بوكشمة: سنوات الحشيش
2019-02-17 - 12:30 ص
بقلم: بوكشمة
ارتبط الوجدان الخليجي بتسمية "سنوات الجريش"، وهي سنوات القحط والجوع التي عمت المنطقة خلال الحرب العالمية الثانية، وقد سماها البحارنة بسنوات الجريش إذ أصبح الناس يأكلون الجريش وهو الأرخص مقارنة بالقمح والذرة والعيش (الرز). وأضحت التسمية مرادفة لوصف أي فترة تتميز بالضيق والعوز. بالطبع لحد الآن لا نستطيع أن نتجنى على البلد ونقول إنها سنوات الجريش الله لا يعيدها رغم عدم بعدنا عنها إذا استمرت المغامرات المجنونة والمراهقة في المنطقة.
أبو كشمه يفضل أن يطلق على هذه المرحلة العصيبه بـ"سنوات الحشيش" طبعا ليس المقصود الحشيش الذي يعلف به الدواب وإنما لارتباطه بقرارات و أوضاع تتصف بالتحشيش وتصرفات حشاشين أي أنها بعيدة عن المنطق وغريبة على الفهم وعصية على الاستيعاب ومنها على سبيل الذكر لا الحصر:
-
حشيش فاخر: البحرين تحتل المركز الثاني عالميا بالنسبة للمكان المفضل للأجانب للعمل والاستقرار! بينما الشعب البحريني يعاني من البطالة التي تصل إلى 20% بين الشباب وخاصة حاملي الشهادات الجامعية.
-
حشيش خيلي خوشنكن: رئيسة مجلس النواب واللي المفروض أنها تمثل الشعب تعترض على تسمية "البحرينيين الجدد"، وهي لفظة تخفيفية للمجنسين بينما وسائل التواصل الاجتماعي والصحف مشحونة بأوصاف قدحية للشعب الأصيل (أبناء المتعة والمجوس والفرس والخونة) وقد سمعناها في الراديو والتلفزيون الرسميين مع بدء قمع الحراك الوطني.
-
حشيش درجة أولى: البحرين تتطلع لغزو الفضاء وإنشاء هيئة للفضاء بينما أرضها تغرق عند سقوط المطر لمدة ساعتين لعدم توافر البنية التحتية (مثل أي دولة من العالم الثالث وليس الثاني أو المتقدم).
-
حشيش صنف معتبر: البحرين لا تعترف بشهادات الطب الصادرة عن جامعات معتبرة في الصين والهند والفلبين في حين أنها توظف خبراء ومستشارين وموظفين كبار في الدولة بشهادت مزورة ومضروبة دون التدقيق فيها.
-
حشيش مدوخ: الوزارات الحكومية وخاصة التربية والتعليم والصحة يعلنون عن وظائف في جرائد في مصر والأردن والهند عن وجود شواغر في مجال التعليم والتمريض بينما مئات الخريجين المؤهلين حفت أقدامهم وهم يسألون عن مصير طلبات توظيفهم حسب تخصصاتهم.
-
حشيش ذباح: تفرض ضريبة القيمة المضافة ويوافق عليها نواب الغفلة بسبب أن المنحة الخليجية تشترط ذلك بعدين يطلع ما في منحه وإنما قرض واجب السداد.
-
حشيش مركب: تايلند تفرج عن اللاعب البحريني حكيم العريبي (بعد سواد وجه البحرين وتايلند عالميا) وبحجة أن الداخلية أسقطت التهمة ثم يصرح وزير الخارجية أنه سلم رسالة لتسليم العريبي إلى السفير الإسترالي مطالبا بلده الذي تدخل رئيس وزرائها شخصيا لإرجاعه لاستراليا (غباء مركب).
-
حشيش بو رخوص: مواطنون موالون يولولون ليل نهار على التجنيس وارتفاع الأسعار والضريبة وتوظيف الأجانب. ويقولون أن شيوخهم أُولوا الأمر مالهم علاقة وما يرضون لو يدرون. يعنى إيران هي السبب مثلا .
-
حشيش "كلاس اوي": صرعونا ببدعة الحكومة المصغرة والوجوه الجديدة وأنها من خطوات تحقيق التوازن المالي وقبل لا يجف خبر التوازن المالي الفلته وقبل نهاية السنة تفاجأنا بحكومة موسعة وبها نفس الدناصير والديناصورات.
-
حشيش مساطيل: البحرين تحتل المرتبة الأولى في الكثافة السكانية (يعني إطمطمت وانشحنت) وفي نفس الوقت مخطط البندر شغال بتجنيس المتردية والنطيحه وكل من هب ودب.
-
حشيش مال الخميس: يدعون العفة والطهارة والإسلام والتدين والمنامة تصنف من ضمن مدن الخطايا؛ إذ تحتل المركز الثامن بين مدن الدعارة العالمية. وتطلع صحيفة متخلفة تقول إن اللواط في قرى المواطنين الأصليين بسبب فتاوي رجال الدين.
-
حشيش مخلوط ومنوع يفر الراس: رياضات عجيبة غريبة مثل سباق السلوقي تكلف مئات الألوف في حين أبطال البحرين في لعبات السلة واليد لا يشاركون لعدم وجود الدعم والميزانية، احتفالات باذخة، تبرعات لبناء مستشفيات ومدارس في دول أغنى من البحرين، صفقات أسلحة بعشرات الملايين، لجان وهيئات ووفود يصرف عليها ببذخ في زمن التقشف، إعفاء العمالة الأجنبية من شهادة حسن السيرة والسلوك، مجلس النواب الجديد يوافق على برنامج الحكومة الإنشائي ويبصم عليه بنسبة 95%.
الحين تتفقون مع بوكشمة أننا في زمن سنوات الحشيش لأن ما يحدث ليس هناك تفسير منطقي له ولا يستوعبه العقل وهو في حالة صحو ولا تصدر عن عقلاء لديهم وعي ولا يمكن أن تصدر مثل الأمور إلا خلال جلسات تحشيشية (العبارة مجازية)! والله يستر من القادم إذا استمرت القرارات والقوانين والإجراءات والسياسات التحشيشية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التعليقات والردود التي تنشر تعبر عن رأي أصحابها، ولا تعبر عن رأي "مرآة البحرين" بالضرورة. نستقبلها على البريد التالي: editor@bahrainmirror.com