رسالة من طالبات البحرين المتفوقات إلى د.كومبو بالي المقرر الخاص للتعليم في الأمم المتحدة
2019-08-21 - 3:57 ص
مرآة البحرين (خاص): في 24 يناير من هذا العام نشرت (مرآة البحرين) تقريراً موجهًا إلى منظمة اليونسكو تحت عنوان «هذه الأرقام المفزعة بين يدي اليونسكو في اليوم الدولي للتعليم». تحدث التقرير عن مأساة التمييز في الحصول على بعثات تعليمية في مملكة البحرين، للأسف، ها هي المأساة تتكرر الآن مجدداً.
في العام 2011 شارك البحرينيون في موجة الحراك الذي اجتاح العالم العربي للمطالبة بالديمقراطية، لم تصل هذه الموجة لمبتغاها، ومثل أيّ سلطة دكتاتورية قامت السلطات بعدة إجراءات عقابية للفئات الاجتماعية التي شاركت في هذا الحراك، وقد شملت حرمان طلبة متفوقين من أبناء فئة واسعة من المواطنين من الحصول على حقهم الطبيعي في بعثات للتعليم الجامعي تلبي ميولهم، رغم نَيلِ أكثرهم على نسب نجاح عالية تفوق 95٪.
وهناك إحصائيات موثقة ترصد هذا التمييز منذ العام 2011 حتى العام 2016. لقد تم تقليل عدد البعثات، وجعل أكثرها داخل البحرين لا خارجها، جرى حجب عدة بعثات تقدمها دول غربية صديقة، تم وضعها رهن موافقة ديوان الملك وتمّ إدارتها بأوامر مباشرة بعيداً عن الإعلام.
كذلك تؤخذ بعثات عديدة يتم منحها للبحرين من دول عربية وغير عربية، وتُعطى لجهات أخرى غير الديوان الملكي، مثل الجيش، ووزارة الداخلية، وديوان رئيس الوزراء، وديوان ولي العهد ليتم توزيعها على شكل عطايا وهبات لأبناء الأسر المقربة من الحكم.
الدكتورة كومبو بالي..
نعلم إن ملهمتك الأولى هي جدّتك عبر شخصيتها القوية المستقلّة، أصبحت بفضل إلهامها وزيرة للتعليم في بلادك (بوركينا فاسو) والآن صرت مقررة خاصة للتعليم لدى الأمم المتحدة. خلال الشهر الماضي كنت في قطر لدراسة حالات الطلبة القطريين الذين تضررت فرصهم في التعليم بسبب الحصار الذي فرضته بعض الدول الخليجية ومصر عليها.
نحن هنا بالقرب من قطر، في البحرين نقول لك إننا متضررون، فالنظام السياسي في بلادنا يفرض حصاراً على المتفوقين من الحصول على رغباتهم المُستحقّة في بعثات التعليم العالي.
سيدة كومبو بالي..
إن كانت أحلام جدّتك قد تحققت، فإن أحلام الجدات تموت في البحرين، إن السلطة عندنا تطمح في خلق أجيال ضائعة أخرى غير متعلمين وغير مطلعين على الأفكار والمعرفة الحديثة في العالم، وتسنّ قرارات تساهم في تقليل فرص المتفوقين في الحصول على التعليم العالي المميز، إنّها إجراءات يمكن عدّها عنفاً بروقراطيًا ضد المواطنين يتم تبينّه باسم القانون.
التعليم هو القاطرة التي تنقل أي شعب من مستوى الضعف إلى مستويات أكثر قوة وجودة، السلطة أصبحت تسعى دوماً لتدمير هذه القاطرة كي لا تنقل ركابها إلى محطة النضج والنهضة.
تعلمين أنّ التمييز ضد فئات معيّنة ومسّ حقّهم الكامل في الحصول على التعليم يُعتبر انتهاكاً لحقوق الإنسان. هذا ما يجري حالياً في بلادنا عبر منع مئات المتفوقات والمتفوقين من استحقاقاتهم الطبيعية، ولا يمكن لهؤلاء المظلومين من اللجوء لقضاء عادل لمقاضاة الجهات التي تمنعهم من الحصول على حقهّم، إن التمييز في التعليم صار واقعاً في بلادنا يتم تكريسه عاماً بعد عام.
نتمنى أن تتذكري أن هناك شابات كثيرات في البحرين يحملن مثل طموحك، ولهنّ جدّات مثل جدتك، لكن أحلامهنّ قيد التدمير بيد نظام يعتمد التمييز والإقصاء.
المتفوقون في البحرين يتطلعون لاهتمام خاص بملفّهم وقضاياهم، إنهم يتطلعون لموقف منك يناصر قضيتهم.