البحرينيون وكلب الشيخ
2019-07-04 - 12:38 م
مرآة البحرين (خاص): صار تجنُب إغضاب شيوخ العائلة الحاكمة في البحرين بصعوبة المشي في حقل ألغام، فكل ما تمر بجانبه ربما يكون لغماً ينفجر في وجه أحد الشيوخ لتستحق بعدها ما يصيبك من العقاب.
بعد أيام من رفعهم خطابا رسميا تضمن ما قالوا إنها تجاوزات وزير الصناعة والتجارة والسياحة زايد الزياني، اكتشف موظفون في هيئة السياحة أنهم أغضبوا ولي العهد شخصياً، الذي أمر الاثنين (1 يوليو/ تموز 2019) بتشكيل لجنة تحقيق في شبهة التشهير.
وترد معلومات عن حالة رعب كبيرة يعيشها الموقعون على هذه الرسالة. ويقول أحدهم «صاروا نادمين حيث لا ينفع الندم». لقد داسوا على طرف الوزير السوبر الذي يعرف الجميع أن الاقتراب منه يعني الاقتراب من ولي العهد.
أما المضحك في ظل هذا الرعب، فهو اختفاء صوت 25 نائباً برلمانيًا هددوا وتوعدوا باستجواب الزياني. إنهم صامتون كصمت القبور بينما يّراد تضييق الخناق على الشاكين على الزياني.
وليس بعيدا عن ذلك، تفاجأ البحرينيون بحالة غضب انتابت ناصر بن حمد النجل المدلل للملك عن عامله الخاص الوزير أيمن توفيق المؤيد. لقد توعّد ناصر صحيفة الأيام، التي يديرها نبيل الحمر مستشار والده الملك، فقط لأنها نشرت استطلاعا خلص إلى هبوط معدل رضا الأندية الوطنية عن أداء وزارة الشباب.
بات النشر والشكوى أمر يستحق العقاب حتى في الدائرة المقرّبة من الشيوخ، من كبار موظفين أو ملّاك صحف، فكيف الحال بالمواطنين البحرينيين العاديين موالين أم معارضين.
لقد باتت دائرة حرية التعبير في البحرين أضيق من أي وقت قد مضى. وليس أدلّ على ذلك استدعاء الأجهزة الأمنية شخصيات خدمت السلطة طويلاً وساندتها في أبشع إجراءاتها بحق المعارضين، فقط لأنهم كتبوا آراءً لا تعجب أحدا ما في السلطة.
لقد فعل رئيس الوزراء خليفة بن سلمان هذا سابقاً، حينما أقام الدنيا ولم يقعدها عندما حاول نوّاب موالون التفتيش في أملاك الوكيل المساعد في ديوانه إبراهيم الدوسري.
وبثّت وزارة الداخلية كذلك جوّا من الرعب، عندما تلقى عدد كبير من المواطنين في البحرين (31 مايو/ أيار الماضي)، رسائل نصيّة قصيرة على هواتفهم المحمولة، تفيد بأنّ كل شخص يقوم بمتابعة الحسابات التي من شأنها إثارة الفتنة وانتقاد الحكومة على شبكات التواصل الاجتماعيّ، وموقع تويتر Twitter، سيكون معرضاً للمساءلة القانونية. وفي اليوم التالي، أعلنت وزارة الداخلية البحرينية أنّ «إعادة بث ما تنشره الحسابات التحريضية والمثيرة للفتنة أو تقديم الدعم والتأييد من خلال التعليقات المؤيدة لأصحاب هذه الحسابات وما تنشره من مواد مثيرة للفتنة يعرض الفرد للمساءلة القانونية».
يكتشف البحرينيون، اليوم، أن العائلة الحاكمة صار صدرها أضيق من قبل، صارت لا تستوعب أيّ انتقاد حتى لفعّالية تحت رعاية أحدهم. صارت مشاريعهم وفعالياتهم وخيولهم وكلابهم خط أحمر.
صار البحرينيون يتهامسون بمثل قديم يعبّرون من خلاله عن خوفهم من انتقاد أيّ شيء، يقولون «كلب الشيخ.. شيخ».