ورطة ولي العهد... مصابو كورونا قبل أن يقضوا نحبهم في المستشفيات البحرينية: لا نستطيع التنفس!
2021-06-02 - 10:13 م
مرآة البحرين (خاص): "لم يحضروا لنا أكسجين... أكاد أموت... أخرجوني من هنا بسرعة"... شهقة الموت كانت بادية في صوت الراحل ع.م. وهو يرسل استغاثته الصوتية الأخيرة لعائلته من غرفة العناية المركّزة.
لم يستطع أحد أن يخرج الرجل ولا أن ينقذه لأنّه مسلوب الحرية تماما كالسجين، هو في ذمّة النظام فقط حتى يتوفّاه الموت! في الرسالة الصوتية التي تم التحقق منها، يقدم الرجل البحريني شهادته على انهيار المنظومة الصحية في البحرين قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة!
لم يسع الوقت مواطنا بحرينيا آخر توفي في ذات اليوم ودفن في ذات المقبرة أن يقدم شهادة صوتية! لكن وفاته في حد ذاتها شاهد على هذه المأساة التي تبذل الدولة كل جهودها لإنكارها تماما! كان الرجل محجورا في منزله بعد إصابته بالوباء ليتعرّض بعد أيام إلى ضيق شديد في التنفّس فجأة، يُستدعى الإسعاف له فلا يحضر إلا بعد 3 ساعات، ليقضي نحبه هكذا بلا مقدّمات!
تتوالى الشكاوى عبر مقاطع الفيديو والتسجيلات الصوتية من المرضى في غرف العناية المركّزة، ومن مداخل الطوارئ: لا أسرّة، لا أسطوانات أكسجين، لا سيارات إسعاف، ولا كوادر طبّية كافية! لكن الرد الحكومي بين الجهات العديدة جدا التي تدير الملف الصحّي يأتي موحّدا: غير صحيح... كل شيء تحت السيطرة... قدّمنا لهم علاجا متناسبا وفقا للبروتوكولات... واستقوا المعلومات من مصادرها!
وبينما يواري الناس أحبّتهم دون وداع، تشن الدولة حملة إعلامية منظّمة لتقمع شكاواهم وتقسو على أحزانهم تحت شعار (إلا فريق البحرين).
أسطورة فريق البحرين
ستكره الدولة شهر مايو إلى الأبد، لأنّه فكّك أسطورة فريق البحرين وأوهام النجاح التي علّقها ولي العهد نياشين على صدره وتبختر بها طوال الفترة الماضية. أين ولي العهد أصلا؟ هرب خارج البحرين منذ أكثر من أسبوعين، ولم ير أي داع حتى اللحظة أن يقطع إجازته ويعود ليتحمّل مسئوليته عن كل هذه الكارثة! ولي العهد لا يحضر في مواضع الفشل، يغيب عن الصورة تماما لكي لا يلصق هذا الفشل به، سنراه فقط حين ينقشع الغمام (أيا كانت الخسائر) لتلقي المديح والثناء!
ما حدث في البحرين خلال النصف الأول من العام 2021 فضح زيف القيادة الحكيمة والإدارة المثالية لملف كورونا. كانت النجاحات كلها وهمية، وكان التخبّط قائد المرحلة. لا تخطيط، لا رؤية، ولا محاسبة.
فرضت الحكومة على عشرات الآلاف التطعيم بلقاح صيني قبل أن تعتمده أي جهة محايدة وقبل أن تنشر النتائج النهائية لتجاربه السريرية. واليوم يطلب من هؤلاء أخذ جرعة محفّزة، ويمنعون من دخول السعودية التي لا تعترف بلقاحهم فيما تشير معلومات متفرقة بأن عددا كبيرا من الوفيات والإصابات بين المتطّعمين تركزت فيمن تلقى اللقاح الصيني.
يظن ولي العهد نفسه قائدا ذكيا وملهما. لحث الناس على التطعيم يخطط لمنع غير المتطعّمين من دخول المطاعم والمقاهي ومحال الألعاب ودور السينما. مع حلول العيد يفتح البلاد على مصراعيها (حتى مع ملاحظته اطّراد الإصابات والوفيّات منذ نهاية شهر رمضان المبارك)، ثم يصطدم بالكارثة. يرفض الاعتراف بها أولا، ثم يرضخ للواقع ويتراجع ويبدّل القرارات تدريجيا ليعود بالبلاد إلى نقطة الصفر: ذات الإجراءات التي فرضت قبل عام كامل.
لماذا لم تر هذه الخطّة الذكيّة ما حدث قادما، لماذا لم تحسب له حسابا في موازين الطاقة الاستيعابية والموارد؟ لماذا انتظرت حتى الانفجار العظيم وضحّت بكل هذه الأرواح وحوّلت خطط إنعاش الاقتصاد إلى موت وشيك؟
عشرات السلالات المتحوّرة في البحرين... من أين مصدرها؟
البحرين التي باتت على القائمة الحمراء (الدول عالية الخطورة) لدى فرنسا وسويسرا وغيرها، بسبب "المخاوف من زيادة قابلية الفيروس على الانتشار أو التقليل من فعالية التطعيم"، باتت هي من يصدّر الوباء، إلى دول مثل باكستان على سبيل المثال!
التجمّعات العائلية التي يختزل "فريق البحرين" تحليله لأسباب تفشّي هذا المصاب العظيم فينا، لم تكن "المصدر" في وصول المتحوّر الهندي ولا عشرات السلالات المختلفة التي وصلت البحرين (150 سلالة جينية بحسب ورقة علمية منشورة). المصدر هو المطار، هو عشرات الدول التي تتّخذ من البحرين معبرا ومحجرا!
كيف لا توجد علاقة بين استمرار استقبال المسافرين من الهند وبنجلاديش (ثم تخفيفه لمن يمتلكون إقامة قبل أسبوع فقط) وبين هذه الكارثة في الإصابات رغم حملة التطعيم الواسعة؟ لماذا لم نر ذات الطفرة في دول الخليج الأخرى والكثير من دول العالم التي أغلقت أبوابها أمام الهند؟ ولماذا البحرين هي البلد الوحيد في العالم الذي تتناسب فيه معدّلات التطعيم عكسيا مع أعداد الإصابات؟!!
ولي العهد يبحث عن لقاح ضد المساءلة
لماذا يموت أبناء شعبنا دون أن نعلم كيف يموتون، ودون أن يكون لنا حيلة أو رأي أو صوت لإنقاذهم؟ لماذا نظل عاجزين وبلا حرّية ولا حق في المشاركة باتخاذ القرار الأصلح لحماية أرواحنا وبلدنا؟ لماذا ينهار نظامنا الصحي دون أن نستطيع أن نحاسب أي شخص؟ ولماذا ندفع الضرائب ونعطي الحق للدولة في مصادرة حرياتنا وتقرير مصائرنا دون أن يكون لنا أي تمثيل في هذه الحكومة؟
إن مشاهد حفر القبور والجنائز الجماعية تقول لولي العهد بأنّه لن يكون هناك لقاح عن المساءلة، ولا لقاح عن المحاسبة، ولا حصانة بذريعة "النجاح"، القرار ليس قرارك أنت وحدك، والشعب هو من سيحاسبك لا العكس، حتى لو تأخّر يوم الحساب!