مرآة البحرين (خاص): ركزت معظم الصحف العربية والخليجية الصادرة اليوم على تواصل السجال بين الحكومة المعارضة على خلفية تظاهرة يوم الجمعة، وآخر فصول هذا السجال تغريدات وزير الخارجية التي هاجم فيها المعارضة بينما ردت الاخيرة عليه بأن تصريحاته دليل على عدم قبول الآخر. وأشارت صحف أخرى الى موافقة الحكومة على 156 من توصيات مجلس حقوق الإنسان!

وقد نقلت "السفير" اللبنانية تغريدات لوزير الخارجية البحريني يقول فيها :«على الوفاق أن تحترم سلطة قوانين مملكة البحرين.. وإلا فلترِحنا وتذهب بطائفيتها وعنجهيتها إلى كوكب آخر». وأشارت إلى أن هذه التغريدة التي نشرها  وزير الخارجية على «تويتر» منذ عدة أيام، أثارت موجة واسعة من ردود الفعل في الشارع البحريني وحول العالم.

وقالت إن وزير الخارجية غرّد في أعقاب التظاهرة التي دعت لها الجمعيات السياسية الخمس المعارضة في العاصمة المنامة، ومنعتها وزارة الداخلية بحجة أنها تقع في منطقة تجارية وتعطل حياة الناس كما تعيق حركتهم وتتسبب في خسائر اقتصادية. وقال الشيخ خالد آل خليفة أيضاً «إن لم تحترم الوفاق القانون فلن يحترمها أحد.. ومخالفاتها المتكررة تضعها تحت طائلة القانون»، وهو ما ينبئ بإجراءات قد تتخذها الحكومة البحرينية ضد أكبر جمعية سياسية معارضة فيما تستعد للاستحقاق الحقوقي الأهم في جنيف منتصف الشهر الحالي.

وأشارت الصحيفة اللبنانية إلى أن "المعارضة أكدت في مؤتمر صحافي لها عدم مخالفتها للقانون وتمسكها به والدعوة لتطبيقه على الجميع، وأن الحكومة البحرينية وعلى لسان عدد من المسؤولين استمرت، في حملة إعلامية رسمية وشبة رسمية، في مهاجمة جمعية «الوفاق» بشكل خاص، مختصرة المعارضة فيها.

وأوردت السفير تصريحاً لنائب الأمين العام لجمعية العمل الديموقراطي (وعد) رضي الموسوي قال فيه «تسعى الحكومة البحرينية لوصم الحراك الشعبي في البحرين بصبغة طائفية وتسويف المطالب عبر اختصار الجمعيات المعارضة الخمس المتحالفة في جمعية الوفاق التي تؤمن قياداتها بولاية الفقيه، وتوجيه الاتهامات للوفاق بشكل خاص والتلويح بمقاضاتها، رغم أن الدعوة للتظاهرة كانت من قبل الجمعيات المتحالفة».

وأضاف الموسوي» من الغريب أن نرى (أبو الدبلوماسية) وزير الخارجية يلوح بإرسال مكون مهم من الشعب، وهو من أكبر الجمعيات السياسية المعارضة شعبية وحضورا في الشارع، إلى كوكب آخر، وما ذلك إلا دليل آخر على طريقة تفكير هذا النظام الذي لا يعترف بالرأي الآخر أو بالمعارضة».

كما اشارت صحيفة "السفير " إلى أن  وزير الخارجية البحريني يتواصل مع أكثر من 105 آلاف مغرد على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، ويُعرف بتغريداته المثيرة للجدل، والتي عادة ما تكون موضوعا للنقاش والتغريد وخصوصا في ما يتعلق بالشأن البحريني الداخلي والاحتجاجات التي انطلقت في البحرين شباط العام الماضي.

يُذكر أن حملة سخرية واسعة انطلقت على «هاشتاغ # كوكب آخر» بحق وزير الخارجية والحكومة البحرينية بسبب عدم تقبلهما الرأي الآخر والتفرد بالقرار السياسي.

الموافقة على توصيات مجلس حقوق الانسان

من ناحيتها قالت "الخليج" الاماراتية أن مملكة البحرين أرسلت ردها حول التوصيات المنبثقة من مجلس حقوق الانسان في دورته الماضية في شهر مايو/ أيار الماضي بصفة رسمية إلى أمانة مجلس حقوق الإنسان، ومن المقرر اعتماد التقرير يوم 19 سبتمبر/ أيلول الحالي .

وكشف وزير شؤون حقوق الإنسان في البحرين صلاح علي عن موافقة بلاده على 156 توصية من أصل ،176 موضحاً أنه تمت الموافقة بشكل كلي على 143 توصية والموافقة بشكل جزئي على 13 توصية وتحفظت على عدد من التوصيات كونها تتعارض مع تعليمات أحكام الشريعة الإسلامية أو مع أحكام الدستور أو لتدخلها في سيادة الدولة أو ذات طابع سياسي .

ونقلت وكالة أنباء البحرين عن الوزير قوله إن مملكة البحرين تخطو خطوات متسارعة نحو التأكيد على كفالة الحقوق الدستورية للمواطنين وصيانة الحقوق وذلك عبر تحديث المنظومة التشريعية وتطوير الممارسة الديمقراطية بما يكفل تحقيق العدالة الشاملة وسيادة القانون في دولة الحق والمؤسسات التي دعا لها ملك البحرين، وأكد علي أن البحرين ستكون ملزمة بمتابعة وتنفيذ هذه التوصيات خلال السنوات الأربع المقبلة وستقدم للمجلس في الدورة الثالثة لآلية الاستعراض الدوري الشامل بعد أربع سنوات أي في أواخر سنة 2016 ما تم اتخاذه بشأن التوصيات التي وافقت عليها في عملية تنفيذها وتحقيقها على أرض الواقع .

البحرين تدعو لمحاسبة "المسيئين" 

وفي خبر لها ، قالت "الخليج " أن البحرين استنكرت بشدة، أمس، الفيلم المسيء للرسول محمد عليه السلام الذي أنتج في الولايات المتحدة، ودعت لمحاسبة القائمين عليه . وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية البحرينية إن "مملكة البحرين استنكرت وبشدة عرض الفيلم المسيء لرسول الله محمد عليه الصلاة والسلام، باعتباره عملاً خارجاً عن مبادئ احترام الأديان وجميع تعاليم الشرائع السماوية والقيم الأخلاقية والإنسانية" .

ودعت المملكة منظمة التعاون الإسلامي وجميع الدول الإسلامية "للتصدي بحزم لمثل هذه التصرفات المثيرة للفتن واتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف إنتاج وعرض هذا الفيلم ومحاسبة القائمين عليه".