فرحة الهامبورجر في سجن جوّ ... حقائق يرويها الناشط علي مهنّا
2019-08-22 - 12:54 م
مرآة البحرين (خاص): سندويشة هامبورجر باردة مضى على إعدادها ساعات، سندويشة أقل من عادية، لكنها تدخل فرحة على قلوب أشخاص لا يتناولون إلا السيء من الطعام، مساء الخميس (ليلة الجمعة) هي ليلتهم المفضّلة، تلك الوجبة الباردة سبب فرحتهم .
الناشط علي مهنّا الذي أفرج عنه يوم 6 أغسطس الجاري، سرد حقائق في حسابه عبر الانستغرام عن الأوضاع في سجن جو المركزي سيء الصيت، حقائق نعرضها كما رواها مهنّا.
فرحة الهامبورجر
يقول مهنّا «يعتبر عشاء الخميس ليلة الجمعة هو العشاء المفضل والمميز لدى الكثير من أبنائنا في سجن جو، وتشعر بفرحتهم الكبيرة في هذه الليلة بالعشاء، فالبعض يتناول الوجبة بمجرّد وصولها لشدة حبهم لها.
الوجبة التي يتعامل معها وكأنها نازلة من السماء هي (سندويش همبورجر)، والتي لا تأتي إلا هذه الليلة فقط.
يختم بألم « واقع مؤلم ويجعلني أبكي كل ليلة جمعة».
حال الزنازن
يتساءل مهنّا «كيف يكون حال سجنائنا عندما يوضع 12 سجينا في زنزانة مخصصة إلى ستة سجناء فقط ولمدة 23 ساعة يوميا؟، كيف يكون حال سجنائنا عندما يصطف 12 سجينا في طابور للدخول إلى الحمّام الوحيد في الزنزانة؟ وماذا يفعل المريض في هذه الحالة؟، كيف يكون حال سجنائنا عندما يريدون الاستحمام والماء ضعيف أو مقطوع، ويكون باردا بالشتاء وحارا بالصيف؟
يضيف «كيف يكون حال سجنائنا عندما تنتشر الأمراض، وهم يعلمون أنهم سيصابون بالعدوى مهما اجتهدوا لتجنبها لأن الزنزانة سيئة التهوية وسهلة وسريعة انتقال المرض؟»
حال العلاج
يقول علي مهنّا «هل تعلمون أننا كنّا في السجن نضطر لعلاج أنفسنا بالكمادات أو نتحمّل المرض وألمه حتى نشفى لأن فرصة الذهاب للعيادة صعبة؟، هل تعلمون أن انتظارنا للدواء قد يستمر لأيام خصوصا عندما يكون يوم زيارتنا للعيادة إجازة أسبوعية أو رسمية وقد لا يجلب الدواء؟».
يردف «هل تعلمون أن الأمراض الناجمة عن سوء التغذية كالإسهال، أو سوء التهوية كالجرب قد يعالج منها عيّنة قليلة من السجناء رغم انتشار المرض؟».
الأجمل في السجن
لا يكتفي مهنّا برواية المصاعب والمعاناة، بل يروي ما رآه من جمال في تلك التجربة المرّة. يقول «رغم قسوة السجن لكنني رأيت أمورا جميلة فيه، منها «كم كان جميلا حين سمعت بعض السجناء يتكلمون بفخر وإعجاب بزوجاتهم لأنهن رفضن الطلاق رغم أحكام السجن الكبيرة بحقهم.
كم كان جميلا حين وجدت الإصرار من بعض السجناء على إتمام دراستهم رغم صعوبة الأمر مع ظروف السجن القاسية.
كم كان جميلا حين وجدت بين الكثير من السجناء التعاون والإيثار والتسامح والتسابق لخدمة الآخرين.
فلا نستهين بالبلاء فإنه يظهر الأجمل فينا مع اشتداده وطول بقائه».
وقد تعرض الناشط علي مهنّا للسجن أكثر من مرّة بسبب نشاطه السلميّ، كان آخرها السجن بسبب مشاركته في الاعتصام الذي أقيم أمام منزل آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم لمدة عام، وفضّته السلطات بعد أن قامت بهجوم أسفر عن سقوط خمسة شهداء كما اعتقلت السلطات نحو 300 من المشاركين في الاعتصام وأهالي منطقة الدراز.