11 سبتمبر البحريني... ليلة الغدر بفلسطين
2020-09-12 - 5:37 ص
مرآة البحرين (خاص): لم يعد تاريخ 11 سبتمبر يعني بالنسبة للبحرينيين تاريخ الهجوم الإرهابي على الولايات المتحدة، منذ اليوم بات لـ 11 سبتمبر حدثاً آخر، تحدى مشاعر الشعب البحريني، وتمثل بإعلان تطبيع سلطات المنامة العلاقات الدبلوماسية مع تل أبيب برعاية واشنطن.
في تعليقه على إعلان التطبيع البحريني الإسرائيلي، قال مراسل شبكة سي إن إن الإخبارية في القدس أورن ليبرمان إن الخطوة لم تكن مفاجئة البتة، بل كان يتوقع الإسرائيليون أن يبدأ التطبيع الخليجي من بوابة المنامة التي لم تخف دعمها لإسرائيل واستقبلت الوفود الرسمية بشكل علني في مناسبات عدة، كما عارضت بشدة "إرهاب" المنظمات الفلسطينية وحزب الله اللبناني ضد إسرائيل.
كذلك لم يكن الأمر مفاجئاً بالنسبة للبحرينيين أيضاً، لقد مهدت البحرين لخطوات التطبيع منذ العام 2013، وكانت أول المرحبين للخطوة الإماراتية، وما التمنع الذي أبداه ملك البحرين لدى استقباله وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قبل أسبوعين ومستشار الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر قبل 10 أيام، إلا فرملة سعودية لتحسين بعض الشروط على ما يبدو.
حينها قال ملك البحرين إن بلاده تتبع السعودية في مثل هذه المواقف، وعليه فإن الخطوة اليوم لم تكن بحرينية خالصة، بل كانت بحرينية بضوء أخضر سعودي، ويتوقع أن تتبعها اتفاقات تطبيع خليجية في الفترة القصيرة المقبلة.
قبل 24 ساعة من إعلان التطبيع البحريني، قال جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأمريكي وصهره إن المجال الجوي السعودي والبحريني صار مفتوحاً أمام الطيران الإسرائيلي بشكل كامل، ولم يصدر أي نفي من الرياض أو المنامة، وهو ما يؤكد أن التطبيع أمر مفروغ منه، والمتبقي فقط مجرد إعلانات شكلية لإضفاء الطابع الرسمي على الأمر.
لكن حتى الآن لا أحد يعلم عن الفائدة السياسية التي جنتها البحرين من هذا التطبيع، هو تطبيع مجاني على ما يبدو على غرار التطبيع الإماراتي، هو هدية خليجية لترامب الذي يعاني من تراجع شعبيته وهو على أبواب انتخابات بعد 45 يوماً، كما أنه هدية مجانية لنتنياهو الذي يعاني من أزمة سياسية إثر ثلاث انتخابات متتالية غير حاسمة، وشبهات فساد ينظر فيها القضاء الإسرائيلي أثرت كثيراً على شعبيته.
على الصعيد الشعبي فإن هذا الاتفاق خلّف شعوراً لدى شعب البحرين بالغدر والخيانة للقضية الفلسطينية، وغضب شديد من تحدي السلطات لمشاعر الشعب الذي طالما كان وفياً للقضية الفلسطينية، وقد ترجمت هذه المشاعر بآلاف التغريدات التي كتبها بحرينيون تحت وسم "بحرينيون ضد التطبيع"، في إعلان صريح لرفض هذا الاتفاق المشؤوم.
يعلم الحكم في البحرين وتعلم إسرائيل أيضاً، أن التطبيع الرسمي لم ولن يعني في أي يوم من الأيام تطبيعاً على المستوى الشعبي، سيبقى شعب البحرين يرفض هذا الاتفاق ويعتبره غير شرعيا ولا يعنيه في أي حال من الأحوال، كما لن ير شعب البحرين في إسرائيل سوى سلطة احتلال عنصرية قاتلة للأبرياء ومغتصبة للأرض والمقدسات.