وقائع جديدة من اختطاف جامعة البحرين... حكاية الليبي عبدالله محمد سالم المزوغي
2019-09-03 - 10:15 ص
مرآة البحرين (خاص): حكاية أخرى من جامعة البحرين المكان الذى كان يجب أن تعدّ فيه الكوادر والكفاءات البحرينية، إلا أنه أصبح مكاناً لدفنها ووأدها حيّة.
بتنا نرى تمكين الغرباء بنسق سريع وربما لم يعد الأمر يقتصر كما، كشفه تقرير البندر على إقصاء الشيعة، بل ثمة ما يشي إلى القول بوجود توجه لإقصاء الكفاءات البحرينية من السنة والشيعة، وتمكين الغرباء والمجنسين الجدد بدلاً عن الاثنين.
عبدالله محمد سالم المزوغي، احفظوا هذا الاسم جيدًا، إنّه نموذج لتمكين الغرباء، دكتور ليبي تم التعاقد معه لتدريس مادة المحاسبة في كلية إدارة الأعمال، وكان أداؤه الأكاديمي كارثة على جميع المستويات، حتى الطلاب كانوا يستغربون كيف تم توظيف هذا الشخص لتعليمهم.
على عادة جامعة البحرين، يتم منح الطلبة فرصة لتقييم أساتذتهم، ولا يعرف وجه التحديد مدى التزام الجامعة بذلك التقييم. وبالفعل في العام الدراسي 2012-2013 تم تقييم عبدالله المزوغي من قبل طلبته في قسم المحاسبة بواقع 15 من عشرين، وأما على مستوى كلية إدارة الأعمال فتم تقييمه من قبل الطلبة بواقع 51 من 64، وكان خلاصة كل تقييم هو أن عبدالله المزوغي هو واحد من أسوأ أساتذة كلية إدارة الأعمال وقسم المحاسبة.
وفي الفصل الدراسي التالي كان تقييمه سيئًا أيضاً، فعلى مستوى قسم المحاسبة كان تقييمه 13 من 20، وعلى مستوى الكلية كان تقييمه 53 من 64.
ولأنه يفهم اللعبة ولديه صلات عميقة مع تيار إسلامي داخل البحرين كانت لا تزال وطأته بدعم من الديوان الملكي قوية 2011-2012، استطاع المزوغي الترقي بدل السقوط، وذلك بمساعدة مواطنه الأكاديمي الليبي سالم غميض أستاذ القانون (نشرت مرآة البحرين تقريراً موثّقا حول فساده).
شكّل المزوغي مع غميض ثنائيا قوياً، كان رئيس الجامعة كخيال المآتة أمامهما، فالتوجيهات تأتيه من خارج الجامعة وهو لا يستطيع سوى الاستجابة.
حين قويت شوكة غميض أصبح مستشاراً قانونياً لدى رئيس الجامعة، وكان صديقه المزوغي في وضع صعب بسبب أدائه الكارثي مهنيًا، لكنّ غميض استطاع التدخل مرة أخرى، وبقدرة قادر تمت ترقية عبدالله المزوغي الفاشل أكاديمياً ليكون مديرا لمكتب التدقيق الداخلي بالجامعة رغم أنه لم يتدرج للوصول إلى هذا المنصب الرفيع، كما أنّه لا توجد في عهدته أية شهادة احترافية تؤهله للوصول إلى هذا الكرسي.
صارت في عهدته أسرار الجامعة وأدق تفاصيلها، واستمر في منصبه حتى الآن رغم انكشاف تجاوزات صاحبه سالم غميض واكتشاف الجامعة لمخالفاته الكبيرة واحتياله وفساده.
اعترض ديوان الخدمة المدنية على تعيين المزوغي كمدير للتدقيق الداخلي، لكن إدارة الجامعة اعتبرت رفض ديوان الخدمة كأنه لم يصدر أساساً، واستمر المزوغي في عمله وقبض راتبه كمدير حتى هذه اللحظة. وفعلاً خرس أحمد الزايد رئيس ديوان الخدمة المدنية، وصَمِتَ صًمْتَ القبور على كل المخالفات والفضائح المستمرة.
قبل أشهر، طلب عبدالله المزوغي إجازة من الجامعة تمتد من 1 يونيو حتى 1 سبتمبر، ثلاثة أشهر كاملة أُعطيت له الموافقة لتكون إجازة براتب كامل مع العلاوات كاملة، وهو ما يعد مخالفة قانونية واضحة، ولمعرفة ماذا يعني الراتب الكامل للمزوغي وماذا تعني علاواته الكاملة، نعرض هنا أرقاما خاصة حصل عليها موقع "مرآة البحرين":
الراتب الشهري لعبدالله المزوغي هو: 2390 دينار شهرياً، أما العلاوات فـ 600 دينار شهرياً علاوة سكن، 500 دينار علاوة إدارية، و30 ديناراً علاوة تلفون، و100 دينار علاوة اجتماعية، المجموع 3620 دينار شهريا.. لكن ليست هذه النهاية فلا تزال هناك أرقام أهم بالانتظار.
لدى عبدالله المزوغي ولدان، ويتم إعطاؤه علاوة تدريس لولديه، لكل ابن 800 دينار للفصل الدراسي الواحد، مما يعني حصوله قبل كل فصل دراسي على مبلغ ألف و600 دينار لتدريس ولديه. ويتم إعطاء المزوغي مبلغ 20 دينارا شهرياً علاوة مواصلات. ويتم إعطاؤه تذاكر سفر مرّة في السنة له ولكل أفراد أسرته.
السؤال، هل أفاد الأكاديميون الأجانب الذين تفضّلهم الجامعة على المواطنين في رفع مستوى الجامعة؟ الأرقام تجيب، ففي 20 يونيو الماضي عرض أستاذ الاجتماع البحريني المقيم في السويد عبدالهادي خلف عبر حسابه على منصّة تويتر إحصائية من أحد المواقع المتخصصة بتقييم الجامعات في العالم، وتبيّن أنّ جامعة البحرين انخفض مستواها إلى المركز 801 بين جامعات العالم. وقال خلف «حسب المؤشر نفسه إن مستواها الآن أقل بمئة مركز عمّا كانت عليه في العام الماضي».
المؤلم إن عبدالله المزوغي هذا، تسبب وهو وصديقه سالم غميض، في فصل عدد من الأساتذة في كلية المعلمين ومنهم الدكتورة فاطمة محمد المالكي والتي بدورها رفعت قضية أمام القضاء، تبيّن أثناء التحقيق فيها أن سالم الغميض كان يتمتع بامتيازات الأجانب على الرغم من أنه كان يحمل الجنسية البحرينية.
قصة جديدة تضاف لعهد الملك الذي أقصى أهل البلاد ومكّن الغرباء، قصة تكشف كذبة تجنيس الكفاءات، وتكشف جانباً من عهد إقصاء المواطنين.