لماذا علينا أن نقلق على حياة أحمد جعفر؟
2022-01-26 - 4:44 م
مرآة البحرين (خاص): جميع المؤشرات تدعو للقلق على حياة أحمد جعفر (49 عاما) بعد أن تسلمته البحرين من صربيا، ولا شيء يدعو للاطمئنان حتى أن يلتقي بأهله ويحضر محامي جلسات التحقيق معه.
إن أكثر ما يبعث على القلق هو الدور الذي لعبته الإمارات في عملية اعتقال الرجل الذي وصل لصربيا في رحلة لجوء إلى أوروبا.
وأصدرت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان أمرًا قضائيًا ينص على ضرورة تأجيل التسليم إلى ما بعد 25 فبراير لإتاحة الوقت للسلطات الصربية لتقديم مزيد من المعلومات إلى المحكمة.
كما طلبت المحكمة المزيد من الأدلة من السلطات الصربية حول القضية وحذرت من أن عدم الامتثال يعني أن صربيا تخاطر بخرق الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، إلا أن صربيا لم تستجب للتحذيرات.
ويبدو أن الشرطة الدولية التي يترأسها الإماراتي الضابط أحمد الريسي لعبت دورا هاما في التعجيل بترحيل أحمد جعفر للبحرين.
وكان معارضون إماراتيون اتهموا الريسي بالتعذيب أثناء إشرافه على السجون الإماراتية، وحذروا من أن رئاسته للإنتربول قد تشجع الأنظمة الاستبدادية على إساءة استخدام منظمة الإنتربول للقبض على المعارضين في الخارج.
وقد قال محامو أحمد أن قاضيا في بلغراد أبلغ السلطات الصربية والانتربول بالحكم يوم الأحد الماضي، قبل أن تقوم طائرة خاصة في ساعة مبكرة من صباح الاثنين بنقله للبحرين.
وتبين بموجب معلومات نشرتها صحيفة الغارديان البريطانية أن الطائرة مستأجرة وتابعة لشركة رويال جيت، وهي شركة طيران إماراتية خاصة يرأسها أحد أفراد الأسرة الحاكمة في أبو ظبي.
وكانت واحدة من الاتهامات التي وجهت لأحمد هو ضلوعه في الانفجار الذي أدى إلى مقتل ضابط إماراتي مارس 2014.
وبعيدًا عن الدور الإماراتي، فإن نقل أحمد جعفر إلى سجن الحوض الجاف أمر يبعث، هو الآخر، على القلق على سلامته، لكون السجن واحدا من مراكز التوقيف وليس مخصصا لقضاء الأحكام.
فعدم نقل أحمد جعفر إلى سجن جو لقضاء عقوبة السجن التي أصدرتها بحقه محاكم بحرينية غيابيًّا، يعني أنه سيتعرض للمزيد من الاستجواب في مبنى المباحث (التحقيقات الجنائية) سيء الصيت.
وكانت عائلته قد تلقت اتصالا أمس الثلاثاء من وزارة الداخلية يطلب منها تسلم متعلقاته، وتم إبلاغ العائلة بأنه سينقل إلى سجن التوقيف في الحوض الجاف إلى حين استكمال الإجراءات.
ولم تشر الجهات المعنية إلى الإجراءات التي يستوجب عليها استكمالها قبل نقله لقضاء أحكامه.
ويعتبر مبنى المباحث الجنائية أحد مراكز التعذيب في البحرين، وسبق أن كشف علي الشويخ الذي تم ترحيله من هولندا للبحرين (20 أكتوبر 2018) عن تعرضه لتعذيب قاس قبل أن يتم إجباره على التوقيع على إفادات مختلقة.
إن الدور الإماراتي في تسليم أحمد جعفر واستمرار التحقيق معه في مبنى المباحث سيء الصيت، أمور تدعو للقلق على حياته ومصيره، فهو اليوم في يد جهاز وحشي متورط بالتعذيب وكان يلاحق أحمد جعفر لسنوات وهو الآن في أيدي ضباطه.
إنه من دون تمكين عائلته أحمد من رؤيته سريعا وحضور محامي جلسات التحقيق معه، فإنه يمكن القول إن مصيره في خطر.