بحفل افتتاح خاوي وكلمة باهتة للملك عاد مجلسا الشورى والنواب... لكن من سأل عنهما أصلاً؟
2019-10-15 - 11:15 م
مرآة البحرين (خاص): حضر ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة افتتاح دور الانعقاد الثاني للبرلمان بعرضٍ يشبه ما يعُرض في المسلسلات التلفزيونية حول طرق وصول مواكب ملوك العصور القديمة في أوروبا. تتقدم الخيول والفرسان حاملو الرايات، أصوات الحوافر، ثم في المنتصف مركبة الملك وخلفها مراكب أخرى للحماية ولعلية القوم، وفي الانتظار تقف الصفوف لاستقبال الملك. استعراض لا معنى له وليس مستمداً من أيّ تراث أو تاريخ محلّي.
حفل باهت، هو ما يمكن أن يوصف به افتتاح دور الانعقاد الثاني للبرلمان الذي غاب عن العمل لمدة خمسة أشهر عن العمل دون أن يشعر به أحد. وحتى عند متابعة مواقع التواصل الاجتماعي فقد غاب التفاعل الشعبي نهائيًا، ولم يحدث أي نقاش حول عودة الحياة لمجلسي الشورى والنواب.
يعبر عدم الاكتراث الشعبي بعودة الحياة النيابية للعمل، عن يأس عميق من جدوى العملية السياسية في البلاد. فلقد بات الجميع يعرف أن البلاد يديرها الديوان الملكي بمعاونة الأجهزة العسكرية الباطشة، والباقي من المؤسسات والهيئات كلها تفاصيل وديكور لتمرير ما يريده الديوان وأجهزة الأمن.
كانت جلسة الافتتاح حفلة مدح بائسة لذات الملك وللقريبين منه. أما كلمة الملك التي استغرقت 13 دقيقة و45 ثانية فقد كانت منزوعة الروح وبعيدة تماماً عن أي هموم حقيقية أو معيشية كما لو أنه يعيش في وادٍ آخر. آخر بند في الكلمة كان الحديث عن السلطة التشريعية التي جاء لافتتاح دور انعقادها الثاني، كانت بضعة سطور مُعادة ومكررة من خطابات سابقة.
أما كلمة رئيسة مجلس النواب فوزية زينل، فلم تأخد سوى عشر دقائق، وكانت الكلمات الغالبة في خطابها هي كلمة: سيدي! الموجهة للملك، والباقي دعاء بحفظه، وبضع سطور إنشائية بعيدة عن واقع المواطنين في البلاد.
حصيلة مضحكة لمجلس النواب في دوره الأول، وهو المتوقع له في الدور الثاني. نحو 100 اقتراحاً برغبة قدم في الفصل الأول، تم رفع 46 منها للحكومة وهي مقترحات غير إلزامية؛ إذ يحق للحكومة الموافقة عليها أو رفضها.
غاب المجلسان (الشورى والنواب) ثم عادا، لم يشعر بهما أحد، ولم تصدر أية تصريحات ذات قيمة من أعضاء المجلسين، لقد بانت على وجوه كثير منهم آثار الاسترخاء في أطول إجازة في تاريخ المجلسين.
المجلسان اللذان مرّرا ضريبة القيمة المضافة، وفتحا خزينة أموال التأمين ضد التعطل للحكومة، هذان المجلسان حولتهما السلطة لمسرح عرائس متحرك، مضجر، غير مجدٍ، ويُدار عبر اتصالات تليفونية، مجلسان خاويان مثل كلمة الملك.