النائب البحريني عمّار سامي قمبر وقصّة ألف جمبزة وجمبزة
2019-10-14 - 11:38 م
مرآة البحرين (خاص): منذ سنة يعد النائب البحريني عمار سامي قمبر ناخبيه بإطلاق تطبيق هاتفي "أبلكيشن" يأخذ فيه آراءهم للتصويت على القضايا المطروحة أمام المجلس النيابي ويعمل ويدلي بصوته الفعلي بموجبها. وقد آن اليوم الذي وعد به الأوّل من دور الانعقاد الثاني: لاشيء!
الوعد يتلوه الوعد والتاريخ يتلوه التاريخ وهكذا يبدو أنّ النائب قمبر يريد أن يجعل من الأمر قصّة ألف ليلة وليلة. شهرزاد التي تعمد إلى تمطيط السرد ليلة بعد ليلة مخترعة الحكاية فالحكاية حتى لا تنتهي القصّة المشوّقة التي أدمنها شهريار الملك فيذبحها.
في أكتوبر/ تشرين الأول 2018 أطلق في إحدى جولاته الانتخابيه أولى وعوده الطويلة العريضة بشأن هذا التطبيق. لنستمع له:
"أنا عندي أبلكيشن راح ينزل حق التواصل. أفتح فيه حتى تشات أتكلم مع الكل. باچر فيه استبيان أو فيه سؤال في المجلس أطرح السؤال فيه تصويت يصير عليه من ناخبيني. يقولون لي نعم أو لا صوتهم هوه اللي يوصل المجلس مو صوتي. آنا ممثل للشعب".
فكان أن فعل العكس تماماً. فقد صوّت بـ"نعم" على جميع الأشياء التي (لا) يريدها من انتخبه مثل استقطاع 230 مليون دينار من صندوق التأمين ضد التعطل لتمويل برنامج التقاعد الاختياري.
رداً على تصميم نشرته "مرآة البحرين" في مارس/ آذار الماضي علق عند سؤاله بأنّ "التطبيق بعد شهرين". ثم انتهى دور الانعقاد الأول من دون أن يحقق هذا الوعد.
وفي يوليو/ تموز عاد كي يطلق وعداً جديداً لأوان إطلاق التطبيق الأسطوري رداً على تصميم آخر لـ"مرآة البحرين" بأن "الأبلكيشن بإذن الله راح يكون بجهازك إذا حملته مع أول يوم دور انعقاد (الثاني) وهو موعد إطلاقه كما اتفقت مع أهالي دائرتي".
وعاد وأكّد ذلك في لقاء مع صحيفة "الوطن" أغسطس/ آب الماضي "هناك تطبيق على الهاتف (ابلكيشن) سيطلق بداية دور الانعقاد الثاني كنت قد وعدت به في البرنامج الانتخابي".
وبدأ دور الانعقاد الثاني ولم يشمّ أحد رائحة التطبيق بعد. وهذه المرّة منح النائب قمبر وعداً آخر لناخبيه قائلاً "ترقبوا تطبيق النائب عمار قمبر في شهر نوفمبر 2019". فأبشر بطول سلامةٍ يا مربعُ!
بعد 5 أشهر راحة واستجمام في أطول عطلة نيابية يعرفها مجلس نوّاب في العالم ها نحن أمام وعد تمطيطي آخر لتنفيذ وعد بسيط كان قد تبرّع بتنفيذه نائب في حملته. الأمر أشبه بما كانت تفعله شهرزاد لمليكها الباطش. إنها تشوقه لمعرفة نهاية القصة التي لم تكن تنهيها إلا بوعد في الليلة التالية حتى وصل عدد القصص التي روتها إلى ألف قصة وقصة.
اللافت في كل ذلك هو ما ذكره قمبر في مقابلته مع صحيفة "الوطن" بأنه "سيحتوي التطبيق على أخبار النائب والمجلس والدائرة، إلى جانب خدمات الصحة والإسكان والتعليم ومقترحات المواطنين". فالواضح أن البحرينيين موعودون بتطبيق إخباري ترويجيّ للعلاقات العامّة وليس تطبيقاً فعلياً لما وعد به أوّل مرّة: "باچر فيه استبيان أو فيه سؤال في المجلس أطرح السؤال في التطبيق تصويت يصير عليه من ناخبيني. يقولون لي نعم أو لا صوتهم هوه اللي يوصل المجلس مو صوتي. آنا ممثل للشعب".
يبدو أن فكرة النائب ممثل الشعب ما تزال بعيدة عنا بعد. قصّة "الأبلكيشن" ليست سوى ترنيمة في مسلسل من الخذلان طويل. مسلسل الجمبزة!