التعليق السياسي: من المسؤول عن ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا بين البحرينيين العالقين في إيران إلى هذا الحدّ؟
2020-03-11 - 11:19 م
مرآة البحرين (خاص): ماذا يعني أن يصل عدد المصابين بفيروس كورونا إلى 77 حالة من أصل 165 عائداً من إيران؟ أي ما يقارب نصف العائدين إلى البحرين ضمن الدفعة الأولى في خطة الإجلاء؟ وهو عدد مقلق جداً، وربما لم يكن متوقعاً على الإطلاق.
وماذا يعني أن تقرر البحرين، بعد ظهور هذه النتائج، تأجيل رحلات إجلاء باقي البحرينيين من إيران حتى إشعار آخر؟
هل كان سيصل عدد المصابين إلى هذا العدد، لو أن البحرين كما باقي الدول، سارعت بإجلاء رعاياها، بمجرد الإعلان عن انتشار المرض في إيران قبل أسبوعين من الآن؟
المؤكد، أنه لم يكن العدد ليصل إلى هذا الحد لو أنها فعلت، فمن بين 8759 فحصاً شمل العائدين من إيران وغيرها من الدول المصابة والمخالطين خلال شهري يناير وفبراير الماضي، لم يتجاوز عدد الحالات المصابة حتى اليوم غير 82 منهم 6 مخالطين، أي أن عدد المصابين العائدين من إيران وغيرها لا يتجاوز 76 فقط.
ولو أن الدولة سارعت بإجلاء رعاياها فوراً منذ الإعلان عن انتشار الفايروس في إيران، وفور تعليقها للرحلات للدول المصابة وقامت بفحصهم وعزلهم بالطريقة المناسبة لكان مؤكداً أن أعداد المصابين لم يكن ليصل إلى هذه النسبة الكارثية (77 من أصل 165).
مماطلة الدولة وتأخرها في إرجاع العالقين وبقاؤهم في وضع مربك ومقلق وغير صحي لمدة تجاوزت أسبوعين واختلاطهم ببعضهم بعضًا هو السبب الأول والأكبر لتزايد حالات الإصابة بالشكل الذي صدم البحرينيين جميعاً اليوم. الجميع يعلم أن انتشار هذا الفيروس تكفيه المخالطة لينتشر كما النار في الهشيم.
بعد عودة الدفعة الأولى وما حملته من صدمة الأعداد المصابة، يمكننا أن نتوقع أن نصف عدد العالقين في إيران مصابين، وأنه إذا لم يتم تدارك الأمر بأسرع وقت ممكن، فإن الجميع سيكون معرضاً للإصابة والموت خاصة بعد ثلاث حالات وفاة بين البحرينيين.
لكن البحرين بدلاً من تسريع تحركها لتدارك ما يمكن تداركه، وإصلاح ما أفسده تأخيرها ومماطلتها، تقوم بتأجيل رحلات إجلاء باقي البحرينيين من إيران حتى إشعار آخر!