ماذا قال رئيس رابطة الصحافة لِتَصِفهُ «الداخلية» بالمحرّض وتجرّم كتاباته؟
2019-05-22 - 12:48 م
مرآة البحرين (خاص): ماذا قال رئيس رابطة الصحافة البحرينية عادل مرزوق، لتنتفض وزارة الداخلية وتصدر بياناً يهاجمه شخصياً وتصفه بالشخص المحرّض، وتقول إنها ستتخذ بحقه إجراءات قانونية، بل إنها جرّمت تبادل ما يكتبه عبر حسابه على تويتر، وهي سابقة في منع تداول كتابات أحد الأشخاص بالاسم وبشكل محدد.
عادل مرزوق (43 عاما) ليس شخصية ذات مزاج سياسي حاد، وهو لا ينتمي لأي حزب سياسي، كما إنّه حاز مناصب هامة في الصحف البحرينية خصوصاً صحيفتيّ الوسط، والبلاد، قبل خروجه في العام 2011 من البحرين بعد فرض حالة الطوارئ (السلامة الوطنية).
توجّه إلى لندن لاجئًا سياسيًا، وعمل في قنوات إعلامية بينها قناة التلفزيون العربي، ويرأس الآن مركز دراسات البيت الخليجي، إضافة لكونه رئيسًا لرابطة الصحافة البحرينية التي أسسها في بريطانيا.
ويؤكد مرزوق في معرض ردّه على وزارة الداخلية أنّ سلسلة تغريدات كتبها في 19 مايو الجاري حول الخلافات بين دواوين الحكم واحتمالات ازاحة رئيس الوزراء خليفة بن سلمان من منصبه، هي ما أزعجت السلطات العليا في البلاد.
وبالعودة للتغريدات فقد قال مرزوق إن «خليفة بن سلمان رئيس الوزراء منذ الاستقلال 1971م يقف اليوم في موقف دقيق. ثمة من يقول أن أياما باتت تفصلنا عن تقديم استقالة حكومته مشفوعة بالاعتذار عن التكليف في سيناريو احتفالي، وثمة من يقول أن الرجل ثابت بدعم (أمير الكويت)الشيخ صباح، والملك سلمان خلاف رغبة إماراتية ملحة في استبداله».
وأكّد مرزوق أنّّه «منذ 2002 لم تكن العلاقة بين دواوين الحكم (الملك/مجلس الوزراء/ولي العهد) صحية. لم يكن الشيخ خليفة بن سلمان يتحكم بتسمية وزراء الدولة ولا ماليتها ولا قرارات الحكومة إلا فيما ندر». ويكشف قائلاً «لستُ الوحيد الذي سمع من رئيس الوزراء في مجلسه انتقاداته لسياسات التجنيس وغيرها في الدولة».
ويضيف «مواقف دقيقة وحساسة كان الشيخ خليفة بن سلمان يتحدث بوضوح وفي مجلسه عن رفضه سياسات الدولة وقراراتها. ليس سراً أنه تحدث أمام الأشهاد عن فضيحة البندر التي علق عليها سلبا، دون تسميتها. وللتاريخ، لطالما كان ولي العهد الأمير سلمان بن حمد من يتحمل بصمت عناء وتبعات هذه الخلافات».
ويتساءل مرزوق «هل شح الصلاحيات هو ما يقلق ويغضب الشيخ خليفة بن سلمان فقط؟»، ليجيب « لا. القريبون من الشأن السياسي يدركون أن ما يقلق الشيخ خليفة لا يقتصر على الانزعاج من شح الصلاحيات والتهميش. بل قناعته بأن أولاده وأحفاده سيتعرضون للتهميش والإقصاء بعد رحيله، وأن الدولة التي أسسها ستتنكر لهم».
ورأى«أن الصحافة تشن هجوماً شرساً على مجموعة نواب زاروا السيد عبدالله الغريفي (رجل المعارضة داخل البحرين ) بعد أن قام رئيس الوزراء شخصياً بزيارته. ويعتقد جلّ البحرينيين أن النواب والسيد الغريفي ليسو المقصودين بهذه الحملة؛ بل رئيس الوزراء شخصياً. لدينا أيضاً اتصال الشيخ خليفة بن سلمان بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد هو ما أثار حفيظة الديوان الملكي، تبع ذلك بيان على لسان أحد الوزراء بأن رئيس الوزراء لا يمثل سياسة الدولة!».
ويخلص إلى أنّ «الأمور حتى الآن لم تصل لما وصلت ليه قبل أعوام حين تدخل الديوان الملكي ببيان حازم لفض الخلاف بين ولي العهد ونجل رئيس الوزراء علي بن خليفة حول طيران الخليج والمطار.
الجديد هو أن مزاج أبوظبي والرياض قد تغير، أصبح عنيفاً ومتقلّبا».
وقالت وزارة الداخلية أمس الثلاثاء 21 مايو 2019، عبر إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية التي يترأسها بسام المعراج إن «حساب عادل مرزوق يتم إدارته من خارج البحرين ويستهدف بث روح الفتنة بين مكونات المجتمع البحريني وجار اتخاذ الإجراءات القانونية بشأنه وكل من يروج لرسائله المشبوهة».
بينما ردّ رئيس رابطة الصحافة عبر حسابه على منصة تويتر «السادة في وزارة الداخلية: حسابي مُعرف وأقيم في بريطانيا منذ 8 أعوام بعد حصولي على اللجوء السياسي كما تعلمون. تغريداتي حول الخلافات بين دواوين الحكم واحتمالات إزاحة الشيخ خليفة بن سلمان من منصبه عمل صحافي بحت وليس فيه أي اساءة أو تحريض».