء التفتيشات الليلية المفاجئة، خير دليل على ذلك.
دخل خليل الحلواجي السجن بروح الباحث عن تغيير الناس إلى الأفضل، رأي نقصاً في البرامج والفعاليات الخاصة بالسجناء، لم يتوانى من التواصل مع إدارة السجن وتقديم برنامج متكامل يعود بالنفع عليهم وفق رؤيته، وقد أبدت إدارة السجن إعجابها بمقترحاته، وكان في حالات أخرى يعبر عن تحفظه أو معارضته لما هو غير مقتنع فيه، وترجم ذلك في تأخره الخروج من السجن وفق قانون العقوبات البديلة.
كانت إدارة السجن تحاول إقناعه بالتوقيع على أوراق الخروج، لكنه دخل في حوار معهم لمعرفة طبيعة الأعمال التي ستوكل إليه في حال خروجه من السجن، وبالفعل بعد مضي بضعة أيام، أخبرته إدارة السجن بأنه سيعمل في وظيفة من 3 وظائف نظراً لوضعه الصحي وكبر سنه، وعلى إثر ذلك وافق على الخروج من السجن بالعقوبات البديلة لقضاء ما تبقى من محكوميته البالغة 10 أعوام.
يرى خليل الحلواجي أنه أدى رسالته مسجوناً، وعلى الرغم من خروجه وفق قانون العقوبات البديلة، لكنه بالتأكيد سيواصل أداء رسالته في مجتمع وبين أحبته، بنفس الروحية التي دخل بها إلى السجن.