ملاحظات على تصريح وزارة الداخلية بشأن "وفاة السيد وحيد الدوسري رحمه الله"
2021-04-08 - 1:03 م
مرآة البحرين (خاص): يوم أمس الأربعاء 7 أبريل 2021، أكدت وزارة الداخلية ما قالته مرآة البحرين بخصوص وفاة رئيس جمعية الصيادين السابق وحيد الدوسري، وأنه توفيّ في منزله وليس بالسجن، وإن الحكم الصادر بحقه تم إيقاف تنفيذه، ولكن الوزارة ختمت تصريحها المقتضب بالقول "إنه يجب استقاء المعلومات من مصادرها الصحيحة وعدم الالتفات إلى أي شائعات مغرضة".
عن أي شائعات مغرضة تتحدث وزارة الداخلية وهي قد أكدت الموضوع فيما يخص وفاة وحيد الدوسري ومكان وفاته، ولكنها سكتت عن سبب إيقاف تنفيذ الحكم الصادر بسجنه خمس سنوات من قبل القضاء البحريني الذي تنتقده كل منظمات العالم الحر، لماذا تم إخراج وحيد الدوسري رحمه الله من السجن وإيقاف تنفيذ الحكم، هل بسبب تراجع القضاء عن إدانته؟، لا، بل بسبب إصابة هذا الإنسان بمرض نفسي.
الدوسري الذي ظلمه النظام لمجرد رغبة السلطة في إيجاد ملفات توتير مع قطر و"شعللة" الإعلام بقضايا ضد قطر.
كما أن بيان الداخلية صمت كقبر قديم، بخصوص المتهم الثاني في القضية وهو حسن العربي، الذي تم إخراجه من السجن وفق نظام العقوبات البديلة، بينما حرم آلاف آخرين قضوا أكثر من نصف مدة حكمهم دون أن يستفيدوا من هذا النظام القانوني الذي تستخدمه السلطات بمعاييرها لا بمعايير القانون والعدل.
ملاحظة أخرى، هذه أول مرة تتحدث وزارة الداخلية في تصريح رسمي باحترام عن أحد السجناء، تعبيرها "السيد وحيد الدوسري رحمه الله"، تعبير جميل، لكنه يخفي قلقها من غضب شارع الموالاة على ما تم فعله في رجل لم يعارض النظام يوماً، بل كان شخصاً ذا علاقات معروفة وعلنية مع الجهات الرسمية خصوصا رئيس الوزراء الراحل خليفة بن سلمان.
للتذكير، وزارة الداخلية قتلت داخل السجن الشهيد علي صقر بالضرب حتى الموت كما قال تقرير لجنة بسيوني، وكذلك الشهيد عبدالكريم فخراوي، والشهيد حسن جاسم، والشهيد زكريا العشيري. كلهم قتلوا داخل السجن في العام 2011.
كانت الداخلية تصدر البيانات بعد مقتل كل واحد منهم دون أن تذكر اسم أحد منهم، ودون أن تترحم على أحد منهم.
وعلى هذا المنوال فعلت أمس الأول بعد استشهاد المعتقل عباس مال الله داخل السجن، فقد صدر بيان للداخلية بشأن موته، سمّاه البيان "النزيل" ولم يذكر اسمه، لم يتم تعريفه بل جرى تحقيره إذ اكتفت الوزارة بوصف "نزيلا" وهي كلمة ملطّفة لمفردة سجين، لم تترحم عليه في البيان، لم تقل "رحمه الله"، فالرحمة أمر عند الداخلية "لناس وناس" كما يقول المثل.
الرحمة مفردة لا تجري ألسنة ضباط الوزارة ولا توجد في كرّاسة التعليمات.
ملاحظة أخرى، هي إنّ الشهيد عباس مال الله، توفي في السجن وهو يعيش عامه الحادي عشر هناك على بُعد أربع سنين فقط من إكمال مدة الحكم (15 عامًا). قضى أكثر من نصف المدّة بكثير، لكن نظام العقوبات البديلة لم يشمله بحسب معايير وزارة الداخلية، لأنها معايير تمييز وإقصاء، معايير ظلم أكثر عُتمةً من قلب وزيرها ورئيس أمنها العام. لم يخرج الشهيد عباس مال الله حيًّا كما خرج حسن العربي، وإنما جثّة هامدة ليواروها تحت التراب كمدًا وحزنًا .
هذه هي الملاحظات على بيان وزارة الداخلية، وملاحظات أكثر على الحكومة التي أشادت بهذه الوزارة في جلستها الأخيرة يوم الاثنين.
من بين سطور بيان وزارة الداخلية يمكن قول الكثير الكثير، كما قال شكسبير في مسرحية هاملت "ثمة شيء عفن في الدنمارك"، نعم هناك عفن، بل أكثر من عفن.
في الختام، نشير إلى معلومات إضافية وردت لمرآة البحرين، بأن السيد وحيد الدوسري رحمه الله، توفي في منزله وهو لا يزال مريضاً نفسيًا بسبب معاناته في سجون البحرين. مات بعد إصابته بسكتة قلبية، وقد تأخر الإسعاف في الوصول لمنزله، وهذه حكاية أخرى تتكرر منذ أن أصبح الإسعاف تابعا لوزارة الداخلية التي سجنته وحوّلته لشخص آخر، مريض، منهك، لم يعش طويلاً ومات بسبب الظلم.