الرائد جاسم الملا... عندما يفقد الرجل شرف وعوده
2021-04-19 - 12:16 م
مرآة البحرين (خاص): لم يكن الرائد جاسم الملا بحجم كلمته ووعده الذي أعطاه مساء أمس الأول (السبت) لعوائل سجناء سياسيين. لم يكن ذلك مشرّفًا للبدلة العسكرية التي يلبسها.
لقد اعتصمت عدد من النساء أمام بوابة سجن جو المركزي السبت (17 أبريل/ نيسان 2021)، بعد تأكد خبر هجوم قوات أمنية على العنبر رقم 13 والاعتداء بالضرب العنيف على معتقلين كانوا يحتجون على سوء أوضاع السجن، الأمر الذي أدى إلى إصابة العشرات ونقلهم إلى أماكن غير معلومة.
لكن فور أن وصلت النساء أمام بوابات السجن، أحاطت بهم قوات أمنية ضخمة، لقد حاصرتهم بشكل استعراضي 24 سيارة (جِيب) شرطة، في كل (جيب) قوة من مكافحة الشعب يقودها أحد الضباط، إضافة إلى شاحنتين (كوستر) تحمل قوات أخرى للصدام والمواجهات، مع وجود فرقة من الشرطة النسائية.
نزل من إحدى السيارات ضابط برتبة رائد، أتى للأهالي مهدداً، قال لهم إن تجمعكم غير قانوني ويحق لنا استخدام القوة لتفريقكم.
انبرت له الناشطة الحقوقية ابتسام الصائغ وقالت له "كل الموجودات هنا نساء أتين للاطمئنان على أولادهن، لا يحتاج الأمر إلى استخدام القوة، المطلوب فقط أن يأتي أحد مسؤولي السجن لطمأنتهن والسماح لأبنائهن بالحصول على اتصالات مرئية، هذا كل ما في الأمر، لأن المعلومات التي وصلت للأهالي عن ضرب السجناء هي أخبار مخيفة ومقلقة".
رد الرائد جاسم الملا نافيًا، إذ قال "ما يقال وينشر في الإعلام كله كذب، لا يوجد شيء، لم يتم ضرب السجناء"، لكن أمام إصرار الأمهات والنساء، طلب الملّا منهنّ تسجيل أسماء أولادهن، والسجناء المطلوب الاطمئنان عليهم، تم تسجيل الأسماء، ووعد الرائد الملا النساء المعتصمات باتصال أبنائهن لهنّ في نفس الليلة وليس غدا.
غادرت النساء الاعتصام، وبعد 24 ساعة من الانتظار تبيّن أن جاسم الملا مجرد شخص لا يحمل قيمة لكلمته، ولا قيمة للبدلة التي يلبسها، والجهة التي يمثلها.
لقد خاطبته الحاجة مريم حسن سلمان وهي أم لثلاثة معتقلين، وسمع البحرينيون قولها "احنا مو جايين هني نحارب ولا جايين نسوي شي، جايين نتطمن على أولادنا بس"، لكنها للأسف لم تلق ما يُطمئن قلبها حتى اللحظة.
كتبت ابتسام الصائغ على منصة تويتر، تصف بإحباط ما حدث، قالت "الوعود سقطت أمام قرار المنع"، مضيفةً "كانت وعودًا لم يستطع تحقيقها مدير الأمن العام لمنطقة جو وهو مسؤول مركز شرطة الرفاع الرائد جاسم الملا، الذي التقى مع عوائل السجناء واخذ أسمائهم، ووعد بتمكينهم من الحصول على اتصال يطمئنهم من أبنائهم السجناء. لقد مضت 24 ساعة والعوائل مازالت تنتظر اتصالًا من أبنائها".
لليوم الثالث يعيش أهالي سجناء مباني 12 و 13 و14 في سجن جوّ، الخوف والقلق من تعرض أبنائهم للتعذيب، ومن بقائهم في هذا الوضع السيّء، لذا ذهب بعض الأهالي أمس الأحد 18 أبريل إلى المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان، وإلى الأمانة العامة للتظلمات، قدموا الشكاوى، لتكون المفاجأة هي صدور تصريح رسمي من المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان، تحمّل فيه مسؤولية ما حدث في عنابر 12 و 13 للسجناء!
للمرة المليون يثبت الواقع أن مثل هذه المؤسسات لم يؤسسها النظام إلا لغسل جرائمه، وتبييض صفحته، إذن لمن يشكو الأهالي، وإلى أين يذهبون؟