سؤال المصالحة المرتقبة مع قطر: ماذا عن الشيخ علي سلمان؟
2020-12-07 - 12:27 ص
مرآة البحرين (خاص): الآن مع اقتراب توقيع المصالحة بين قطر والدول الخليجية المقاطعة لها، خصوصا السعودية، تندرج قضية محاكمة زعيم المعارضة البحرينية كواحدة من أبرز القضايا التي تلت قرار هذه الدول قطع علاقاتها مع قطر واتخاذ عدة إجراءات بحقها.
اتهمت السلطات البحرينية زعيم المعارضة الشيخ علي سلمان مع شخصيات مقربة منه بالتخابر مع قطر ضد مصالح البلاد، ورغم تبرئتهم في المحاكمة الأولى إلا أنّ محكمة الاستئناف قضت بسجن الشيخ علي بالسجن المؤبد.
هناك وثيقة جاءت ضمن الوثائق المسربة المعروفة بوثائق بريد "هيلاري كلينتون"، الوثيقة عبارة عن رسالة بريد إلكتروني مرسلة في 14 مارس 2011، من وكيل وزارة الخارجية جيفري فيلتمان، ومن أهم ما يرد في هذه الوثيقة أن جيفري فيلتمان يؤكد تواجد حمد بن جاسم وسعود الفيصل في البحرين عشية دخول قوات درع الجزيرة إلى البحرين. وأن اتصالات الأخير مع الشيخ علي سلمان كانت بعلم ولي العهد والملك. وتؤكد الوثيقة التي ترجمتها مرآة البحرين، كذلك أن جمعية الوفاق كانت تناقش بعض التفاصيل بخصوص مبادرة ولي العهد.
وعلى رغم أن معظم الأخبار المتعلقة بالعام 2011 لم تعد متوافرة على وكالة الأنباء الرسمية البحرينية "بنا"؛ إلا أنه بالعودة إلى وكالة الأنباء الرسمية السعودية، نعثر فيها على خبر رسمي مفاده لقاء ملك البحرين في 14 مارس 2011، مع كل من وزيري الخارجية في السعودية قطر آنذاك وهما: سعود الفيصل، وحمد بن جاسم آل ثاني. وهو نفس اليوم الذي جرت فيه المكالمة بين حمد بن جاسم وبين الشيخ علي سلمان، وهي توضح سياق الحدث كما رواه الشيخ علي سلمان للمحكمة.
نائب رئيس جمعية الوفاق الشيخ حسين الديهي في العام 2018 كشف في خطاب له بمناسبة الذكرى السنوية لانطلاق حراك 14 فبراير، تفاصيل جديدة عن المبادرة القطرية في 2011، وأوضح أن وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم كان بمعية الملك حين اتصل بالشيخ علي سلمان.
زعيم المعارضة أثناء محاكمته، قال الحقيقة كاملة لهيئة المحكمة، وتلخّص ما قاله في أنّ "المكالمة التي استمعت إليها من الواضح أنها مبتسرة ومقاطع مختارة من مكالمة أشمل. هذه المكالمة تمت في 2011 بالتنسيق مع السيد (جيفري) فيلتمان، مساعد وزير الخارجية الأمريكي، وتمت بناءً على أن (رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري السابق) الشيخ حمد بن جاسم يتصل بصفته عضواً في وفد مجلس التعاون الذي زار البحرين في تلك الفترة للمساعدة في إيجاد حل للأزمة القائمة آنذاك. في وقت المكالمة لم تكن قطر في حالة عداء للبحرين وكان حمد بن جاسم عضواً في وفد رباعي لمجلس التعاون وكان من الطبيعي أن أتلقّى وأستجيب لهذه المكالمة منهم. إن هذه الوساطة والمكالمة مسبوقة وملحوقة بعلم جلالة الملك وولي العهد الذي كان على اتصال مباشر مع السيد فيلتمان في الوقت نفسه لمحاولة إيجاد حل للأزمة القائمة في 2011. هذه هي المكالمة الوحيدة التي تلقيتها من حمد بن جاسم ولم أتلقّ بعدها مكالمة أخرى ولا بعدها في حياتي ولم ألتقِ به ولا مرة واحدة".
سير الأحداث آنذاك، والوثيقة التي أرسلها فيلتمان لهيلاري كلينتون، وكذلك التطابق الواضح بين ما قاله الشيخ علي وما ورد في الوثيقة، وما صرح به حمد بن جاسم لاحقا، وكذلك كل الأخبار الرسمية المنشورة بشأن وجود وزير خارجية قطر في البحرين، تؤكد وجود تطابق تام بين مضمون الوثيقة وبين ما قاله زعيم المعارضة البحرينية أمام المحكمة وكل تسلسل الأحداث، إنّه سياق واضح جداً لبرائته، وأن تلك المحاكمة لم تكن سوى استثماراً سياسيا قامت به السلطات في البحرين لحدث قطع العلاقات مع قطر، ورغبة حلفائها الخليجيين في تصعيد الخلاف مع قطر لأقصى حد، ولو عبر تشكيل قضية ظالمة جدا بهذا الشكل ضد الشيخ علي سلمان.