هل شارك ولي العهد البحريني فعلا في تجارب لقاح كورونا؟
2020-09-17 - 6:57 م
مرآة البحرين (خاص): تستميت السلطات في البحرين منذ أكثر من شهر لاستكمال جولة التجارب السريرية على لقاح صيني لفيروس كورونا. عزوف الناس عن المشاركة تخوّفا من خطورتها أفشل مساعي الحكومة للوصول إلى 6 آلاف مشارك، طلبتهم منها حكومة الإمارات.
دفع ذلك قيادات حكومية للتطوّع وإعلان مشاركتها في التجارب لتشجيع الناس، لكن شكوكا كبيرة تحوم حول جدّية هذه الحملة التي تقدّمها ولي العهد البحريني نفسه.
وتنظّم هذه التجارب بتوجيه من دولة الإمارات التي تعتبر الشريك الأساسي للصين في تجريب هذه اللقاح.
وبعد ظهور صور لعدد من الوزراء وكبار المسئولين في وسائل الإعلام وهم يتلقّون على ما ادّعوا اللُقاح الصيني، تفاجأ الناس اليوم بمشاركة ولي العهد البحريني النائب الأوّل لرئيس الوزراء سلمان بن حمد آل خليفة، فيما قيل إنّه التجارب السريرية.
لكن الحدث بدا وكأنّه تغطية على الاندفاع الحكومي المتحمّس للاتّصالات بالمسئولين الإسرائيليين بعد توقيع اتّفاق لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني. صورة لإرباك وتشويش المشهد، ودفع الرأي العام الداخلي للاهتمام بالتصاعد الكبير في الإصابات بفيروس كورونا بدلا من وجود إسرائيل قريبا بيننا.
على صعيد الوباء، يواجه البحرينيون فعلا مشهدا خطيرا ومعقّدا. فقد تجاوز عدد الإصابات اليومية في البحرين نظيره في السعودية خلال الأيام الأخيرة في سابقة من نوعها منذ تفشّي الوباء نهاية فبراير/شباط 2020.
وبلغ عدد إصابات يوم أمس الأول الثلاثاء في البحرين 695 حالة بينما واصل العدد تراجعه في السعودية ليصل إلى 672، وفي حين سجّلت البحرين رقما قياسيا جديدا يوم أمس 16 سبتمبر/أيلول بـ 841 حالة، سجّلت السعودية في 13 سبتمبر/أيلول أدنى معدّل إصابات يومي منذ أبريل/نيسان بـ 601 حالة فقط.
ويزيد مجموع عدد الإصابات في السعودية عن 327 ألف حالة، وقد كان العدد اليومي يتراوح متوسّطه بين 3 و5 آلاف حالة يوميا، لكنّه ظل يتراجع منذ بداية يوليو/تموز.
أما في البحرين فقد كسر مجموع الإصابات حاجز الـ 60 ألف حالة سريعا، في غضون 17 يوما فقط منذ وصوله الـ 50 ألفا. ورغم تحسّن معدّل الإصابات بشكل ملحوظ خلال الشهرين الماضيين، لكنّه عاد للارتفاع بحدّة خلال الأسبوعين الماضيين، إذ تضاعف المتوسّط الأسبوعي تقريبا ووصل إلى 663 بعد أن كان عند 344.
وعزت المصادر الطبّية الارتفاع الحاد في الإصابات إلى التجمّعات الدينية والاجتماعية بالإضافة إلى سياسة إعادة افتتاح عدد من المنشآت في البلاد.
وكان لافتا أيضا ارتفاع نسبة الإصابات بين البحرينيين إلى 85% من مجمل إصابات الأسبوع الماضي، وناهز عدد الحالات بين البحرينيين الـ 4000 خلال الأسبوع الماضي فقط.
على الصعيد الدولي، باتت البحرين في المرتبة الثانية دون منازع في معدّل الإصابات بالنسبة لعدد السكّان على مستوى العالم، وبقيت قطر في المرتبة الأولى دائما.
خلال 15 يوما سجّلت البحرين 25 وفاة بالوباء، وحوالي 10 آلاف إصابة، في حين تضاعف مجموع الحالات القائمة بشكل درامي ليصل إلى أكثر من 6500 بعد أن كان حوالي 2700، ما دفع جهات اجتماعية وسياسية على رأسها جمعية الوفاق إلى بث دعوات تحذيرية للناس شدّدت فيها على أن الواجب الشرعي والإنساني يستدعي اتبّاع كافّة الإجراءات والاحترازات الصحّية.
على الصعيد ذاته أغلقت المآتم أبوابها ومنعت حضور الجماهير في المناسبات الدينية الأخيرة. وتقول المصادر الطبّية الرسمية أن الوباء ضرب هذه المرّة الفئة الأقل مناعة (كبار السن والأطفال) أكثر من أي وقت مضى.
على الرغم من كل هذه التفاصيل والأرقام والمشهد المعقّد، يهيمن على عقولنا ذات السؤال المحيّر: هل تطوّع ولي العهد فعلا في التجارب السريرية، أم أنّ ذلك أيضا إرضاء للإمارات، تماما كما دخل في التطبيع مع إسرائيل راضخا لأبوظبي؟ هل تلقّى سلمان بن حمد إبرة اللّقاح أم أنّها كانت إبرة مهدّئة!؟