لعبة الكمامات.. ماذا يعني أن يستنفع جيش من أزمة تمرّ بها بلاده؟
2020-04-10 - 11:49 م
مرآة البحرين (خاص): ماذا يعني أن تدخل قوة دفاع البحرين (الجيش) السوق من خلال بيع منتجات مدنية تم استيرادها وسط إعفاءات جمركية خاصة للجيش؟ ماذا يعني أن يستحصل الجيش أموالا لن يقدم عليها إقرارات ضريبية في آخر العام؟.
إنه باب مفتوح للاستنفاع على حساب الناس وأزماتهم، وهو باب واسع للفساد والإثراء، ومنافسة القطاع الخاص دون قواعد عادلة.
إن ما حدث يوم الخميس 9 أبريل 2020، أمر غير طبيعي، وهو أنّ قوة دفاع البحرين بطريقة مواربة أمدت السوق بالكمامات الرديئة التي تم بيعها على المواطنين بسعر مرتفع.
وجهت قوة الدفاع الدعوة مباشرة إلى صيدليات معينة ومحلات تجارية كبرى لشراء الكمامات منها على اعتبارها طبية معتمدة، وتم بيعها على أصحاب الصيدليات والتجار بسعر 170 فلساً للحبّة الواحدة.
باعت قوة الدفاع المخزون القديم من الكمامات الرديئة التي لديها، إلى الصيدليات ثم إلى الناس الملزومة بالشراء تحت إجبار القرار الصارم.
إن دخول أي جيش لبيع المنتجات المدنية ليس أمراً هيّنا، فبالقرب منّا تشتكي مجتمعات عربية مثل مصر، من التغوّل الاقتصادي للجيش، ودخوله أسواق بيع السمك وأواني الطهو، ومقاولات البناء، وصناعة الأدوية، وصناعة وبيع أنواع عديدة من المنتجات، حتى بات رجال الأعمال هناك يشتكون من عدم إمكانية الحصول على فرص حقيقية، ويهرب بعضهم بأمواله للخارج.
للجيش مؤسسة استهلاكية خاصة به، وهذا قد يكون أمرًا مفهومًا، لكن غير المفهوم دخول الجيش في أنشطة اقتصادية كما هو الأمر مع إنشاء مجمع وادي السيل التجاري في منطقة الرفاع في 2016.
إن أيّ توسع في دخول المؤسسة العسكرية للسوق المدنية ستكون له بلا شك آثار سلبية على اقتصاد البلد، إذ لا توجد قدرة لدى شركات القطاع الخاص خصوصا في البلدان العربية، على المنافسة مع تمتع الجيش وأنشطته الاقتصادية بمزايا خاصة.
الجيش من أهم مؤسسات الدولة وله صلاحيات موسعة، وتحت يديه موارد مالية وبشرية كبيرة جدا. ثم إن الجيش ليست عليه ضرائب، كما أنه يتمتّع بإعفاءات جمركية على ما يستورده. ثم إنّ معايير الشفافية والإفصاح والرقابة تنعدم على مشروعات الجيش، ولا سلطة برلمانية عليه، عمليًّا هو خاضع للملك فقط.
سنتذكر أن وزارة التجارة والصناعة، هيّأت السوق للجيش ليكون المصدر الوحيد للكمامات التي يحتاجها الناس وقت الوباء، ثم تدخلت في وقت متأخر بعد أن تم البيع ونجحت الخطّة.
هذه اللعبة لم تكن نظيفة أبدًا، استنفاع بأزمة إنسانية تمرّ بها البلد، سيتذكر الناس ذلك.