تايلند وضعت ميزانها: هل ترجح كفة العريبي على كفة اللورد خليفة بن سلمان؟
2019-02-07 - 1:26 م
مرآة البحرين (خاص): تقول وزارة الخارجية التايلندية في بيانها الصادر في الخامس من هذا الشهر أن «تايلند تجد نفسها في وسط قضية تتعلق ببلدين يتنافسان على حضانة السيد حكيم العريبي»، وتُعنون تايلند كل ما يحدث بـ «القضية الأسترالية البحرينية المتعلقة بالسيد حكيم العريبي» بحسب ما ورد في ديباجة البيان.
تؤكد تايلند أنه لا مصلحة لها، وأنها لا تستفيد شيئاً من احتجاز حكيم العريبي، هذا الإدعاء غير صحيح.
فكثيرون يعلمون مكانة رئيس وزراء البحرين خليفة بن سلمان آل خليفة الخاصة في تايلند، فهو يحظى بعلاقة خاصة مع العائلة الملكية في تايلند، وهو من أهم المستثمرين على الاطلاق هناك.
المعلن أنه يمتلك جزرا هناك، وهو شريك الملك التايلندي السابق في سلسلة "كمبينسكي" العالمية للفنادق، وهي سلسلة من 112 فندقاً فاخراً في جميع أنحاء العالم.
لا داعي للحديث لمحاولة صرف الأنظار عن المصالح والعلاقات القوية التي تربط الحكومتين، فالمصالح قوية، ويمكن الإشارة إلى قرار رئيس الوزراء خليفة بن سلمان، بشأن السماح لحاملي الجنسية التايلندية بمزاولة نشاط تجارة التجزئة بنسبة 100% في سوق مدينة التنين بالبحرين، بعد أسبوعين فقط من اعتقال تايلند حكيم العريبي.
وبحسب تصريح رسمي صادر عن وزير الصناعة والتجارة والسياحة في البحرين، زايد الزياني، فإن إجمالي حجم التجارة البحرينية مع تايلند (في القطاعين النفطي وغير النفطي) في العام 2017 بلغ حوالي 638 مليون دولار، بزيادة 19 % عن العام 2016. وهناك 26 شركة مسجلة في البحرين لديها شركاء تايلانديون، وتغطي مجموعة واسعة من الأنشطة التجارية بما في ذلك الغذاء والمشروبات وتجارة العطور ومستحضرات التجميل وعمليات تشطيب المباني والصيد البحري والديكور والطب البديل والأنشطة العقارية وتصميم الأزياء وتصفيف الشعر وغيرها من أنشطة العناية بالجمال.
وفي سبتمبر 2018 بعث رئيس وزراء البحرين وزيرة الصحة نيابة عنه لافتتاح مركز معلومات تبرع به على حسابه و تمت تسميته «مركز البحرين للمعلومات لصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة» بجامعة الأمير سونجكلا بمحافظة باتاني جنوب تايلند.
في العام 2009، منحت جامعة سونغ كولا التايلندية درجة الدكتوراه في العلوم السياسية لرئيس الوزراء البحريني الذي أصبح يمتلك حتى الآن 6 شهادات دكتوراة فخرية.
رئيس الوزراء الذي يصرح بأولوية البحرين لديه مع كل صباح، لم يتبرع بمركز كهذا لأبناء بلده، مركز يضم تقنيات وتسهيلات وكتب، ويوفر منطقة للقراءة بطاقة 220 مقعدا، وخدمات بحثية إلكترونية بشكل مجاني للحصول على حوالي 500 خدمة الكترونية.
هذه المصالح الكبيرة والمتشابكة، جعلت رئيس الوزراء لأول مرّة يدخل وسيطاً لمحاولة إصلاح العلاقات بين تايلند والمملكة العربية السعودية التي تعقّدت بعد قصة الماسة الزرقاء في 1989، وهذه الوساطة - وهو أمر غير مألوف في سيرة خليفة بن سلمان- إن دلّت على شيء فهي تدل على النفوذ الكبير والعلاقة الوطيدة والمصالح المشتركة بينه وبين تايلند التي تزعم أنه لا مصلحة لديها في اعتقال حكيم العريبي وتسليمه لواحد من أسوأ بلدان المنطقة سمعة في مجال التعذيب الوحشي، والقضاء غير المستقل.
وزارة الخارجية التايلندية ربما تعتقد أن لا أحد في العالم يعلم بمدى المصالح الوطيدة التي تجعلها تتحرج من إطلاق سراح حكيم العريبي وإعادته إلى استراليا، إنها تتهرب من مسؤوليتها وتصف الأمر بأنه قضية استرالية بحرينية، الحقيقة هي مخاوف تايلندية من غضب الأمير الخليجي الذي يريد معاقبة حكيم العريبي الذي تجرّأ وعارض انتخاب ابن اخته (سلمان بن ابراهيم) لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).