اختراق الكريسماس في بابكو: أكثر من 2000 جهاز كمبيوتر مدمّر.. داتا الشركة شفّرها الهاكرز والخسائر بالملايين
2020-01-13 - 11:59 ص
مرآة البحرين (خاص) : في يوم الجمعة (10 يناير/ كانون الثاني 2020) نشرت صحيفة "أخبار الخليج" الحكومية المانشيت التالي: «هجوم إلكتروني إيراني فاشل على شركة نفط البحرين (بابكو)». بينما ذكر موقع إلكتروني متخصص في تكنولوجيا المعلومات أن هجوما سيرانيًا أثر على شبكة الشركة النفطية.
وزير النفط محمد بن خليفة آل خليفة نفى في تصريح الأحد (12 يناير/ كانون الثاني 2020) نفى فيه حصول أي هجمات من جهات خارجية تستهدف أنظمة الشركة، قائلا إنه "كان مجرد خلل تقني" بحسب ما نقلت عنه صحيفة "الوطن".
الحقيقة هي أن وزير النفط لم يقل الحقيقة، إذ أن الضرر الذي تعرضت له (بابكو) كان جسيما.
وبالعودة إلى تصريح الوزير فإنّه قال ما نصّه إنّ «أنظمة شركة نفط البحرين (بابكو) الأساسية لم تتعرض لهجمات إلكترونية خارجية، بل خلل تقني داخلي تم التعامل معه في وقتٍ قياسي».
وأوضح بأن «الأنظمة الأساسية للشركة لم تتضرر أبداً، فقط بعض أجهزة الحاسوب، حيث قامت شركة بابكو بتطبيق أنظمتها ولم تتأثر عمليات الشركة بأي شيء».
مصدر مطلع من الشركة تحدث إلى (مرآة البحرين) قائلا إنّ «الاختراق الإلكتروني لشركة بابكو حقيقي بل كان مدمّراً وسب أضرارا فادحة» لافتا إلى أن «الشركة اضطرت إلى استبدال أكثر من 2000 جهاز كمبيوتر، بعد أن تم إطفاء أغلب أجهزة الشركة خصوصاً قسم التكرير لمدة أسبوعين».
وأضاف «قامت الحكومة بمراسلة شركة تقنية عالمية بخصوص المشكلة، وتم إرسال خمسة خبراء على مستوى عال جدا للبحرين لحل المشكلة، وحين وصل الخبراء رأوا أن المخترقين عاثوا في الشركة وأنظمتها وأن لا بد من إجراءات جذرية أولها كان استبدال أكثر من 2000 جهاز كمبيوتر ثبت لدى الخبراء اختراقها، والإتيان بأكثر من ألفي جهاز كمبيوتر جديد».
يتابع المصدر «اكتشف الخبراء أن كل بيانات الشركة تم السيطرة عليها من قبل المخترقين ومن ثم تشفيرها لكي لا يستطيع أحد الولوج لها» مؤكدا «بدون مبالغة فإن أكثر من 95 في المئة من أجهزة الكمبيوتر كانت معطلة ومتضررة خصوصا في قسم التكرير وهو أحد أهم أقسام شركة بابكو على الإطلاق».
وقال «الهجوم الإلكتروني بدأ تقريبًا يوم عيد الميلاد (الكريسماس) 25 ديسمبر/ كانون الأول وتواصل حتى الأسبوع الماضي، كان الجميع عاجزاً تماماً أمام الهاكرز المخترقين، بدأت الشركة في تبديل بعض الأجهزة لكنهم اكتشفوا لاحقاً أنّ الضرر كبير جدًا لا يسع إصلاحه، وأن الخسائر بسبب توقف الأجهزة كانت تكبر كل يوم، خصوصاً في إدارتي التكرير والانتاج وبدون مبالغة فإن الخسائر بالملايين».
يشدد المصدر «الآن كل الشبكة الداخلية للشركة ستتم إعادة هندستها من جديد. من سخرية القدر أن الوزير لا زال على كرسيه بعد هذه المصيبة التي حلت بالشركة التي تعتبر أهم شركة في الاقتصاد البحريني».
يشار إلى أنّ هذا الهجوم ليس الأول من نوعه الذي يستهدف مؤسسات حساسة اقتصادية أو أمنية في البحرين، ففي شهر أغسطس/ آب من العام الماضي نشرت صحيفة وول ستريت جورنال تقريراً خاصاً قامت (مرآة البحرين) بترجمته، كشفت فيه عن اختراق الهاكرز لعدة شبكات إلكترونية، أولها شبكة جهاز الأمن الوطني، وشبكة شركة ألمنيوم البحرين ألبا، ومكتب النائب الأول لرئيس الوزراء ولي العهد، وكذلك اختراق هيئة الكهرباء والماء.
يبدو من الصعب جداً توقع حدوث محاسبة لوزير النفط من قبل الملك، إذ أن وزير النفط البالغ من العمر 47 عامًا هو نجل القائد العام للجيش البحرين خليفة بن أحمد آل خليفة، وعمّه هو وزير الديوان الملكي خالد بن أحمد، لذا فمن المستحيل قيام الغرفة المنتخبة في البرلمان البحريني بمساءلة الوزير، إذ تبدو السلطة التشريعية في البحرين في أضعف حالاتها، وهي غائبة عن مناقشة القضايا الهامة في البلاد مثل الأزمة السياسية الممتدة من 2011، وأوضاع المعتقلين السياسيين خصوصاً المحكومين بالإعدام.